بينما تجوب عدة روباتات ساحة الحرم المكي الشريف، ويؤدي كل منها وظيفة محددة، فإن روبوت الفتاوى هو الأكثر شعبية بين الحجاج والمعتمرين الذين يجدون عنده إجابات شرعية لأسئلتهم عن المناسك التي يؤدونها ومسائل دينية أخرى.
فخلال عامين من جائحة كورونا التي قيدت الوصول للحرم المكي، استعانت رئاسة الحرمين التي تشرف على المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، بالتقنية لتحقيق التباعد والتعقيم، وبينها روبوتات توفر فتاوى للسائلين، وأخرى تجوب المسجد الحرام للتعقيم، وثالثة تقيس درجة حرارة الزائرين.
لكن مع عودة الحرم المكي لاستقبال المعتمرين بطاقته الاستيعابية السابقة، أبقت رئاسة الحرمين على تلك الروباتات التي تجذب الأنظار وهي تجوب ساحات الحرم بين المعتمرين والمصلين الذين لا يترددون في التقاط صور تذكارية لها.
لكن الأمر مختلف مع الروبوت التوجيهي الذي يوفر الفتاوى، حيث يوقفه كثير من المعتمرين والزوار للمكان المقدس، كي يسألوه عن الرأي الشرعي أو الفتوى في قضايا ومسائل تخصهم، ليجيب عليهم بشكل فوري.
ويظهر البث المباشر على قناة ”القرآن الكريم“ التي تنقل أجواء الحرم المكي على مدار الساعة، ومقاطع فيديو تنتشر بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي الشعبية التي يتمتع بها الروبوت التوجيهي بنسخه العديدة في ساحة الطواف بالقرب من الكعبة المشرفة.
ويظهر معتمرون ومصلون من دول مختلفة، واقفين أمام الروبوت للسؤال والنقاش قبل الحصول على الإجابة التي يقدمها لهم بشكل مباشر داعية ديني من قبل رئاسة الحرمين، عبر شاشة تمثل رأس الروبوت.
وأطلقت رئاسة الحرمين الروباتات التوجيهية، منتصف العام الماضي، لكن شهرتها وشعبيتها بين المعتمرين، برزتا خلال الأسابيع القليلة الماضية مع توافد المعتمرين من مختلف دول العالم على المملكة التي ألغت قيود الجائحة.
ويدعم الروبوت التوجيهي 11 لغة، هي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الفارسية، التركية، الملاوية، الأوردو، الصينية، البنغالية، والهوسا، حيث يمكن إضافة الترجمة الفورية للغات.
ويتحكم الداعية الذي يظهر عبى شاشة الروبوت التوجيهي، في حركته والتنقل به في ساحة الحرم بحثًا عن سائلين، ويتوقف فور تلقيه سؤالًا من أحد المعتمرين أو المصلين.
ومن المرجح أن تبقي المملكة على تلك الروبوتات في موسم الحج المقبل بعد نحو شهرين، كي يستفيد منها مليون حاج قررت المملكة استقبالهم هذا العام من داخل وخارج البلاد.