ريال مدريد يحدد أولوياته لـ”ميركاتو” يناير

يخطط ريال مدريد إلى بناء فريق مستقبلي، سيما بعد وصول الحرس القديم لأعمار كبيرة وبدأ مستوى بعضهم يتناقص عاماً تلو آخر.

وضع ريال مدريد خارطة طريق للانتقالات تضع كأولوية التعاقد مع لاعب وسط للمستقبل يستطيع تعويض كل من توني كروس ولوكا مودريتش، ضمن استراتيجية بدأت بالفعل قبل عامين وأسفرت حتى الآن عن وصول لاعبين مثل أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينغا.

لكن التأثير الذي أحدثه كل من الألماني والكرواتي على “الميرينغي” لا يزال فائقاً، ويعتبر الكثيرون أن هيمنة الريال خلال الأعوام الماضية هي نتيجة مباشرة لمساهماتهما، لذا تستمر خطط النادي الإسباني لتعزيز خط الوسط، وأصبح جود بيلينغهام لاعب بروسيا دورتموند البالغ من العمر 19 عاماً هو الخيار الأمثل، لكن هناك اسم آخر يتردد بقوة عقب المونديال وهو إنزو فرنانديز لاعب بنفيكا ابن الـ21 عاماً.

وفرض الأرجنتيني نفسه على المشهد الكروي أثناء وعقب انتهاء المونديال، وجذب أنظار القلعة البيضاء لما يتمتع به من مهارة فضلاً عن حداثة سنه، وربما يكون البديل حال فشلت مساعي ضم بيلينغهام، وعلى الأرجح سيستعين به مسؤولي الريال كورقة ضغط في المفاوضات مع دورتموند، حسبما ذكرت صحيفة (آس) الإسبانية الإثنين.

وكان الريال قد اختبر نفس الموقف قبل أعوام وتحديداً في 2009، حين كان يحاول ضم تشابي ألونسو من ليفربول بعد أن وقع اختيار رافائيل بنيتيز عليه، لكن “الليفر” لم يكن مستعداً للتخلي بسهولة عن النجم الإسباني، وهو ما دفع ريال مدريد للدخول في مفاوضات جدية مع ستاندر دو لييج لضم لاعبه الواعد البلجيكي ستيفن ديفور، وهنا فقط وافق النادي الإنجليزي على البيع مقابل 35 مليون يورو.

ورغم أن المشهد ليس نفسه، لكن ريال مدريد تعرض لوضع مشابه قبل أشهر مع كيليان مبابي وإرلينغ هالاند، حين بدا واضحاً أن ضم اللاعبين ليس بمقدور النادي الأبيض، لكنه أبقى على المفاوضات مع النرويجي جارية حتى اللحظة الأخيرة، من أجل إقناع مبابي بالانضمام وعدم التجديد لفريقه باريس سان جيرمان، إلا أن الفرنسي تراجع في اللحظة الأخيرة بينما لم يكن بوسع هالاند الانتظار لوقت أطول وفضل شد الرحال إلى إنجلترا، حيث يرتدي الآن قميص مانشستر سيتي.

وبالعودة إلى الوقت الحالي، يبدو الريال قريباً بشدة من الحصول على خدمات بيلينغهام خاصة وأن رغبة اللاعب هي الانتقال إلى الفريق الملكي، ولأن العودة إلى إنجلترا ليست ضمن خططه حالياً بعد رحيله عن برمنغهام حين كان عمره 17 عاماً، وذهابه إلى ألمانيا وهو قرار يبدو أنه اتخذه بعد تفكير متأن وقناعة بأنه يستطيع التطور بعيداً عن “البريميير ليغ”، وهو ما تبين له لاحقاً صحته بتألقه مع (أسود فيستفاليا).

وحاولت إدارة النادي الألماني تجديد عقد لاعب الوسط الشاب قبل المونديال إلا أن المناورة باءت بالفشل، بعد أن سعى دورتموند لوضع 150 مليون يورو شرطاً جزائياً في عقده، وهو المبلغ الذي كان ناديه يرغب في الحصول عليه من وراء بيعه، رغم أن إرادة اللاعب قد تؤدي إلى تخفيض هذا الرقم بعض الشيء.

كذلك لن تكون صفقة إنزو فرنانديز بخسة الثمن هي الأخرى نظراً لأن اللاعب وصل بنفيكا مطلع هذا الموسم، ووقع عقداً حتى 2027 مقابل 18 مليون يورو، لكن هذا المبلغ سيكون ضئيلاً للغاية إذا ما قورن بالمبالغ المتوقع أن يرحل بها عن فريق العاصمة البرتغالية. وبالفعل لا يظهر بنفيكا أي رفض للتفاوض بشأن رحيل اللاعب وهو ما يتأكد مع رفضه مؤخراً لعرض بقيمة 100 مليون يورو، ما يعني أن أي ناد يفكر في الحصول على توقيع فرنانديز سيتعين عليه دفع قيمة الشرط الجزائي البالغة 120 مليون يورو.

Exit mobile version