كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية، أن ليبيا تراجعت عن تسليم رئيس جهاز الاستخبارات السابق في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي إلى الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة هذا الأسبوع، خوفا من الاستياء الشعبي في البلاد.
وبحسب صحيفة “الشاهد” الليبية، نشرت “الغارديان” تقريراً، أكدت من خلاله تراجع حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عن تسليم رئيس جهاز الاستخبارات الليبي السابق، عبد الله السنوسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في اللحظات الأخيرة، خوفاً من الغضب الشعبي، الذي انطلقت شرارته بعد تسليم المواطن الليبي بوعجيلة مسعود للسلطات الأمريكية.
وأكد التقرير، أن السلطات الأمريكية، ترغب في استجواب عبد السنوسي، في التحقيق الجاري الآن، والذي تم فتحه مجدداً في القضية الشهيرة باسم “تفجير لوكربي”، مؤكداً أن الولايات المتحدة ترى أن السنوسي هو العقل المدبر لتلك العملية وهو من خطط لها، بالإضافة لعدد من التفجيرات.
وكشفت “غارديان” في تقريرها، أن الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي، احتجاز المواطن الليبي بوعجيلة مسعود المريمي، على خلفية اتهامه في نفس القضية.
وأشار التقرير إلى الطريقة التي تم القبض على بوعجيلة المريمي بها، حيث اقتاده عدد من المسلحين في العاصمة الليبية طرابلس، واحتجز لديهم لمدة أسبوعين، وتم تسليمه إلى عملاء يعملون لدى الحكومة الأمريكية في مدينة مصراتة الواقعة بالغرب الليبي.
كما سلط تقرير “غارديان” الضوء، على الغضب الشعبي العارم في ليبيا، بعد تسليم بوعجيلة مسعود إلى السلطات الأمريكية، وأن تلك العملية وضعت رئيس حكومة الوحدة الوطنية، التي تسيطر على غرب البلاد، في ضغط شديد، الأمر الذي أدى إلى تعطيل خطة تسليم عبد الله السنوسي للولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أن الاتفاق بين السلطات الليبية والأمريكية، شمل تسليم بوعجيلة مسعود أولاً، وبعدها بعدة أيام تسليم عبد الله السنوسي، حيث نقلت عن مصدر على علم بتفاصيل القضية قوله: “المسؤولون شعروا بالقلق”.
وذكر التقرير، أن تقديم السنوسي للمحاكمة في الولايات المتحدة، إن تم، فإنه سيكون إنجازاً للإدارة الأمريكية الحالية، وأن إدارة بايدن ستستمر في الضغط من أجل تسليمه، مشيراً إلى أن التنسيق لتسليم بوعجيلة مسعود وعبد الله السنوسي، بدأ في عهد الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، مؤكداً أن عبد الله السنوسي محتجز الآن في سجن رواوة بالعاصمة طرابلس، وأنه في حالة صحية سيئة، وحُكم عليه بالإعدام، في محاكمة جماعية عام 2015.