لعلنا أسميناها أجهزة ذكية ولكنها جعلت كثير من قرارات وأساليب التربية الأسرية تسير بالإتجاه غير السليم.
عند وجود اضطراب في العلاقات بين الزوجين والتي بدورها تُؤدّي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحدهم أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها مما ينتج إلى التفكير بالإنفصال من قبل الطرفين.
أصبح هاتفنا النقال امتدادًا اخر لنا في السنوات الأخيرة، وهذا أدى إلى تغيرات منها الإيجابي واخر السلبي، وخاصةً بما يخص الأسرة والمحافظة على استقرارها.
ومن الواضح في الآونة الأخيرة أن الهاتف النقال جعل كل فرد بالأسرة مستقل بذاته، حيث أن الأفراد يكونون جالسين مع بعضهم البعض، لكنهم يحملون هواتفهم النقالة ويعبثون بها دون الشعور بمن حولهم من الأسرة أو التواصل البصري الذي يظهر المشاعر وصدقها وفهمها تجاه الآخر، قد وصلت هذه الفجوة أحيانًا إلى عدم معرفة الفرد بما يحدث مع أفراد عائلته من أفراح أو حتى أحزان.
من أبرز الاثار السلبية التي أدى لها الهاتف النقال، هو عدم مشاركة الأهل بالقرارات الحاسمة، حيث يعتمد كثير من الأشخاص بذلك على أخذ اراء الاخرين المتواجدين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهذا الأمر يعد جدًا خاطئ، حيث أن الأسرة هي التي يمكن لها أن تحدد القرار المناسب لأحد أفرادها، كونها على دراية كافية بشخصيته وبأهدافه وبإمكانيته.
حيث الخطأ نفسه قد يتكرر في أكثر من أسرة ولكن ظروف وتداعيات كل أسرة تختلف عن غيرها.
هذا الهاتف النقال أتاح الفرصة للتعرف والتواصل مع أشخاص من أي مكان وأصحاب ثقافات وخلفيات مختلفة عن قيمنا وأسلوب الحياة الأسرية في كل أسرة، ولهذا مردود خطير جدا.
والأخطر من هذا كله هو التشخيص الخاطئ لأي فرد من الزوجين وعلى إثره يتم تحليل تصرفات والتعامل معها وفق التشخيص الخاطئ والذي يسبب فتور كبير بين الزوجين مما ينعكس على إستمرار حياتهم وحماسهم نحو الإهتمام بالأطفال مما يترتب عليه من إهمالهم دون الإحساس بذلك وشعور أحد الزوجين او كلاهما بالإحباط وعدم القدرة على الإستمرار .
هذا التأثير أدى إلى تدمير علاقات أسرية بكثرة، كما أنه أدى إلى مشكلات عديدة.
ومن خلال التطبيقات المتواجدة في الهاتف، فإن تأثيره قد يكون تعلم سلوكيات خاطئة وربما شاذة، وخاصةً من قبل المراهقين.
ونلاحظ في الاونة الأخيرة انضمام الشباب لمجموعات ومواقع شاذة بكثرة، وهذا الانتشار كان من أحد مساوئ الهواتف الذكية.
ولعنا ذكرنا بعض مساوئ الأجهزة الذكية ونعرض عليكم بعض الحلول لتفاديها ومن أهمها: تحديد وقت لتجمع الأسرة، مثلًا على وجبة الغداء أو على سهرة عائلية لطيفة، وهذا الإجراء يجب أن يكون يومي وروتيني، ويفضل أثناء اللقاء التحدث مع أفراد الأسرة عن المخططات والأهداف المشتركة والطموحات، ولابأس من مناقشة ومصارحة كل طرف من الزوجية عما يزعجه .
ونجد التأثير الإيجابي عند خروج أفراد الأسرة برحلة بين كل حين واخر، بشرط وضع الهواتف النقالة بإمكان بعيدة عن أيديهم ليتسنى لهم التواصل الإيجابي فيما بينهم وتوصيل الرسائل التربوية الغير مباشرة .
لابد من النظر في القضايا المسبّبة للخلافات ما بين الزوجين ووضعها في قائمة من الخطوات الأساسيّة لحلّ هذه المشاكل، حيث يتبع هذه الخطوة أن يتمّ النظر في كلّ مشكلة على حدة، ومحاولة التوصّل للحل المناسب لها بطريقة ترضي الطرفين، والانتقال بعدها لغيرها من المشاكل بالتتابع، أمّا في حال كانت قائمة الخلافات طويلة ولا نهاية لها؛ أي أنَّ الزوجين يختلفان على كلِّ شيء، فلا بدّ من النظر للأسلوب الذي يتحدّثان فيه مع بعضهما البعض، وتحسينه إن لزم الأمر.
وأخيرا أفضل حل لأي خلاف بين الزوجين هي مواجهتهم لبعضهم البعض وتحديد نقاط النقاش ومعالجتها دون تركها تتفاقهم والتحامل على بعضهم ويظل في الصدر ما لا يسر ويسبب للأسرة الضرر ، فكلاهما الخاسر والخاسر الأكبر الأبناء.