قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د ..جنان الحربي إن المطابخ المتخصصة في صنع أطباق قائمة على الحشرات في سباق ماراثوني، مشيرة إلى أن الخبراء يتوقعون أن القيمة الغذائية الفائقة والاستدامة ستجعل الحشرات الصالحة للأكل عنصرا أساسيا ودائما في العديد من الأنظمة الغذائية الأوروبية حيث يتوقع أن يصل عدد المستهلكين الى 390 مليونا بحلول عام 2030.
وأضافت الحربي في تصريح لـ «الأنباء»: مهدت موافقة الاتحاد الأوروبي في العام الماضي على دودة الوجبة الصفراء المجففة للاستهلاك الآدمي التي طرحتها شركة «أقرونوترس» للتكنولوجيا الحيوية ومقرها فرنسا بالتعاون مع شركة «أستانور فينشر» للاستثمار في تكنولوجيا الأغذية الزراعية في فتح الباب لطلبات جديدة مقدمة من قبل العديد من شركات الغذائية للموافقة على المزيد من الحشرات والمنتجات الحشرية مثل بروتين الحشرات منزوع الدهن.
وتابعت: أضيفت مؤخرا أحدث دفعة من الحشرات الى قائمة الحشرات المرخصة مسبقا من قبل الاتحاد الأوروبي وهي الديدان والخنافس السوداء اللامعة والصرصور المنزلي (الجندب)، لتصبح مرخصة للاستهلاك الآدمي إلى جانب الجراد وجندب الحقل المعروف بسوير الليل.
وأعطى الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر بداية من يوم الثلاثاء 24 يناير الجاري للشركات الأوروبية للبدء في بيع تلك الحشرات كمنتج غذائي، إما على شكل حشرة كاملة أو على شكل مسحوق يمزج مع بقية المنتجات التي تستخدم في تصنيع الخبز والبيتزا والمعجنات والصوص والآيس كريم والشوكولاتة والبسكويت والحساء والبهارات.
وذكرت الحربي أن جميع الشركات ليست مجبرة على كتابة أسماء الحشرات على تلك المنتجات التي تحتوي على مساحيق من الحشرات وإذا كانت لديها الرغبة في ذلك يجب أن تضع الأسماء اللاتينية الخاصة بكل حشرة لتكون أكثر جاذبية وتشويقا للمستهلكين.
وهذا يعني انه يمكن للشخص أن يأكل منتجات تحتوي على حشرات دون أن يعلم.
وأوضحت كذلك أن الحشرات تعتبر طعاما شهيا في المطاعم الراقية حول العالم خاصة النمل الأسود الذي يقدم فقط في المناسبات العالمية والرياضية.
وتمثل الحشرات وجبات غذائية صحية في العديد من البلدان مثل المكسيك وتايلند وبعض الدول الأفريقية وشمال أميركا وغيرها.
كما أنها استحوذت على اهتمام العلماء وشركات القطاع الغذائي التي تتطلع إلى إطعام سكان الكوكب المتزايدين. ويعتقد الخبراء أن الحشرات ستكون الغذاء الأفضل للرياضيين وكبار السن.
واستطردت الحربي: يبحث المستهلكون عن بدائل للحوم ومنتجات الألبان خاصة مع تزايد أمراض العصر مثل الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
ويعتبر الكثير أن الحشرات هي البديل الأفضل حيث ان الوزن الجاف للحشرات يحتوي على ما بين 35% و60% من البروتينات إلى جانب الأحماض الأمينية الأساسية والفيتامينات والأملاح التي لا توجد في اللحوم والبيض ونسبة الدهون الضارة فيها تكاد تكون معدومة.
ولاسيما أن الحشرات تجذب المستهلكين المهتمين بالاستدامة بسبب الضغط المنخفض بشكل كبير الذي تضعه على الموارد الطبيعية.
حيث ان الحشرات تنتج غازات دفيئة أقل من 10 إلى 100 مرة من نظيراتها الحيوانية. ومع ذلك، فإن إدخال المنتجات الغذائية للحشرات لن يكون بمن دون قيود حيث يضع الاتحاد الأوروبي إرشادات صارمة بشأن ما يمكن إطعامه بالضبط لتلك الحشرات.
وختمت الحربي بالقول: باعتقادي يمكن أن يؤدي استبدال شرائح اللحم والهمبرغر بالصراصير إلى خفض تلوث الهواء بالغازات الدفيئة وإبطاء انقراض بعض الأنواع من الكائنات الحية، ولكن إقناع الناس بتناولها سيكون أمرا صعبا.