أكد رئيس الأركان العامة للجيش، الفريق الركن، خالد صالح الصباح، أن الجيش الكويتي هو السيف الرادع ضد التهديدات الداخلية والخارجية، لذا يتعين علينا الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية القتالية، للوصول إلى أهدافنا.
وقال رئيس الأركان في حديث مع مجلة يونيباث أن تسليح الجيش الكويتي أولوية دائمة، علماً بأن الاستثمار في التسليح ليس إلا ركناً من أركان المعادلة، حيث أن صقل مهارات منتسبي الجيش الكويتي وبناء قدراتهم في كافة المجالات هي على نفس القدر من الأهمية ولهذا السبب أعتقد أن التدريب والتمارين هي من أهم الركائز الأساسية والحيوية بالنسبة لنا للحفاظ على جاهزية الجيش الكويتي على الدوام.
وأضاف أن توجيهات مجلس الوزراء المتعلقة بترشيد الإنفاق مليئة بالتحديات، إذ كان علينا العمل بناءً على تلك التوجيهات دون التأثير على تطوير جاهزية الجيش الكويتي واستمرارها، ودأبنا على تفادي العقبات والعمل على تحقيق أهدافنا العسكرية، ومن الإجراءات التي طبقها الجيش الكويتي هي تقليل عدد الملحقين العسكريين في الخارج من خمسة ضباط إلى ضابطين في بعض الحالات، وهذه المرونة تتوافق مع رؤيتنا المستقبلية.
وفيما يتعلق بتعاون الجيش مع الأجهزة الأمنية الكويتية الأخرى، ذكر رئيس الأركان أن الجيش الكويتي الباسل هو رأس الحربة في محاور منظومة الدفاع والأمن الكويتية إلى جانب وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الإطفاء العام، ولا غنى لأي فريق عن التعاون المشترك والاجتهاد والتفاني في العمل لتحقيق أهدافه المشتركة، ولهذا السبب نعمل معاً بروح الفريق الواحد برفقة زملائنا في مختلف القطاعات الحكومية لردع أي تهديد يحاول زعزعة أمننا واستقرارنا، فضلاً عن العمل كفريق واحد لتحديد التحديات الأمنية التي نواجهها والتصدي لها معاً.
وبشأن الشراكات الدولية، لا سيما مع الجيش الأميركي، قال رئيس الأركان إن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أقوى حليف لنا على مدار الـ 32 عاماً الماضية، وقد بذلت جهوداً كبيرة للمساهمة في أمن الكويت، وأتوجه لهم بخالص الشكر على ما قدموه، ولا سيما القيادة المركزية التي تعد شريكنا المباشر في المنطقة.
واستطرد قائلاً: نشارك في عدة تمارين عسكرية على مختلف المستويات مع القيادة، ومثال على ذلك تمرين «حسم العقبان» الذي استضافه الجيش الكويتي في عامي 2015 و2017، بالإضافة إلى تمرين «حسم العقبان» 2022 الذي استضافته الولايات المتحدة بمساهمات كبيرة من الجيش الكويتي، بالإضافة إلى التعاون مع القيادة المركزية في برامج تبادل الخبراء المتخصصين، لما لها من فوائد جمة على كلا الجيشين وتعود على كلا الجانبين بالعلم والمعرفة في عدة مجالات، لضمان استخدامنا مفردات وصورة معركة موحدة في مجال العمليات، كما أن الجيش الكويتي والقيادة المركزية الأمريكية عازمان من خلال التنسيق فيما بينهما على القضاء على التنظيمات المتطرفة في المنطقة وهو هدف راسخ يتبناه الجانبين.
وحول مساهمة الجيش في قوات الأمن الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي، أشار رئيس الأركان إلى أن المساهمة مباشرة في جميع القوات العسكرية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ نتشارك في التدريبات والتمارين المشتركة والقوات الموحدة لتنفيذ العمليات، وهي جزء لا يتجزأ من القيادة العسكرية الموحدة، التي تعتبر مؤخراً الذراع العسكري للمجلس. .
واستدرك قائلاً: يتم التعاون مع حلفائنا في دول المجلس للحفاظ على أمن المنطقة، كما تشارك القوات المسلحة في الجيش الكويتي متمثلة بالقوة البرية والقوة الجوية والقوة البحرية وسلاح الدفاع الجوي باستمرار في التمارين المتبادلة مع جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى وجود مراكز عمليات خليجية مشتركة تعمل على مدار الساعة.
