أحيا عشرات الآلاف من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في الصين، الذكرى الأولى لوفاة لي وينغلاينغ الطبيب الذي كان أول من تحدث عن ظهور فيروس كورونا المستجد.
ولي كان ضمن مجموعة من الأطباء في ووهان الذين تشاركوا تعليقات على المنصات الاجتماعية تحذر من فيروس شبيه بسارس ينتشر في المدينة الواقعة وسط البلاد، في ديسمبر 2019. وقامت الشرطة بتوبيخه لنشره “شائعات”.
وأثارت وفاته الناجمة عن إصابته بالفيروس بعد عدوى من مريض، موجة من الحزن وكذلك الغضب إزاء استجابة الحكومة للأزمة، ومطالبات جريئة بإصلاحات سياسية.
ومنذ ذلك الحين تنشر الحكومة رواية رسمية تركز على تعاطيها الفعال مع الوباء في وقت تمت فيه السيطرة إلى حد كبير على تفشي الفيروس محليا، فيما عمدت أجهزة الرقابة إلى حذف التعليقات الأشد من الانترنت.
لكن الصفحة الشخصية للي على منصة ويبو الشبيهة بتويتر، لا تزال تمثل فسحة نادرة للمستخدمين للتعبير عن صدمة الأيام الأولى للوباء، بعدما فرضت السلطات إغلاقا صارما على ملايين الأشخاص في ووهان ومقاطعة هوباي، بحسب “الفرنسية”.
وأحيا المعلقون ذكرى وفاته بترك آلاف الرسائل، من صور وشعارات وشموع إلى سرد مستجدات حياتهم للطبيب الراحل.
وكتب أحد مستخدمي ويبو السبت في تعليق على آخر تصريح للطبيب “دكتور لي، الطقس رائع اليوم حيث أقيم … الجميع حولي يحاولون بذل أفضل مساعيهم في الحياة. الكل بصحة جيدة، عام قمري سعيد”. وجذب تصريح لي أكثر من مليون تعليق، غالبيتها بعد وفاته.
وكتب معلق آخر “ظننت أن الجميع سينساك بعد سنة. كنت مخطئا، فأنت تعيش إلى الأبد في قلوب الصينيين”.
أما مدينة ووهان نفسها، فبالكد ظهرت فيها علنا مؤشرات حزن.
وأمام مستشفى ووهان المركزي حيث كان طبيب العيون البالغ 34 عاما قد حذر زملاءه أولا من الفيروس الجديد الغامض، غابت مظاهر التكريم من صور وباقات زهور كالتي تركها مواطنون قبل عام.
والمدينة التي رصدت فيها أولى الاصابات بالفيروس تستقبل فريقا من مفتشي منظمة الصحة العالمية في مهمة تتبع لمنشأ الوباء.
والبعثة التي أرجأت الصين مهمتها الحساسة في السنة الأولى للأزمة الصحية العالمية، زارت سوق هوانان للمأكولات البحرية حيث كان العديد من أوائل المرضى يعملون.
وزار الفريق ايضا معهد ووهان لعلوم الفيروسات، والذي تتركز عليه نظريات المؤامرة بشأن منشأ الفيروس.
والحياة في ووهان البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، عادت بشكل كبير إلى طبيعتها فيما تعج الأسواق والمراكز التجارية بالحركة بعد أشهر على رفع أول إغلاق مرتبط بكوفيد-19 في العالم في أبريل.
وقال المواطن هو مينغلي لوكالة فرانس برس “العام الماضي لم يكن هناك أي شخص أو سيارة في الشارع، باستثناء سيارات الإسعاف، وكنت أشعر بفراغ كبير داخلي”.
بعد عام يقول هو إنه “يشعر بالكثير من الدفء والارتياح”.