أثارت وفاة ميخائيل غورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، عن عمر ناهز 91 عاماً ، تعليقات دولية كثيرة تحيي إصلاحاته الديموقراطية ودوره الحاسم في إنهاء الحرب الباردة.
فقد توفي غورباتشوف، أمس الأول، «بعد صراع طويل مع مرض خطير» حسبما أفاد «المستشفى المركزي العيادي» التابع للرئاسة الروسية حيث كان يعالج.
ويحظى غورباتشوف الذي وصل إلى السلطة في عام 1985، باحترام كبير خصوصاً في الدول الغربية. ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن فيه «قائداً نادراً ساهم في جعل العالم أكثر أماناً»، فيما اعتبره الفرنسي إيمانويل ماكرون «رجل سلام مهّدت خياراته الطريق أمام الحرية للروس، كما أن التزامه السلام في أوروبا غيّر تاريخنا المشترك».
وثمنت الصين بالدور الذي لعبه في التقارب بينها وبين وموسكو بعد قطيعة استمرت 3 عقود.
وأشاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير به شاكراً «مساهمته الحاسمة في توحيد ألمانيا».
وأشاد المستشار أولاف شولتس بالراحل، ووصفه بأنه مصلح شجاع، مضيفاً أن سياسته جعلت «اتحاد ألمانيا واختفاء الستار الحديدي ممكنا»، معرباً في الوقت نفسه عن تحفظه حيال مشاركة محتملة في حفل لتأبينه في روسيا.
كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن تعازيها، معتبرة أنه كان «قائداً جديراً بالثقة مهد الطريق أمام أوروبا حرة، وهذا إرث لن ننساه أبداً».
إلا أن إرث غورباتشوف الحائز جائزة نوبل للسلام عام 1990 في روسيا لا يحظى بالتقدير نفسه. فرغم أنه سمح بانتشار حرية التعبير، يرى الكثير من الروس أن الراحل هو المسؤول في النهاية عن خسارة روسيا وضعها كقوة عالمية عظمى والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تلت ذلك.
وبعدما قدم بوتين «تعازيه الحارّة» لأسرة الراحل فجر أمس، عاد ليؤكد أن غورباتشيف كان له «تأثير كبير على مسار التاريخ في العالم».
وبقيت العلاقات بين غورباتشوف وأسياد الكرملين الجدد معقدة، إن كان مع أول رئيس روسي بوريس يلتسين (1991-1999) خصمه اللدود أو مع فلاديمير بوتين الذي انتقده رغم أنه رأى فيه فرصة لتطوير روسيا بشكل مستقر. وقد أمضى القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية وكان يدعو بين الفينة والأخرى كلاً من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات الأميركية-الروسية بعدما تصاعدت التوترات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة خصوصاً بعد قرار بوتين غزو أوكرانيا.