اليوم مع الإعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي انتشرت الحركة النسوية في الدول العربية والخليجية بشكل أكبر، واستطاعت أن تكون لها قاعدة وخطاب ثوري في ظل المعركة كما أسميها، وذلك بسبب قوة المنظومات منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي بدورها تشكل الوعي لدى الأفراد، وكي تفكك هذه القوة يجب أن تتصادم الحركة النسوية مع القوة الذكورية المتمثلة في كل منظومة.
بمجرد سماع أو قراءة كلمة النسوية يخلق ذلك لدى الفرد في المجتمع مخاوف كثيرة منها: أنها تهدف إلى السيطرة على الرجل، أو هدم الروابط الاجتماعية، أو الحصول على امتيازات أكثر من الرجل، أو أنها تكره الرجال، لكن المرأة النسوية تعي تماماً بأن تلك المخاوف طبيعية في ظل وجود منظومة ذكورية وسلطة تستفيد من التمييز والعنصرية والطبقية للحفاظ على وجودها.
عندما تطالب النسوية بالعدالة والمساواة بين جميع فئات المجتمع فكأنما نطالب بمعجزة في عالم مبني أساساً على اللامساواة، لكن ذلك لن يحدث دون الرجوع إلى بداية نشأة الفرد وتكوينه، فعلى سبيل المثال المنظومة التعليمية لها دور كبير في تشكيل ثقافة الفرد ووعيه حول العالم، نظرة سريعة إلى كتب الأطفال في المدارس كفيلة لمعرفة ما يحدث في عقل الطفل من ترسيخ فكرة تعنيف النساء وتنميط الأدوار الاجتماعية لكل جنس.
كما أن للإعلام دورا في تشكيل الوعي المجتمعي، كما يحدث في الأعمال الدرامية مثلاً من مشاهد تعنيف النساء وتطبيع فكرة التحرش والاغتصاب بقالب كوميدي، كما أن القوانين التي تمنع حرية التعبير تساهم بالتحكم فيما يعرض وما لا يعرض للمتلقي.
والمنظومة السياسية بما فيها القوانين لها دور واضح بخلق الفجوة بين الجنسين مثل قوانين الميراث والأحوال الشخصية والجنسية وما يسمى بقانون الشرف وغيرها، وأيضاً عدم وجود قوانين لحماية النساء مثل عدم تفعيل دور الإيواء وعدم وجود قانون للتحرش.
وهنا نجد أهمية وجود الحركة النسوية لتفكيك الأفكار النمطية القائمة على تهميش المرأة، وزيادة الوعي بالآثار السلبية التي تنتج من سلب حقوق فئات من المجتمع.