التحول القادم في صناعة السيارات، يأتي على مرحلتين: الأولى استبدال الدفع البترولي بالدفع الكهربائي، والثانية تطبيق مراحل القيادة الذاتية. هذا التحول يبدأ في عام 2020، ويتعزز خلال عقد العشرينات، وتقبل عليه كل الشركات بلا استثناء.
وفي الآونة الأخيرة، ظهرت مؤشرات توسع القطاع الكهربائي إلى قطاعات أخرى، غير القطاع الصغير الذي يضم سيارات عملية موجودة بالفعل في الأسواق، مثل سيارات تيسلا موديل 3 ونيسان ليف. والبداية كانت في القطاع الرباعي الرياضي الصغير، بحجم سيارات “إكس 3” من بي إم دبليو، وقطاع الصالون المتوسط، مثل جاغوار “أي بيس”.
ولكن الدفع الكهربائي وصل الآن بالفعل إلى القطاع السوبر، لسيارات ذات قوى خارقة، وتباع بأعداد محدودة وبأسعار باهظة. وانتظر هذا القطاع حتى تتطور البطاريات إلى المستوى اللائق والكافي، لدفع سيارات سوبر. وتعرض هذه السيارات حالياً في المهرجانات والمعارض، قبل أن تختفي ضمن المجموعات الخاصة للمشترين في المستقبل.
والسؤال المطروح لأثرياء المنطقة هو: هل حان الوقت للتخلي عن سيارات الدفع البترولي التقليدية في القطاع السوبر، والتحول إلى الدفع الكهربائي؟ هناك بالطبع فئة تسعى لاقتناء التقنيات الجديدة أولاً، وهؤلاء لا يحتاجون إلى اقناع. ولكن الفئة التي تسعى إلى تعزيز القيمة في المجموعات التي تقتنيها، عليها أن تحسب حساباتها جيداً، قبل الإقبال على شراء سيارة كهربائية سوبر.
وهناك كثير من الأسباب، أهمها التطور السريع في قدرة البطاريات. فبعد خمسة أعوام، قد تصل طاقة البطاريات العادية إلى ثلاثة أضعاف قدرة بطاريات الجيل الحالي. وفي هذه الحالة سوف تتأثر السيارات السوبر الحالية سلباً، مع ظهور أجيال أقوى بمدى أطول. ولم تكن تلك المعادلة مهمة في سيارات البترول السابقة، لأن جوهر محركات الاحتراق الداخلي لم يتغير.
ووجه بعض الخبراء الانتقاد، إلى شركة لوتس عند تقديمها سيارة سوبر كهربائية، لأنها تعتمد على تقنية البطاريات الحالية التي لا توفر القوة والمدى بالقدر الكافي. ولاحظوا أن انطلاق السيارة على المضمار بالسرعة القصوى، يفرغ البطاريات من قدراتها في أقل من عشر دقائق. وقالت الشركة إن هذا الزمن يكفي لقطع دورة كاملة على مضمار نوربرغرنغ الألماني الشهير.
الأجيال الجديدة من البطاريات تعتمد على تقنية الهيكل الصلب (Solid State) التي لا تحتوي على سوائل كيميائية. وهي توفر قدرة كهربائية أعلى ووزناً أخف وسرعة في الشحن. وتفتح هذه البطاريات الباب لدخول المزيد من السيارات السوبر الكهربائية إلى الاسواق، بداية من العام المقبل. وإذا كانت هناك من نصائح قبل الإقبال على شراء سيارات كهربائية سوبر، فإن أهمها هي التريث، لأن قيمة هذه السيارات في المستقبل قد تتراجع بسرعةـ مع ظهور أجيال جديدة منها.