زلزال المغرب.. الأمم المتحدة تترقب طلب الرباط المساعدة قريباً

توقع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، اليوم الجمعة، أن يطلب المغرب في الساعات القليلة المقبلة مساعدة أممية لمساندة الناجين من الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أسبوع.

وقال غريفيث، منسق الإغاثة في الطوارئ، خلال مؤتمر صحافي: “نتوقع ونأمل استناداً إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية أن يرسل طلب المساعدة اليوم أو غداً، أعني بذلك قريباً جداً”.
وأكد أنه بعد الحصول على الضوء الأخضر من المغرب، سيكون بإمكان الأمم المتحدة المشاركة في مساعدة الناجين.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مراكش، 2946 قتيلاً و5674 جريحاً وفق آخر حصيلة رسمية صدرت مساء الأربعاء.

وقال غريفيث “إني واثق أن هذه الأرقام أدنى من العدد الفعلي، لكن السلطات وضعتها بتأن”.
ولم ينتقد غريفيث رفض المغرب فوراً مساعدة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن “الأيام الأولى بعد كارثة مفاجئة تشهد على الدوام فوضى نسبية”.
وقال إن المرحلة الأولى “تركز على البحث عن الناجين وعن الذين لم ينجوا، في حين أن المرحلة التالية تقضي بتقديم المساعدة للناجين وتوفير ملاجئ وطعام ومعدات طبية”.
وبعد أسبوع على أعنف زلزال ضرب المغرب منذ أجيال، لا يزال يتعذر الوصول براً إلى بعض قرى أعالي جبال الأطلس.

ولا يزال عبد الحكيم حسيني، 28 عاماً، تحت وقع صدمة الليلة التي أودت بحياة عشرين من سكان قرية أردوز الذين كانوا نحو 200 قبل الكارثة.
فهو فقد والدته وجدّيه حين انهار منزلهم في 8 سبتمبر (أيلول) واضطر إلى انتظار وصول المساعدات لإسعاف المصابين، ما استغرق وقتاً طويلاً، ولو أنه كان أسرع منه في مواقع معزولة أخرى.
وقال: “أقرب مستشفى على مسافة ساعة ولا يقدم علاجات كثيرة”.
وأوضح حسيني الذي يعمل طاهياً في الدار البيضاء، وكان يزور عائلته وقت الزلزال: “لم يكن بإمكاننا نقل المصابين ولا حتى توفير العناية لهم. أبقيناهم دافئين وانتظرنا وصول المسعفين، ما استغرق حوالي ثماني ساعات”.
وينتقل الكثير من سكان القرى الصغيرة في جبال الأطلس التي تشكل تربية المواشي النشاط الرئيسي فيها، إلى المدن بحثاً عن فرص أفضل.
وتعاني هذه المناطق من الفقر، مع وصول الحد الأقصى لإجمالي الناتج المحلي في إقليم الحوز، حيث تقع أردوز إلى ألفي دولار في السنة، بالمقارنة مع حوالي 2800 دولار في مراكش المجاورة.
غير أن الفقر ليس العامل الوحيد الذي يحدد نوعية الحياة في القرى، وقال أحد سكان أردوز محمد العيّوط 62 عاما: “كان الناس هنا سعداء جداً، كانوا يعيشون حياة بسيطة وهادئة”.
وتابع المزارع الذي هرع من الدار البيضاء إلى قريته بعد ساعات قليلة من الزلزال: “بعد الكارثة، باتت الأمور في غاية الصعوبة”.
ولا تزال المدرسة الابتدائية في القرية صامدة لكنها تظهر شقوقاً عريضة وثغرات في جدرانها.
وقالت فاطمة أجيجو: “لا ندري إلى الآن ما سنفعل للأطفال، لم يعد لدينا مدرسة”.
وتابعت المرأة التي تقيم في مراكش قبل الزلزال “كانت الحياة هنا بالأساس في غاية الصعوبة، القرية معزولة جداً ومع الزلزال بات الوضع أسوأ”.
ويحتمي الناجون حالياً في خيام وفرتها الحكومة غير أنها لن تعود صالحة للسكن مع بداية موسم الأمطار والبرد في القرية على ارتفاع 1700 متر.

Exit mobile version