داخل مستودع مُغبر في الصين، يُدخل أحد العمال في آلة تمزيق صناعية صوراً لمطلّقين تعود إلى مراحل الحبّ الأولى السعيدة، ليس فقط لمساعدتهم على طيّ صفحة مرحلة من حياتهم سبقت “تكهرُب” العلاقة الزوجية، بل أيضاً لإنتاج الكهرباء.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، تُعدّ صور الزفاف من الأمور الجدّية في الصين، فيُنفق الأزواج مبالغ كبيرة للحصول على لقطات متقنة، تُلتَقط في الحدائق أو الشوارع التاريخية أو المعابد، لجعلها مؤشّراً إلى روابط يُفترض أن تكون أبدية.
ولكن في بلد تُسجّل فيه ملايين حالات الطلاق سنوياً، تصبح هذه الصور الزوجية موضّبةً أو ينتهي بها الأمر في سلّة المهملات.
وتقدّم شركة لو وي المتخصّصة في الهدم حلاً بديلاً يتمثّل في إتلاف هذه الذكريات الفوتوغرافية. إذ يقول صاحبها: “توصّلنا إلى أنّ تدمير الممتلكات الشخصية هو اختصاص لم يلاحظه أحد”.
ومع أنّ التخلُّص من صور الأشخاص الأحياء لا يزال من المحظورات في الصين، يتلقّى مصنع ليو وي في المتوسّط ما بين 5 إلى 10 طلبات يومياً من مختلف أنحاء البلاد. ويتولّى تدمير اللقطات الزوجية بدءاً من الصور ذات الإطارات الكبيرة، وصولاً إلى الألبومات الصغيرة، وكلّها منتجات مصنوعة غالباً من البلاستيك والإكريليك والزجاج.
ويخفي العمال باستخدام طلاء أسود وجوه الزبائن احتراماً لخصوصيتهم، ثم يحطّمون الزجاج باستخدام مطرقة. ويقول ليو وي إنّ “هؤلاء جميعهم يحاولون تخطّي هذه المرحلة من حياتهم».
ووفّرت الشركة خدماتها لنحو 1100 زبون، لا تتخطّى أعمار معظمهم 45 عاماً، وتشكل ثلثيهم النساء.
ويجتاز بعض الزبائن مسافات طويلة ليشهدوا إتلاف الصور، في خطوة تُبشّر بوضع نهاية لمرحلة من حياتهم. وبما أنّ تدميرها خطوةٌ نهائيةٌ لا رجعة فيها، يتواصل ليو وي مع الزبائن قبل المباشرة بعملية الإتلاف، لمنحهم فرصة أخيرة لاستعادتها في حال تراجعوا على قرارهم.