كشف رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للعلاقات العامة جمال النصرالله عن ان دور العلاقات العامة في التنمية المستدامة في جميع المجالات كبير، ومساهم اساسي كونها جزءا في المجتمع المدني الذي يتنامى مع مطلب القيادة في الكويت، ونتمنى ان يتطور دور المجتمع المدني أكثر ويكون شريكا فعالا في خطة التنمية.
وأشار النصرالله خلال لقاء مع «الأنباء» إلى ان الجمعية تعمل حاليا على توقيع العديد من الاتفاقيات مع جمعيات زميلة للتعاون وفتح افاق جديدة وتبادل خبرات نطمح لان يكون لدينا في المستقبل اتحاد للجمعيات النفع العام اسوة باتحادات كثيرة في الكويت.
كما تعمل الجمعية على تنظيم مؤتمر تحت عنوان «الكويت استدامة»، وذلك لتسليط الضوء على التنمية المستدامة ضمن رؤية كويت جديدة والتي تتضمن سبع ركائز اخترنا اول ركيزة وهي البيئة، وسيكون المؤتمر بالمشاركة مع الهيئة العامة للبيئة وبرعاية مدير عام هيئة البيئة الشيخ عبدالله الأحمد وبالتعاون مع الجهات المختصة بالبيئة في الكويت.
وأوضح النصرالله أن الجمعية تعمل ايضا على تنظيم جائزة العلاقات العامة وخدمة العملاء ـ النسخة الخامسة، برعاية سامية من صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، ونحن في طور التجهيز لها وأخذ الموافقات اللازمة لأهميتها في تطوير خدمات المجتمع والتنمية المستدامة في دولتنا، إضافة إلى امور متعددة تطرق لها النصرالله في اللقاء، فإلى التفاصيل:
في البداية هل من نبذة عن الجمعية؟
٭ هناك أعداد كبيرة من العاملين في مجال العلاقات العامة سواء في الجهات الحكوميــــــة أو الخاصـــــة، وبالنظر للدور المتنامــي الذي تلعبه العلاقات العامة في شتى المجالات وتأكيدا لدورها الكبير والمؤثر في إدارة الأزمات، جاءت ضرورة وجود كيان مهني احترافي يظل جميع العاملين في هذا المجال الحيوي، ويكون جامعا لهم من جهة ولإبراز دورهم من جهة أخرى مع التعاون وتقديم كل ما يمكن أن يسهم بتطوير قدراتهم وتنظيم جهودهم بشكل أفضل.
من هنا بدأت فكرة تكوين جمعية كويتية مهنية تعنى بأمور العاملين في مجال العلاقات العامة وتطوير ورفع معايير الاحترافية لديهم، وعلى ذلك تم إشهار جمعية العلاقات العامة الكويتية بناء على قرار وزارة الشؤون الاجتماعية رقم 2006/2 في 4 يناير عام 2006م.
وما الرسالة التي تريدون إيصالها عبر هذه الجمعية؟
٭ منذ البداية حددنا رسالتنا في بناء كيان قوي للعلاقات العامة من أجل المساهمة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية في الكويت عن طريق السعي وراء تحقيق صورة ذهنية فعالة ومعاصرة ونظرة إيجابية عن العاملين في هذا المجال، وذلك من خلال نشر جهود العلاقات العامة عن طريق الجمعية.
كما نعمل على الاهتمام باختصاصيي ومستشاري العلاقات العامة الخارجية من خلال إقامة منتدى لاختصاصيي العلاقات العامة بالكويت لنشر أعمالهم ليكونوا على استعداد تام لتقديم العون والمساعدة للجهات والمؤسسات والافراد داخل الكويت وخارجها، ونشر الوعي بأهمية العلاقات العامة من خلال اقامة منتديات ثقافية ومؤتمرات تختص بالعلاقات العامة وأهميتها ومجالاتها المختلفة.
ولا بد أن نشير أيضا إلى الاهتمام بالناشئين الجدد، وبالمهتمين بمجال العلاقات العامة وتوفير المساعدة لهم لمعرفة كل ما يدور حول التخصص من خلال إقامة دورات تدريبية مختصة بمجال العلاقات العامة، وطبيعة الأعمال والمهام التي يمكن أن يقوموا بها.
وماذا عن علاقة الجمعية بالمهتمين بإدارة الأعمال؟
٭ من الأمور التي نهتم بها السعي وراء تنفيذ أهداف الجمعية من خلال التواصل مع المؤسسات المختلفة، حيث ان طبيعة عمل العلاقات العامة متشابهة في معظم الجهات وكلما كان دور العلاقات العامة أكبر وأوسع انعكس ذلك إيجابا على أداء الجهة سواء من خلال مقياس رضا العملاء أو من خلال أداء المهام والأعمال وراحة الموظفين من جهة أخرى، الى جانب وجود رؤية خاصة أن نكون الجمعية الاقليمية الرائدة في نشر التميز في العلاقات العامة وتوفير مظلة مهنية لمنتسبي وخبراء هذا المجال. ومن الأشياء الأساسية في عملنا أيضا تطوير قدرات ومهارات المهتمين بمجال العلاقات العامة لزيادة كفاءتهم في مجالهم سواء «اختصاصي علاقات عامة» أو «استشاري» ليساعدوا الآخرين في مجالاتهم، حيث إن العلاقات العامة هي المجال الأوسع والأعمق في مجال ادارة الأعمال.
وما الآلية المتبعة في خططكم؟
٭ هناك أسس نعتمد عليها في مقدمتها الإحاطة بكل جديد عن العلاقات العامة، حيث هناك الكثير من التجارب الناجحة محليا وإقليميا ودوليا والتي يمكن أن تشكل حافزا قويا للعطاء بشكل أكبر ولتطبيقها في بعض الجهات، كما نسعى الى تحديث البحوث العلمية ومناهج البحث باستمرار لتناسب ما يحمله لنا عصر التكنولوجيا وريادة الأعمال من تطورات متسارعة وخبرات يمكن الاستفادة منها.
أهدافها ورسالتها
ما أهداف الجمعية على المستوى الدولي؟
٭ في الحقيقة أن من أهم أهداف الجمعية الارتقاء بمهنة العلاقات العامة ضمن معايير عالمية ومعاصرة، وإبراز دور دولة الكويت كنموذج حديث للممارسات الفعلية لمهام العلاقات العامة، كما نعمل على خلق قنوات اتصال وتعاون مع جمعيات العلاقات العامة الخليجية والعربية والدولية لما لها من خبرات وتجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها منها وإفادتها بما لدينا من خبرات، والسعي وراء جعل الكويت كنموذج حديث للممارسات الفعلية لمهام العلاقات العامة.
وما الذي قدمتموه خلال هذه السنوات وتسعون لتحقيقه من خلال الجمعية؟
نعمل على التوعية بأهمية العلاقات العامة في عمل أي مؤسسة حكومية أو خاصة ولغرس الثقة لدى الجمهور بدور فرق العلاقات العامة في المؤسسات، وتبادل الخبرات والابحاث بين الجمعية والجمعيات الاخرى المختصة في مجال العلاقات العامة لتنفيذ أهدافنا التي نسعى اليها، وإعداد اختصاصيين بمجال العلاقات العامة ليكونوا ذوي كفاءة عالية يمكن الاعتماد عليهم في تقديم المساعدات والحلول للمؤسسات المختلفة التي تطلب ذلك، ولم شمل العاملين في قطاع العلاقات العامة في الكويت وتمثيلهم في الداخل والخارج، والسعي الى تأهيل العاملين في قطاع العلاقات العامة والمهتمين بها مهنيا، وتطوير الممارسات المهنية لنشاطات العلاقات العامة وفقا للقانون، وبما ينعكس بشكل إيجابي عليهم وعلى مؤسساتهم.
