أكد الدكتور عبد الله السند أن أخلاقيات ممارسة المهن الطبية تعد بمثابة النظم والقوانين التي تحكم عضو المهن الصحية, وهي أخلاقيات وقيم تم اكتسابها وتبنيها على مدار تاريخ المهن الصحية, ولفت السند خلال برنامج “مفاهيم” الذي يعده ويقدمه على تلفزيون دولة الكويت, أن هذه القضية لا تزال من أهم القضايا المطروحة عالميا وذات الأولوية، خاصة بعد أن طرأت عليها تغييرات أساسية خلال العقود الماضية, ناجمة عن التقدم التكنولوجي والتحولات الوبائية والاجتماعية.
وأشار الدكتور السند في هذا السياق إلى ما يجب أن يلتزم ويتحلى به مزاولي المهن الصحية تجاه المريض والمجتمع, وتجاه المهنة والمؤسسة الصحية, مؤكدا أن قواعد وأخلاقيات مهنة الطب ملزمة لكل مزاولي المهن الصحية، والمخالفات وإن حصلت لهذه القواعد والأخلاقيات ، إلا وأنها تبقى حالات فردية وقليلة جداً.
وأكد أن عمل وأداء المنظومات الصحية لا يمكن أن يحقق غايته ومراده على أكمل وجه, إلا بالالتزام بأخلاقيات المهن الصحية, مشيراً إلى الأطر التي تحكم الرقابة على ممارسي المهنة في الالتزام بهذه الأخلاقيات والمبادىء.
كما لفت الدكتور السند إلى أن النجاح داخل بيئة العمل يتطلب العديد من المهارات، ولعل أهمها مهارات التواصل الفعال التي لها دور كبير في نجاح العمل في جميع المجالات, بل هناك من يعتبرها تضاهي أهمية المهارات الإدارية والإكلينيكية الناجحة في العمل.
ورأى الدكتور السند أن التواصل الفعال يعد فن له أهميته الخاصة داخل المنشآت الصحية, وحجر الأساس في إنجاح عملية الرعاية الطبية، ويتعدى مجرد تبادل المعلومات بين المريض والممارس الصحي ، لافتاً إلى أن من منطلق أهمية التواصل الفعال داخل المنشآت الصحية, هو ما أشار له القانون 70 لسنة 2020 بشأن مزاولة مهنة الطب والمهن المساعدة لها, وحقوق المرضى والمنشآت الصحية, في أكثر من موضع حول أهمية التواصل.
و أشار السند إلى أن جودة العلاقة بين الممارس الصحي والمريض تظل أهم حلقة في سلسلة الرعاية الصحية، و أمر أساسي للوصول إلى التشخيص الصحيح, والالتزام بخطة العلاج, ومنح المريض الثقة والطمأنينة والتخفيف من أعباء المرض وآلامه, لافتاً إلى أن العديد من الدراسات أكدت أن نجاح علاج المريض يتأثر بشكل كبير بالتواصل الفعال, ويؤدي ذلك إلى نتائج صحية وعلاجية أفضل.
وأوضح الدكتور السند الشروط اللازمة لتحقيق التواصل الفعال، والمهارات التي ينبغي أن يتحلى بها الممارس الصحي لتحقيق التواصل الجيد, مجددا التأكيد أن التواصل الفعال بين الأشخاص داخل بيئة العمل ضرورة ملحة لا يستهان بها.