حققت جامعة أويتا إنجازاً هاماً في أبحاث مرض الزهايمر، حيث طور باحثوها أول نموذج للتعلم الآلي على الإطلاق قادر على التنبؤ بتراكم “أميلويد بيتا” في الدماغ باستخدام بيانات من سوار قابل للارتداء.
ويعد هذا النموذج الرائد، الذي تم نشره بالتفصيل في مجلة “أبحاث ألزهايمر وعلاجه” في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2023، باتباع نهج أكثر سهولة وغير جراحي لفحص تراكم “أميلويد بيتا” في الدماغ، وهو عامل حاسم في مرض الزهايمر.
ثورة في فحص مرض الزهايمر والتنبؤ به
ويمثل نموذج التعلم الآلي المطور حديثاً تحولاً في اكتشاف مرض الزهايمر.
وغالباً ما تكون الطرق التقليدية، مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) واختبار السائل النخاعي، محدودة بسبب ارتفاع تكاليفها وقلة توافرها.
أما النموذج الجديد، فيستخدم البيانات البيولوجية وبيانات نمط الحياة التي يمكن الوصول إليها بسهولة، والتي تم جمعها من أجهزة استشعار موجودة على سوار خاص، والاستشارات الطبية. تتضمن هذه البيانات النشاط البدني وأنماط النوم ومعدل ضربات القلب وعوامل نمط الحياة المختلفة.
ويدمج النموذج هذه البيانات الشاملة للتنبؤ باحتمالية تراكم “أميلويد بيتا” في الدماغ.
ولا يجعل هذا النهج فحص مرض الزهايمر أكثر جدوى فحسب، بل يقلل أيضاً من العبء المالي والجسدي على المرضى، وخاصة في المناطق ذات القدرة المحدودة على الوصول إلى مرافق الاختبار الطبي المتقدمة.
مجريات البحث ونتائجه
واستخدم البحث بيانات من دراسة في مدينة أوسوكي بمحافظة أويتا، شملت 122 فرداً يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو ضعف في الذاكرة الذاتية.
وارتدى المشاركون، الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق، أجهزة استشعار على المعصم لمدة سبعة أيام تقريباً كل 3 أشهر، مما يوفر بيانات بيولوجية مستمرة.
وتم تحليل هذه البيانات، بالإضافة إلى معلومات نمط الحياة التي تم الحصول عليها من خلال الاستشارات الطبية، باستخدام تقنيات التعلم الآلي.
وحدد البحث 22 عاملاً مشتركاً يساهم في التنبؤ بتراكم “أميلويد بيتا”، مع التركيز على أهمية اتباع نهج متكامل للتنبؤ بمرض الزهايمر.
وتشمل هذه العوامل النشاط البدني، ونوعية النوم، ومعدل ضربات القلب، ومقاييس التفاعل الاجتماعي، مما يسلط الضوء على التفاعل المعقد بين العوامل البيولوجية وعوامل نمط الحياة في تطور مرض الزهايمر.
الآثار المترتبة
يفتح هذا النهج الجديد آفاقاً جديدة لأبحاث مرض الزهايمر وعلاجه.
ويؤكد على أهمية بيانات المريض الشاملة في فهم وتوقع تطور المرض. علاوة على ذلك، فإن طبيعة النموذج وسهولة الوصول إليه تجعله أداة لا تقدر بثمن في المعركة العالمية ضد مرض الزهايمر، مما يوفر الأمل في الكشف المبكر والتدخل في مجموعات سكانية متنوعة، وفق ما أورد موقع “كريبتو بوليتان” الإلكتروني.