تحتفل سفارة المملكة المغربية لدى الكويت اليوم بالذكرى الحادية والعشرين لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، وهي ذكرى غالية ومناسبة سعيدة يعبر فيها الشعب المغربي عن ولائه وإخلاصه للعرش العلوي المجيد، ويجدد وفاءه لعقد البيعة الوثيق بين الشعب والعرش.
وأوضحت السفارة في بيان لها أمس، أن هذه الذكرى تعتبر محطة متجددة للوقوف عندها من أجل تقييم ما تحقق من منجزات في اطار الخيارات الستراتيجية التي وضعها قائد البلاد ورمز وحدتها الملك محمد السادس، على مسار توطيد البناء الديمقراطي واحترام حقوق الانسان ومراعاة المقومات المكونة للهوية الوطنية، ومواصلة مسلسل الاصلاحات الهيكيلة القطاعية و التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع اعتماد سياسة اقتصادية ومالية، ترمي الى توفير الشروط الضرورية لتحقيق نمو اقتصادي قوي وسليم ودائم، وكفيل بتحقيق تطلعات مغرب الغد من خلال طموحات شبابه ودينامية مؤسساته.
وفيما يتعلق بالعلاقات المغربية الكويتية قالت السفارة في بيانها “نجدد التنويه بالتزام الكويت بموقفها المبدئي والثابت الداعم للوحدة الترابية المغربية مشيدين بمستوى التنسيق والتعاون المتواصل والمثمر والبناء على جميع الاصعدة والذي نسعى بكل عزيمة وارادة لترسيخه وتطويره في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية بما يستجيب للتوجيهات السامية لقائدي البلدين الملهمين الملك محمد السادس وسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد”.
وبالرغم من الظرفية الدولية الصعبة التي طبعت الاقتصاد العالمي بتقلبات غير مسبوقة في الشهور الاخيرة جراء وباء كوفيد 19 الذي اجتاح كل دول العالم، واتسبب في ازمات اقتصادية واجتماعية عميقة، فقد استطاعت المغرب بفضل حكمة قائدها وتضامن شعبها والطاقات الخلاقة لشبابها، من مواجهة هذا الامتحان الصعب بكل شجاعة واصرار بل وحققت انجازات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي.
فعلى المستوى الداخلي ونظرا لما فرضته جائحة كورونا من تحديات كبرى على المغرب، اسوة بباقي دول العالم فقد تجندت الساحة الداخلية بكل مكوناتها لمواجهة هذه الجائحة حيث ابان الشعب المغربي ملكا وحكومة وشعباً على كفاءة وقدرة عالية في مواجهة هذا الوباء الخطير، لقيت اشادة دولية واسعة اذاتم اتخاذ جملة من التدابير الحازمة والسريعة والشجاعة ولكن الصعبة في ذات الوقت، وجندت جميع امكانيات الدولة المدنية والعسكرية والصحية والمالية للتصدي لهذا التحدي الكبير.
وهكذا بادر الملك محمد السادس بإنشاء صندوق خاص بتدبير جائحة كرورنا لدعم المجهود الوطني في مكافحة تداعيات الوباء سواء بتوفير الاحتياجات اللوجستية والطبية او بدعم الفئات الاجتماعية الهشة التي تأثرت بشكل كبير من الناحية الاقتصادية والمعيشية بسبب توقفها عن العمل جراء الحظر الذي فرضته السلطات المختصة حيث في المرحة الاولى وخلال بضعة ايام جمع نحو 3٫5 مليار دولار اميركي ما مكن من اقتناء التجهيزات والمستلزمات والادوية الطبية الضرورية بشكل استعجالي ومن تقدم المساعدة المادية لنحو 4٫3 مليون عائلة مغربية اصبحت في وضع هش بفعل التداعيات الاقتصادية للفيروس.
وفي ظل شدة وطأة هذه المحنة تفتقت عبقرية الكثير من الفعاليات الصناعية والعلمية المغربية التي تمكنت بتضافر جهودها من انخراط عشرات الوحدات الصناعية في انتاج الكمامات الطبية بحيث بلغ مجموع الانتاج اليومي حالياً نحو 14 مليون كمامة وبفضل تعاون مقاولات مختصة في صناعة اجزاء الطائرات مع باحثين جامعيين فقد تمكنوا من تصنيع جهاز تنفس صناعي مغربي 100٪ لتزويد المؤسسات الطبية بـ 500 جهاز لانقاذ الحالات الخطيرة المصابة بهذا الوباء بالاضافة الى اجهزة فحص الفيروس.
أما على المستوى الخارجي فقد واصل المغرب انخراطه الثابت في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكذا مشاركته الفعالة في ايجاد الحلول السلمية والتوافقية لازمات منطقتنا العربية والقارة الافريقية و مواكبته لمختلف القضايا الدولية.
واقتصاراً على ذكر ابرز الامثلة واكثرها دلالة التي ميزت السياسة الخارجية المغربية في هذه الظرفية الدولية الاستثنائية فقد أطلق الملك محمد السادس بتاريخ 13 ابريل 2020 مبادرة موجهة لرؤساء الدول الافريقية لارساء اطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الافريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة حيث لقيت هذه المبادرة استحساناً دولياً واسعاً.
وتفعيلا لهذه المبادرة نظمت المغرب في شهر يونيو 2020 جسراً جوياً إلى 15 بلداً افريقيا لتقديم المساعدات الطبية من منتجات ومعدات تم تصنيعها في المغرب من طرف مقاولات مغربية وتتطابق مع معايير منظمة الصحة العالمية من اجل مواكبة الدول الافريقية في جهودها للتصدي لجائحة فيروس كورونا حيث زودتها بالكمامات الطبية والاقنعة الواقية واغطية الرأس والسترات الطبية والمطهرات الكحولية والاقراص الطبية.