وبشأن منهج الكويت لمنع التنظيمات المتطرفة العنيفة ودحرها، ذكر رئيس الأركان أن الجيش يتعاون مع عدة وزارات لمحاربة الأفكار المتطرفة والقضاء عليها، إذ ترعى وزارة التربية برامج في المدارس لمحاربة هذه الأفكار، وترعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوات لإظهار المعنى الحقيقي لدين الإسلام الحنيف، وتقدم أيضاً مراكز متخصصة بشأن ندوات لتثقيف أصحاب تلك وإعادة تأهيلهم لتسهيل عودتهم إلى المجتمع، وفيما يتعلق بالجيش الكويتي، فنحن جاهزون على الدوام عند استدعائنا من خلال تبادل المعلومات الحيوية مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة والعمل بروح الفريق الواحد من أجل مكافحة هذه الآفة التي تفتك في المجتمعات، ألا وهو دحر هذه الأفكار المتطرفة سريعة الانتشار في أرجاء العالم، كما نطلق برامج تثقيفية تجريها فرق متنقلة من الضباط وضباط الصف والأفراد عبر زيارة الوحدات لمنع نشر التطرف والتجنيد على أيدي التنظيمات المتطرفة، وعلاوة على ذلك يعمل الجيش الكويتي باعتباره جزء من التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على الحفاظ على الأخلاقيات التي يحث عليها ديننا الحنيف من خلال دعم قادة التحالف لدحر الإرهاب.
وبشأن تكيف الجيش الكويتي مع التغيرات التي طرأت على طريقة خوض الحروب على مدار القرن المنصرم، قال رئيس الأركان أن الحروب شهدت تطورات متسارعة وتغيرات، بدايةً من نظام المعارك التقليدية النظامية ،مروراً بالحروب الغير نظامية التي تقاتل فيها الجيوش ضد الجماعات المسلحة والعصابات والميليشيات عن طريق المواجهات المسلحة المباشرة، وصولاً إلى الحروب السيبرانية في الوقت الراهن، حيث بات بالإمكان قيام الحروب وخوضها دون إطلاق رصاصة واحدة، حتى أصبحت الحرب السيبرانية قضية حاسمة للجيش اليوم، والجيش الكويتي مسلح بأحدث التقنيات في هذا المجال، ونحرص على العمل بالتعاون مع مختلف القطاعات داخل حكومة دولة الكويت مع مؤسسات الدولة وبمساندة حلفائنا في المنطقة للنهوض بقدراتنا وردع أي تهديد، كما أننا أنشأنا مديرية الحرب السيبرانية، وهذا سيجعلنا على أهبة الاستعداد لحماية المنظومة الخاصة بالجيش الكويتي من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تهرب من المواجهة المباشرة مع القوات المسلحة وتلجأ إلى العمليات والهجمات السيبرانية الإرهابية المدبرة ضد الحكومات والدول.
وفيما يتعلق بالدور الذي لعبه الجيش الكويتي خلال جائحة كورونا، أفاد رئيس الأركان بأنه كان من القطاعات الحكومية التي قدمت الدعم المباشر لوزارة الصحة وزارة الداخلية والوزارات المعنية الأخرى، حيث سخر كامل قدرته في العديد من المجالات، ومن أبرزها استخدام طائرات الشحن التابعة للقوة الجوية الكويتية لإجلاء المواطنين العالقين في أجزاء مختلفة من العالم وإعادتهم إلى دولة الكويت، ونقل كميات كبيرة من اللوازم الطبية والوقاية واللقاحات، وقد قام الجيش الكويتي بإنشاء وحدات مجهزة للحجر الصحي الطبي ومستشفيات ميدانية، بالإضافة إلى الدعم الأمني في عزل بعض المناطق الموبوءة في ذلك الوقت للتصدي لانتشار الفيروس، وفتح مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة أبوابه لاستقبال المصابين لتقليل الضغط على المراكز الصحية.
وخلال انتشار الجائحة لم يتم إيقاف دورات الجيش الكويتي المنعقدة بل تم استئنافها عن طريق البيئة الافتراضية لاستكمالها عن طريق التعليم عن بعد، وهذا ما شجعنا إلى عقد دورات تدريبية جديدة بدون توقف، والتي أثبتنا خلالها أننا قادرون على الحفاظ على الجاهزية القصوى في ظل التكيف مع الجائحة.
وعن مساهمة الجيش في رؤية الكويت 2035، قال رئيس الأركان إن القوات المسلحة الكويتية تقوم بدور حيوي لتنفيذ توجيهات سمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما بتحويل الكويت إلى مركز إقليمي مالي وتجاري وثقافي بحلول عام 2035.
وأوضح: يتمثل الدور الأساسي للجيش الكويتي في حماية دولة الكويت وسيادتها وشعبها من التهديدات والتحديات، وهذه مهمة منوطة بكل من يعيش على أرض الكويت، ولا نألو جهداً في صون الوطن والحفاظ على استقراره والتعاون مع شركائنا حتى يتسنى لهم العمل في بيئة آمنة ومزدهرة تماشياً مع رؤية الكويت 2035 التي آمن بها الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد.