رهاب السمنة.. قلق يطارد النساء بمختلف أعمارهنّ!

لا يخفى على أحد أن مشكلة الوزن الزائد قد تحولت لازمة حقيقية عند الكثيرين، نظراً للعادات اليومية السيئة إن كان في نظام العمل أو الغذاء أو حتى الراحة، والتي تساعد على تفاقم هذه المشكلة، وبالتالي تنعكس سلباً على الصحة الجسدية والنفسية.

جانب سلبي آخر قد يلقي بظلاله من خلال مشكلة زيادة الوزن، وهو ما يعرف فوبيا زيادة الوزن، أو “رهاب السمنة”، ويُعد أكثر شيوعا بين النساء بشكل عام وخاصة الفتيات المراهقات، ويمكن أن يشمل الأعمار كلها من الطفولة إلى البلوغ.

وقد يتحول الخوف من اكتساب الوزن إلى اضطراب نفسي أو ما يسمى بـ”رهاب السمنة”، حيث تقوم النساء المصابات به بتجويع أنفسهم، أو الإفراط في ممارسة الرياضة، وقد تصل لمرحلة يعانين فيها من سوء التغذية، بسبب خوفهم من زيادة الوزن.

ووفقاُ لمنصة “هيليث لاين” (health line)، فإن أبرز أسباب هذه المشكلة:

وصمة الوزن (Weight stigma)
وهي الحكم على الأشخاص بناء على وزنهم. وهذا جزء مهم من المجتمعات المدنية الحديثة، التي غالبا ما تمتدح النحافة وتعلي من شأنها، وتنتقص من شأن الأشخاص البدناء أو ذوي الوزن الزائد.

السعي نحو الكمال (Perfectionism)
قد يكون السعي إلى الكمال مرتبطا بعوامل بيئية واجتماعية وعائلية. وهناك أشخاص لديهم ميل وراثي نحو الكمال. وفي ثقافة تجعل النحافة هدفا، يتم تصوير زيادة الوزن على أنها عيب، ويمكن أن يسبب هذا رهاب السمنة، خصوصا عند أولئك الذين لديهم رغبة قوية في الكمال.

اضطراب القلق الاجتماعي (social anxiety disorder)
قد ينشأ رهاب السمنة من “اضطراب القلق الاجتماعي”، الذي ينطوي على الخوف من الرفض الاجتماعي لأسباب مختلفة، ومنها الخوف من زيادة الوزن. ولهذا يُصاب كثير من الأشخاص -ولا سيما النساء- الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب برهاب السمنة.

الخبرات الشخصية (Personal experiences)
يمكن أن يكون رهاب السمنة ناتجا عن تجارب وخبرات شخصية سابقة. مثلا، إذا تعرضت للمضايقة بسبب وزنك أو مظهرك، فيمكنك ربط زيادة الوزن بالنظرة السلبية للناس تجاهك. وهذا يمكن أن يجعل الكثير من الأشخاص يخافون من زيادة الوزن.

أعراض وعواقب رهاب السمنة
قد يعاني الشخص المصاب برهاب السمنة من أعراض جسدية تتمثل بالقلق والتوتر، وحتى الذعر، عندما يفكر بزيادة وزنه، بحسب منصة “كليفلاند كلينك”. ومن أبرز الأعراض التي قد تحدث لدى هؤلاء الأشخاص:

القشعريرة.
الدوخة.
الدوار.
التعرق المفرط.
خفقان القلب.
الغثيان.
ضيق التنفس.
اضطراب في المعدة أو عسر الهضم.

ويتجلى رهاب السمنة في الخوف غير المنطقي والمفرط من الأشخاص البدناء، وكذلك من زيادة الوزن. وقد تكون العواقب أخطر من الأعراض نفسها، إذ تتراوح عواقب رهاب السمنة من العزلة الاجتماعية والاكتئاب، ناهيك عن اضطرابات الأكل التي يمكن أن تسبب مشكلات صحية جسدية وعقلية لا حصر لها، وفق مجلة “وومن ماغازين” (woman magazine).

اليوغا والتأمل أسهل رياضة يمكن ممارستها في رمضان – بيكسابي
اليوغا والتأمل أسهل رياضة يمكن ممارستها للتعامل مع رهاب السمنة (بيكسابي)

كيف تتعاملين مع رهاب السمنة؟
لا يوجد علاج معين لرهاب السمنة، ولكن عليكِ أن تعرفي أن ما يحدد نظرة الناس إليك ليس شكلك الخارجي أو عدد الكيلوغرامات في جسدك، بل طريقة نظرتكِ إلى نفسكِ أولا، واحترامكِ لها، ومن ثم طريقة تعاملك مع الناس. وهذا يعني أن روحك وعقلك وقلبك أهم بكثير من وزنك أو مظهرك الخارجي.

وقد يكون من المفيد جدا لكِ ممارسة تقنيات إدارة القلق، مثل:

تمارين التنفس العميق.
تمارين استرخاء العضلات.
ممارسة التأمل
ممارسة اليوغا.
فهذه كلها ستساعدك على إدارة التوتر والتعامل مع مخاوفك الخاصة من زيادة وزنك.

أما إذا كانت الحالة مرضية أكثر، فإن “العلاج السلوكي المعرفي” بمساعدة خبير متخصص قد يكون الحل المناسب لك، بحسب تقرير منصة “كليفلاند كلينك” المذكور آنفا.

والعلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي منظم قادر على مساعدة الأشخاص في فهم أفكارهم ومخاوفهم وعواطفهم والتحكم بها. كما يساعد في التخلص من الأفكار السلبية المتعلقة بزيادة الوزن. وبمرور الوقت، سيتمكن الأشخاص الذين يعانون من رهاب السمنة من تغيير مشاعرهم وسلوكياتهم المرتبطة بالطعام والشراب والتمارين الرياضية والوزن.

 

Exit mobile version