مبادرة إنسانية تقوم بها جمعية «أبي أتعلم»، المشهرة من قبل وزارة الشؤون والتي تعمل على استمرار تعليم الأطفال المصابين بأمراض السرطان والأمراض المزمنة وحالات أخرى تستدعي المكوث في المستشفى لفترات طويلة.
وأكدت عضوة مجلس إدارة الجمعية د. نبال بورسلي، أن الجمعية تهدف إلى مساعدة المرضى على إكمال التعلم، وتعزيز قدرتهم على الإبداع، وتجهيز بيئات عمل تساعدهم على إكمال تعليمهم بشكل طبيعى، إضافة إلى تحضير برنامج متكامل لإعادة تأهيل المريض نفسياً للعودة إلى الحياة الطبيعية، بعد امتثاله للشفاء، لافتة إلى أن أعضاء الجمعية يؤمنون بأن التعليم جزء أساسي في حياة الفرد، ولهذا نسعى دائما إلى تعزيز فرص تعليم فئة الأطفال المرضى الذين يضطرون للمكوث في المستشفيات لفترات طويلة، لافتة إلى أنه تم تأمين فصول دراسية داخل المستشفى لتحقيق هذه الغاية.
فصلان بالمستشفيات
وقالت بورسلي، لـ”الجريدة” الكويتية: تم افتتاح فصلين دراسيين أحدهما في مستشفى البنك الوطني التخصصي للأطفال، والآخر في مستشفى الرازي، وذلك قبل جائحة «كورونا»، حيث كان تدريس الطلبة يتم خلال الفترة المسائية، لضمان انتهاء مواعيدهم مع الأطباء وتلقيهم للعلاج، مضيفة أن التدريس في هذه الفصول كان يتم بالطريقة الفردية المباشرة في الفصل الدراسي داخل المستشفى.
وتابعت: وفي حال لم تسمح حالة الطفل الصحية بالتواجد في الفصل، فإن المعلم يتوجه إليه في غرفته لإعطائه الدروس المطلوبة، لافتة إلى أن الوضع اختلف اليوم في ظل جائحة «كورونا»، حيث تم الاعتماد على التعليم عن بعد، تماشيا مع سياسة وزارة التربية.
وأشارت إلى أنه من المهم أن ندرك أن تمكين الأطفال المرضى واستمرار تعليمهم له وقع ايجابي كبير على نفسياتهم وتلقيهم العلاج، الذي سيكون مردوده على الأمراض التي يعانون منها أفضل بكثير.
وذكرت أن الجهات الحكومية التي تتعاون معها الجمعية هما وزارتا التربية والصحة، إضافة إلى بعض الجهات الخيرية، مضيفة أن جمعية «أبي أتعلم» لديها عدد من الشراكات المجتمعية ومنها الشراكة الأولى مع جمعية إعانة المرضى، حيث بدأنا مشوار العمل الخيري كرابطة تحت مظلتهم ومازال التعاون مستمرا بيننا.
وقالت إن هناك شراكة مع جمعية النجاة الخيرية، والتي توفر لنا عددا من المدرسين، الذين يقومون بتعليم الطلبة، كما أن لدينا تعاوناً مع مجموعة الجري ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، معربة عن شكر الجمعية لجميع الداعمين والمتطوعين الذين لا يدخرون جهدا في التعاون لتحقيق أهداف الجمعية.
«لنعيد النظر»
وأوضحت أن الجمعية أطلقت مؤخرا حملة تحت شعار «لنعيد النظر»، وهي نداء لأفراد المجتمع بأن نعيد النظر في أفكارنا وتوقعاتنا تجاه فئة الأطفال المرضى، والتي قد تكون غير منصفة لهم، لاسيما فيما يتعلق بالجانب التعليمي، لافتة إلى أننا بحاجة إلى إمعان النظر إلى واقع تعليم الأطفال المرضى الذين في أغلب الأحيان يحرمون من استمرار تعليمهم بسبب مكوثهم في المستشفى لفترات طويلة، والتأكيد على ضرورة توفير مختلف سبل التعلم لهذه الفئة.
وذكرت أن الجمعية تلقى كامل الدعم والتشجيع من وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح، والذي أكد أهمية التوسع وافتتاح فصول دراسية داخل المستشفيات، ليستفيد منها أكبر عدد من الأطفال، مشيرة إلى أن الجمعية تتواصل كذلك مع مسؤولي وزارة التربية لمناقشة سبل التعاون وعدد من الأمور اللوجستية الخاصة بتعليم الأطفال المرضى.
فترة نقاهة
وحول أعداد الطلبة المستفيدين من خدمات الجمعية، قالت بورسلي إن الجمعية منذ إنشائها قدمت الدعم لـ 60 طالبا وطالبة من المرضى، مشيرة إلى أن عدد الأطفال المسجلين يتفاوت من عام لآخر طبقاً لعدد الأطفال الراقدين في المستشفى وعدد الذين يكونوا في فترة نقاهة وتأهيل وغيرهم من يتوجه إلى العلاج بالخارج.
وذكرت أن عملية اختيار المعلمين تتم من خلال مقابلة شخصية من اللجنة، كما تقدم الجمعية دورات للمعلمين حول موضوعات متفرقة مثل التعامل مع الطالب المريض وأنماط التعلم وأساليب التدريس واستخدام المنصات التعليمية، إضافة إلى دورات للطلبة لمساعدتهم في تحصيلهم العلمي ودورات لاستخدام المنصات التعليمية المختلفة ودورات حول «كيفية البحث في المراجع الإلكترونية»، معربة عن شكرها لجميع المعلمين المسجلين في الجمعية، مؤكدة أنهم العامود الفقري للجمعية.
كما أعربت بورسلي عن شكرها لجمعية النجاة التي تزودهم بالمعلمين، الذين يسعون جاهدين لتعليم الطلبة ومتابعتهم شؤونهم التعليمية.
قالت والدة الطالبة عزيزة الشطي، إن المرض أصاب ابنتها عندما كانت بعمر 7 سنوات، وبسبب مكوثها في المستشفى لأشهر طويلة إضافة إلى سفرها لتلقي العلاج في الخارج وانقطاعها عن الدراسة لعام، حرصنا بعد عودتها ألا يكون المرض سبباً في تأخرها دراسياً، لذا وفرت لها سبل التعليم التي كان من بينها حضورها فصول جمعية «أبي أتعلم» في مستشفى البنك الوطني التخصصي. وأضافت: الأهم من هذا التشجيع والدعم الذي تلقته، والذي أثمر اليوم أن تكون عزيزة في الصف السادس، وبحمد من الله تغلبت على المرض، حيث تؤكد عزيزة أنها تدرس وتجتهد وتتمنى افتتاح المدارس قريبا، وترسل رسالة إلى الأطفال المرضى بأن «شدوا حيلكم، مثل ما أنا قدرت أتفوق هم أنتوا تقدرون وصيروا أقوياء».
قالت د. نبال بورسلي: رسالتنا هي نشر الوعي في المجتمع بأهمية استمرار تعليم الأطفال المرضى، وأن يكون التعليم في مصاف الأولويات مع مواصلة علاجهم، على أن توضع خطة دراسية شاملة وواقعية تتماشى مع وضع الطالب الصحي وقدراته ونمط تعلمه، دون الإخلال بجودة التعليم ومساندتهم للعودة إلى مدارسهم الأساسية.