هل من مسؤوليات محددة للجمعية؟
٭ منذ انطلاق الجمعية وهي تسعى لتحقيق اهدافها من خلال مسؤولياتها تجاه الجهات النوعية المختلفة، وذلك عبر تحملها لمسؤولياتها المتعددة والمتمثلة فيما يلي:
1 ـ مسؤوليتها تجاه مهنة العلاقات العامة، وما يترتب عليها من إبراز للدور المهم والحيوي لهذه المهنة في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.
2 ـ مسؤوليتها تجاه العاملين في مهنة العلاقات العامة، فتلك المسؤولية قائمة على أساس لم شمل جميع العاملين في هذه المهنة في الكويت.
3 ـ مسؤوليتها تجاه أعضائها، وذلك عن طريق العمل المستمر في تطوير مهاراتهم المهنية في مجال العلاقات العامة.
4 ـ مسؤوليتها تجاه المجتمع، وهي المسؤولية التي عملت الجمعية منذ تأسيسها على تحقيقها وستعمل دائما من أجلها، وذلك عن طريق إيمان جميع أعضائها بضرورة المشاركة المجتمعية والاهتمام بالمؤسسات غير الحكومية نظرا لما لها من أهمية كبرى وباعتبارها جزءا لا يتجزأ من كيان المجتمع.
مشاريع تنموية
وهل لديكم خطط لمشاريع تنموية أو تطويرية؟
٭ بالتأكيد هناك العديد من المشاريع التنموية والتطويرية للجمعية، إذ نسعى في جمعية العلاقات العامة الكويتية الى تفعيل دور جمعيات النفع العام الحقيقي والوقوف بجانب الدولة في دورها الخدمي والتنموي، لذا نقوم بتنظيم المبادرات الشبابية التوعوية بالاضافة الى المؤتمرات والجوائز والدورات التدريبية وورش العمل، مثل: جائزة الكويت للعلاقات العامة وخدمة العملاء، مؤتمر وجائزة الكويت لتكنولوجيا التعليم، جائزة الكويت للتنمية المستدامة، مؤتمر كويت الاستدامة، مبادرة «شارك في المجتمع المدني»، حملة «احترامك للقانون احترامك لنفسك».
ولكل من هذه المؤتمرات والمشاركات أهداف ونتائج ذات دور كبير في تطوير المهنة من جهة والتركيز على أهداف محددة تسهم بالنهوض بالمجتمع وبنائه على أسس سليمة، خصوصا أن هذه الفعاليات عادة تكون بالتعاون والتنسيق بين العديد من الجهات ذات الاختصاص وبالتالي تتحقق النتائج بأفضل صورة ممكنة.
العلاقة مع الجهات
وماذا عن علاقتكم كجمعية مع الجهات الحكومية والأهلية؟
٭ نحن دائما نمد يد العون مع الجميع في أي عمل يخدم المجتمع ويمكن أن يسهم بتطوير الخدمات وتأهيل العنصر البشري للوصول لأفضل الطرق والسبل في التعامل وإنجاز الخدمات في أقل وقت ممكن وتقديم أجود خدمة ممكنة للعملاء مهما كانت طبيعة عمل الجهة.
كما نقدم للجهات الحكومية دورات تدريبية متخصصة ونشركهم معنا في الجوائز والمعــــارض والمؤتمــرات لإكسابهم المزيد من الخبرات والاطلاع على كل ما هو جديد وحديث كل وفق تخصصه، بالاضافة الى عرض أحدث ما وصلت اليه تلك الجهات على الجمهور.
