تراهن «إل جي» وشركات التكنولوجيا الأخرى على أن الحاجة الهائلة للتعقيم سوف تستمر في ظل الأزمة الصحية المستمرة التي يسببها فيروس كورونا، ويزداد طلب الشركات من ضمن مجموعة واسعة من القطاعات على تطهير الأسطح بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة.
وتعد شركة إل جي للإلكترونيات LG Electronics من بين أحدث شركات التكنولوجيا التي تعوّل على موجة التنظيف العميق التي من المتوقع أن تمتد إلى ما بعد الوباء.
تقدم الذراع الأمريكية العملاقة للتكنولوجيا في كوريا الجنوبية روبوتاً ذاتياً يعمل بالأشعة فوق البنفسجية- سي وهو مصمم لقتل الفيروسات على الأسطح التي تتعرض للمس بشدة، لتنضم بذلك إلى قائمة طويلة من الشركات التي تطرح مثل هذه الأدوات وسط أزمة فيروس كورونا المستمرة.
يبدو روبوت كلوي CLOi من إل جي كأنه سخان فضائي قابل للتوصيل إلى عجلات، ومن المقرر أن يُكشف النقاب عنه رقمياً في مؤتمر CES أكبر المؤتمرات التقنية في العالم الذي أصبح افتراضياً هذا العام.
وترى «إل جي» أن الوقت قد حان لأن الصناعات لا تزال مشلولة بسبب تفشي المرض ولأن الأمريكيين يواجهون أشهراً من انتظار توزيع اللقاحات في المستقبل.
وبما أن فيروس كورونا ينتشر بشكل أساسي عن طريق الهواء، تقوم روبوتات الأشعة فوق البنفسجية بتطهير الغرف والمعدات بالأشعة فوق البنفسجية. تقول إل جي إن CLOi سيكون أول روبوت من إل جي يطرح في الولايات المتحدة، ولم يكن ليظهر إلى الوجود لولا الوباء.
اعتمدت المستشفيات على المنظفات الروبوتية التي تعمل بالأشعة فوق البنفسجية لسنوات. ولكن منذ مارس، ازداد الطلب من عدد كبير من مراكز التسوق والمطارات والفنادق على موجة جديدة من الروبوتات المطهرة سهلة الاستخدام والتي يمكن أن تنطلق بأمان في المناطق ذات الازدحام الشديد مع وجود أشخاص في الغرفة أو بدونهم.
وقد بدأ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العمل على روبوت الأشعة فوق البنفسجية سي لتطهير المدارس ومحلات البقالة منذ أبريل. كما رصدت روبوتات أخرى من هذا القبيل في المطارات والساحات الرياضية.
من المتوقع أن تتضخم مبيعات روبوتات التنظيف من 341 مليون دولار عام 2019 إلى أكثر من 2.3 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقاً لشركة استشارات السوق Mordor Intelligence. وذكر التقرير أن معظم المبيعات تتم لأماكن الرعاية الصحية، بالإضافة إلى المدارس والمنشآت الصناعية.
قبل الوباء، لم يكن هناك طلب على الروبوتات التي تعمل بالأشعة فوق البنفسجية خارج المستشفى، لكن يعتقد المحللون وشركات التكنولوجيا أن الروبوتات صممت لتبقى وتستمر في الظهور في أماكن جديدة مع انخفاض الأسعار.
وبين البنك الاستثماري في دراسة بحثية أنه يتوقع أن يستقر سوق التنظيف التجاري على مستوى أعلى بعد الوباء بسبب زيادة الاهتمام بالنظافة وبسبب توقيع الشركات عقود تنظيف تجارية طويلة الأجل.
كما ستعرض هيلز للهندسة، التي طورت نظام ذراع روبوت يرش المطهرات وينبعث منه ضوء الأشعة فوق البنفسجية، في معرض CES. وفي 21 يناير، ستطلق شركة Prescientx الكندية روبوتاتها الناطقة UV-C، والتي يطلق عليها اسم «شارلوت» و «فيوليت»، وهي مصممة لقتل الجراثيم في الأماكن العامة الكبيرة.
ذكر باري هانت، الرئيس التنفيذي لشركة Prescientx أنهم بدؤوا في تصميم روبوت يعمل بالأشعة فوق البنفسجية عام 2016، ولكن لم يكن هناك طلب. بينما الآن تسعى جميع أنواع الشركات، ربما 100 شركة، حول العالم للخوض في هذا السوق بسبب فيروس كورونا.
يحتوي روبوت إل جي القادم على مستشعر حركة مدمج يوقف تشغيله عندما يكون الناس في الجوار، وهو مخصص للمطاعم ومكاتب الشركات ومتاجر البيع بالتجزئة. يمكنه التنقل حول الطاولات والكراسي وقطع الأثاث الأخرى ويعقم الأسطح الملموسة في الغرفة في غضون 30 دقيقة.
طورت الشركة المشروع في 8 أشهر، وسيواجه عند إطلاقه موجة من المنافسة إذ تؤكد إل جي أنه ميسور الكلفة أكثر من المنتجات المماثلة في السوق، والتي تكلف ما يصل إلى 100000 دولار لكل وحدة.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ينتشر الفيروس المسبب لـ«كوفيد-19» بشكل أساسي من خلال قطرات الجهاز التنفسي في الهواء، وليس عبر الأسطح شديدة اللمس. قد تجعل الأجهزة الناس يشعرون بالأمان ويمكن أن تكون طبقة إضافية من الحماية في عصر تكون فيه النظافة في قمة اهتماماتهم. ويؤكد خبراء الصحة أن تفشي الأمراض المعدية أصبح أكثر شيوعاً، لذا فإن أسطولاً من المطهرات الروبوتية سيكون موجوداً عند انتشار المرض التالي.
المصدر: الرؤية