احتضن «غاليري الأفنيوز» معرضاً لـ «آرت ستوديو الكويت» ممثلا بالفنانة د. جواهر البدر، جاء بعنوان «مقتطفات الطباعة الإبداعية»، حضره جمع كبير من الفنانين والمهتمين، ويستمر المعرض حتى 26 الجاري.
وفي البداية، صرّحت مديرة الغاليري، الفنانة سهيلة النجدي، بأن فن الطباعة من الفنون المهمة التي تعتمد على تقنيات فنية متخصصة بالرسم، وأوضحت أن الفنان الممارس لهذا الفن يتميز بالدقة، والحرص على أن يبدو عمله متقناً، كي يحظى باستحسان المتلقي.
وأوضحت النجدي أن «غاليري الأفنيوز» يحرص على احتضان جميع أنواع الفنون، التي تهم المجتمع وتسهم في تطوير ذائقته، إضافة إلى تشجيع الفنانين، خصوصاً الشباب الواعدين، من أجل تمكينهم من أدواتهم، وفهم الفنون الجميلة فهماً كبيراً، على أيدي أساتذة ومتخصصين في هذا المجال، مؤكدة أن الغاليري يؤدي دوره المطلوب في ضخّ دماء جديدة بالساحة الفنية، وتدريب الموهوبين، الذين لديهم الرغبة في تكملة المسيرة، وإثراء الساحة.
الطباعة الإبداعية من جانبها، قالت د. البدر إن المعرض جاء نتاج مؤتمر «الطباعة الإبداعية»، الذي كان في يناير الماضي، وهو ثمرة التعاون المشترك بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، بتنظيم وتقديم «آرت ستديو كويت». وذكرت أنه شارك بالمؤتمر خبراء من الولايات المتحدة، هم توماس بوسكيت، وجابريل فلد، وكيلي جلانسي، إلى جانب فنانين من الكويت والوطن العربي، وعملوا على مكينة الطباعة (printmaking machine). وأضافت البدر أنها «تحضّر حاليا لإقامة المؤتمر بنسخته الثانية في يناير 2025، برعاية المجلس الوطني للثقافة، وسيكون المميز فيه أنه سيشارك فيه فنانون من دول الخليج من السعودية، والإمارات، ونخطط لشراء ماكينة للطباعة».
أقدم أنواع الفنون
وحول أهمية فن الطباعة، قالت البدر إنها أحبت فن الطباعة وقامت بتدريسه في كلية العمارة بجامعة الكويت لمدة 23 عاما، لافتة إلى أن فن الطباعة يجمع الكثير من الفنون، منها النحت، والتشكيل، وفي هذا الفن لا يشترط أن يكون فنانا متمرسا ومحترفا، ولكن الرسمة تأتي بصورة تلقائية، موضحة أنه يعد وسيلة قوية للتعبير الفني، حيث يمكن للفنانين استخدامها لإنشاء أعمال فنية جميلة ومتنوعة.
وتابعت البدر أن هذا الفن يُعد من أقدم أنواع الفنون، إذ بدأ الإنسان قديما بالرسم على جدران الكهوف، مستخدما يده كأداة طباعة بالاستنسل (Stencil)، وبما توافر له من ألوان الطبيعة. ويعود تاريخ هذه الرسومات إلى عشرات الآلاف من السنين وطورتها الحضارات، فمثلا شاركت الحضارة السومرية في نحت الصور على الأختام مستخدمةً الطين الرطب، أما الحضارة الصينية فقد كان العلماء الصينيون روادا في إنشاء النسخ المحكوكة من النصوص المنحوتة، والتي تعتبر ابتكارا للطباعة، فهذه التقنية سمحت بنسخ النصوص أو حتى الصور على الأسطح الورقية وحتى الحريرية. وذكرت أن هذا الفن أيضا يُعد جزءا أساسيا من تاريخنا وتراثنا، حيث يعكس الحضارات التي استوطنت وسكنت في الكويت، مؤكدة أنه يتعين علينا أن نحيي هذا الفن ونعلمه الأجيال الحالية والقادمة.
أنشطة فنية
وعند سؤالها عن أنشطة «آرت استديو الكويت»، قالت إن هناك أنشطة فنية ودورات عدة للأطفال والكبار، حيث أفادت بأن الرسم يساعد على التفكير خارج الصندوق وتطوير الخيال، مما يجعلهم أكثر قدرة على حل المشكلات والابتكار، وهذا ما نحرص عليه في «آرت ستوديو الكويت». أيضا أفادت بأن «آرت استديو الكويت» يمتلك ماكينة الطباعة تستخدم في الأعمال والدورات الفنية، وذكرت أنه للعلم فإن أول ماكينة للطباعة في الكويت امتلكتها الفنانة سعاد العيسى في فترة الستينيات، حيث أشرف على إصلاحها الفنان التشكيلي محمود أشكناني.
أسلوب فني
«الجريدة» التقت المشاركين في المعرض، وكانت البداية مع الفنان طلال حمادة، حيث شارك في المعرض بـ 3 أعمال، لافتا إلى أنها كانت نتاج مؤتمر «الطباعة الإبداعية»، حيث أنتج أكثر من 9 أعمال، لكنّه شارك في ثلاثة بالمعرض، مبينا أنه حرص حتى في فن الطباعة ألا يخرج من أسلوبه الفني، وعن رأيه بفن الطباعة قال إنه فن جميل وممتع، وذكر أنه يحضّر لمعرض سيقيمه في شهر أبريل من العام المقبل.
بدورها، قالت فاطمة الحماد التي شاركت بثلاثة أعمال اعتمدت على الطباعة اليدوية على قوالب الزنك، إن ذلك الفن يستغرق وقتا طويلا، ويتطلب نوعا من الصبر. وأوضحت أن بدايتها بفن الطباعة كانت أثناء دراستها الجامعية عندما أخذت مادة الطباعة عن د. جواهر البدر عام 2017، ومنذ ذلك الوقت أحبت هذا الفن واستمرت فيه.
وذكرت أنها تشارك في معارض جماعية، وتخطط لإقامة معرض شخصي تعرض فيه جميع أعمالها بهذا الفن. أما الفنانة شيخة الحبشي فقالت إنها فنانة متخصصة بالرسم والرسم التصويري، وأنها شاركت بعمل بفن الطباعة الذي يعطي الفنان إبداعا بالأفكار الفنية. وذكرت أنها ترسم منذ حوالي 7 سنوات. وقالت الحبشي إن وظيفتها وشغلها الشاغل هو الفن، وإنها تحب هذا المجال، مشيدة بدور الكويت في دعم الفنانين وإعطائهم الكثير من الفرص.
يُذكر أنه شارك بالمعرض 13 فناناً، هم طلا حمادة، وشيخة الحبشي، وأمينة الأنصاري، وعبدالعزيز الربيع، وهدى المغني، ود. بسمة المسلم، وسوزان الزين، ورومان دانجار، وتوماس بوسكات، وكيلي قلانسي، وغابريل فيلد، ود. جواهر البدر، وفاطمة السالم.