الدور المجتمعي
كيف تقيمون دوركم في المجتمع، لاسيما خلال فترة الجائحة؟
٭ لقد تأثرنا جميعا في بداية أزمة «كورونا» وتوقفت كل الانشطة والفعاليات، وقررنا نحن كجمعية الوقوف بجانب الدولة من خلال الالتزام التام بكل القرارات والإجراءات الاحترازية، وترك الساحة للجهات المعنية من الصفوف الأمامية للقيام بدورها للمساهمة بعدم تفشي الفيروس والحفاظ على الوضع الصحي، وعدم زيادة العبء على عاتق الوزارات والجهات المعنية كوزارة الصحة والداخلية والدفاع والتجارة والطيران المدني والجمارك والجمعيات التعاونية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني التي كانت لها مشاركاتها ودورها الفاعل أيضا وعدم التشويش عليها وتشتيتها.
كما قمنا بدورنا التوعوي من خلال إيصال كل المعلومات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية بإدارة الأزمة للجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وسعينا جاهدين للتصدي لكل الأخبار المغلوطة ومحاربة الإشاعات التي كانت تسبب الرعب والذعر في نفوس المواطنين والمقيمين في ذلك الوقت.
كما قمنا بتشكيل فريق للعلاقات العامة من أعضاء الجمعية وخاطبنا كل الوزارات والمؤسسات وبينا لهم أننا جاهزون ومستعدون في أي وقت لتقديم المساعدة وكان ذلك بشكل منظم ومنسق لتحقيق الهدف والغاية المرجوين خصوصا مع كثرة الفرق التطوعية من أبناء الكويت الذين هبوا لتقديم المساعدة كل حسب استطاعته، فالتنظيم الجيد دائما يعطي نتائج أفضل ولا يحدث ربكة في العمل، ويسعدني أن اتقدم بالشكر لكل من ساهم في مواجهة هذه الجائحة وفي جميع المواقع.
خطة إستراتيجية
وما خطة العمل الحالية والمستقبلية لديكم؟
٭ نحن في جمعية العلاقات العامة الكويتية لدينا أجندة واستراتيجية عمل نعمل وفقها ونسعى ونأمل من خلالها تحقيق الأهداف المنشودة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولدينا الآن مؤتمر «كويت الاستدامة» وسنتناول في هذه النسخة ركيزة البيئة التي تعتبر من أهم ركائز التنمية المستدامة، وسيكون شعار مؤتمرنا «التنوع البيولوجي لبناء مستقبل مستدام».
وسيكون هذا المؤتمر تحت رعاية مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد وبشراكة استراتيجية مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي لدى دولة الكويت والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية.
كما نستعد حاليا للعمل على تنظيم مؤتمر وجائزة الكويت لتكنولوجيا التعليم في نسخته الثالثة برعاية وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، لما لهذا المجال من أهمية كبيرة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة ككل، فالتعليم أساس تقدم المجتمعات وجميعنا يلاحظ مدى التطور التكنولوجي الكبير الذي تشهده العملية التعليمية والتربوية في جميع المراحل التعليمية.
تعاون وتنسيق مع الجمعيات والهيئات لخدمة الكويت وأبنائها
أكد رئيس جمعية العلاقات العامة جمال النصرالله حرص مجلس إدارة الجمعية على التعاون البناء مع جميع الوزارات والهيئات وجمعيات النفع العام لتقديم وإنجاح أي مبادرات أو أفكار يمكن أن تسهم بخدمة أبناء الكويت والنهوض بالخدمات المقدمة للجمهور، وأيضا الحضور والمشاركة ودعم الأفكار والمبادرين الشباب وذلك انطلاقا من الدور المنوط بالجمعية وتأكيدا لرسالتها وحرصها على القيام بواجباتها وبمسؤوليتها المجتمعية، مشيرا إلى مذكرة التعاون والتفاهم الموقعة مؤخرا مع جمعية المهندسين، وكذلك المشاركة بالملتقى الوطني لجودة التعليم وغيرهما من الجهات النشيطة.
وأوضح النصرالله أنه كلما كان هناك تنسيق وتعاون كانت النتائج أفضل، وكلما قلت الأخطاء من خلال الاستفادة من التجارب والقدرة على تجاوز الصعاب والتحديات التي قد تواجه أي مشروع أو مبادرة.
الأنباء