الكويت – هاشتاقات الكويت:
“الكويت أولا… الكويت أولا… الكويت أولا”، بهذه الكلمات المؤثرة يستذكر أهل الكويت دائما الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله “بطل التحرير” الذي تصادف اليوم الذكرى الـ11 لوفاته بعد مسيرة حافلة بالتضحيات والعطاء.
ففي 13 مايو من عام 2008 فقدت الكويت الأمير الوالد الذي يعد رمزا من رموزها الوطنية ورجلا قل نظيره وفارسا كرس حياته في خدمة هذا البلد في مناصب عدة تميزت بالتفاني والإخلاص في سبيل رفعته وأمنه واستقراره.
والشيخ سعد العبدالله هو الحاكم الـ 14 للكويت، إذ نودي به أميرا للبلاد في 15 يناير 2006 وهو الأمير الرابع في عمر الدولة الدستورية التي بدأت بتوقيع المغفور له والده الشيخ عبدالله السالم وثيقة الدستور في 11 نوفمبر 1962 معلنا بذلك بدء بواكير الدولة الحديثة.
وفي يناير 1978 زكى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد أخاه ورفيق دربه الأمير الوالد وليا للعهد، وفي فبراير من العام نفسه عين رئيسا للوزراء بالإضافة إلى ولاية العهد ليقوم بتشكيل الحكومة العاشرة في تاريخ البلاد بعد الاستقلال.
رئاسة الحكومة
استمر الأمير الوالد في تولي رئاسة العديد من الحكومات المتعاقبة حتى عام 2003 عندما تم فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء ليعهد بهذا المنصب إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد فيصبح رئيسا لمجلس الوزراء ويشكل الحكومة الـ 21 في تاريخ الكويت الحديث.
وقبل تسلمه أمانة ولاية العهد شغل الأمير الوالد العديد من المناصب لا سيما في القطاع الأمني، إذ تولى منصب نائب لدائرة الشرطة منذ 1954 حتى 1959 حين صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبا لدائرة الشرطة والأمن العام بعد دمجهما.
وبعد استقلال البلاد عين وزيرا للداخلية عام 1962 ثم اختير وزيرا للدفاع عام 1964 ليصبح بذلك مهندس السياسة الأمنية في الكويت الحديثة.
وحرص الشيخ سعد العبدالله منذ بداياته الأولى في طريق السياسة على الاهتمام بالمؤسسة العسكرية في البلاد، فعمد أولا قبل الاستقلال إلى إنشاء مدرسة الشرطة عام 1956 ثم استمر في تطوير هذا القطاع المهم فتم في عهده تطوير أجهزة الشرطة واستحداث قطاعات جديدة فيها مثل إدارة الأدلة الجنائية والطب الشرعي التي أسسها عام 1961.
«الدفاع الأعلى»
ثم انشأ مجلس الدفاع الأعلى عام 1963 لكي يعمل على رسم السياسة العليا لشؤون الدفاع في الدولة مثل إعلان الأحكام العرفية أو إعلان حالة الحرب الدفاعية وتنسيق شروط معاهدات الصلح والاتفاقيات العسكرية بين الكويت ودول العالم.
كان الأمير الراحل رجل دولة من الطراز الأول في إدارة الأزمات، فلم يكن مستغربا أن يطلق عليه “بطل التحرير” خلال فترة الغزو العراقي الغاشم عام 1990، فقد أصر منذ اللحظات الأولى للغزو على مغادرة أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد إلى السعودية للحفاظ على حياته التي بها تبقى رمز الشرعية الكويتية أمام العالم.