تستأنف الجمعة مباريات بطولة كأس العالم 2022، ضمن دور ربع النهائي بمواجهتين من العيار الثقيل، تجمع الأولى كرواتيا مع البرازيل والثانية الأرجنتين مع هولندا.
تدخل كرة القدم الأوروبية في اختبار صعب عندما تواجه نظيرتها من أمريكا الجنوبية ضمن الدور ربع النهائي مونديال قطر.
ويلتقي المنتخب الكرواتي صاحب المركز الثاني في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا مع نظيره البرازيلي المصنف الأول عالمياً وأحد أقوى المرشحين للفوز باللقب، وتقام المباراة في 18:00 بتوقيت الكويت و19:00 بتوقيت أبوظبي.
وفي المباراة الثانية، سيكون المنتخب الهولندي على موعد مع اختبار صعب في مواجهة نظيره الأرجنتيني بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي في تمام 23:00 بتوقيت أبوظبي.
وتمثل المباراتان تحدياً مهماً للمنتخبين البرازيلي والأرجنتيني أيضاً في ظل احتكار المنتخبات الأوروبية للقب العالمي في آخر 4 نسخ من البطولة.
ومنذ فوز المنتخب البرازيلي بلقبه العالمي الخامس (رقم قياسي) في 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، مالت الكفة تماماً للكرة الأوروبية، من خلال 4 ألقاب متتالية حصدتها منتخبات إيطاليا في 2006 وإسبانيا في 2010 وألمانيا في 2014 وفرنسا في 2018.
ولهذا، يتطلع المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني لمواصلة مسيرتهما في البطولة الحالية لكسر الهيمنة الأوروبية حال وصول أي من المنتخبين للمباراة النهائية.
وبلغ المنتخب البرازيلي هذا الدور بعد مسيرة متباينة في مبارياته الـ4 الأولى بالبطولة، حيث استهل الفريق مسيرته بالفوز على صربيا 2-0 ، ولكن أداء الفريق تأثر في المباراتين التاليتين بمجموعته مع غياب نجمه الشهير نيمار للإصابة.
وحقق الفريق فوزاً صعباً ومتأخراً على سويسرا 1-0، ثم خسر أمام نظيره الكاميروني بشكل مفاجئ في ختام دور المجموعات.
ومع عودة نيمار إلى صفوف الفريق في مباراة الدور الثاني، حقق الفريق فوزاً كبيراً 4-1 على منتخب كوريا الجنوبية ليحجز مكانه في ربع النهائي، الذي يواجه فيه واحداً من الاختبارات الصعبة أمام المنتخب الكرواتي المفعم بالنجوم أصحاب الخبرة والطموح.
وعبر المنتخب الكرواتي الدور الأول باحتلال المركز الثاني في مجموعته بعد التعادل مع المغرب وبلجيكا سلبيا والفوز 4-1 على كندا فيما احتاج الفريق إلى ركلات الترجيح لاجتياز المنتخب الياباني في الدور الثاني.
وتمثل المباراة تحدياً خاصاً بين النجوم المخضرمين في المنتخب الكرواتي بقيادة لوكا مودريتش الذي قد تمثل البطولة الفرصة الأخيرة له لإحراز لقب في البطولات الكبيرة، والمنتخب البرازيلي الحافل بالمواهب الهجومية والذي استعاد جزءاً من بريقه بعودة نيمار لصفوفه بعد التعافي من الإصابة.
ولكن المنتخب الكرواتي يحتاج من أجل هذا إلى تحقيق فوز تاريخي على المنتخب البرازيلي الذي فرض سيطرته على المواجهات السابقة بين الفريقين، حيث تعادلا ودياً في 2005 وفاز المنتخب البرازيلي 1-0 بدور المجموعات في مونديال 2006، و3-1 في دور المجموعات أيضاً بمونديال 2014 قبل الفوز على كرواتيا ودياً 2-0 أيضاً في 2018.
ويعول المنتخب الكرواتي بقيادة مديره الفني زلاتكو داليتش كثيراً على سجله المميز في الفترة الماضية، حيث لم يخسر أي مباراة في آخر 10 مباريات خاضها بل إنه خسر مرة واحدة في آخر 20 مباراة خاضها بمختلف المسابقات منذ يورو 2020.
والمثير أن الفريق وصل إلى الوقت الإضافي في 4 من آخر 5 مواجهات خاضها ببطولات كأس العالم، وانتهت 3 منها بركلات الترجيح، وهو ما يسعى المنتخب البرازيلي إلى تجنبه وتجنب الإجهاد استعداداً للأدوار التالية، حيث يتطلع لحسم المواجهة في الوقت الأصلي مستفيداً من قدراته الهجومية الكبيرة.
وفي المباراة الثانية، سيكون النجم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي في مواجهة تحد خاص مع التصريحات الكلامية التي ظهرت من المعسكر الهولندي خلال الأيام القليلة الماضية بأن ميسي لا يمكنه الفوز بالمباراة وحده.
وقد تكون التصريحات في محلها لكن ميسي يمثل القلب النابض في صفوف المنتخب الأرجنتيني ووجوده يكون حافزاً لباقي نجوم الفريق الذين يتمتعون بمواهب عالية المستوى أيضاً.
وبرغم الهزيمة المفاجئة 1-2 أمام المنتخب السعودي في بداية مسيرته بالمونديال، قاد ميسي المنتخب الأرجنتيني لصدارة المجموعة بانتصارين متتاليين على المكسيك وبولندا قبل أن يسجل ميسي هدفاً تاريخياً هو الأول له في الأدوار الإقصائية للمونديال بعد 8 أهداف في دور المجموعات ليقود الفريق إلى الفوز على أستراليا في الدور الثاني.
وفي المقابل، تصدر المنتخب الهولندي مجموعته أيضاً في الدور الأول بالفوز على كل من السنغال وقطر والتعادل مع الإكوادور قبل أن يعبر عقبة المنتخب الأمريكي في الدور الثاني.
ويتطلع المنتخب الأرجنتيني لاستعادة اللقب الغائب عنه منذ عقود وبالتحديد منذ توج بلقبه المونديالي الثاني في 1986، بقيادة الأسطورة الراحل دييغو مارادونا. وإذا توج الفريق باللقب في المونديال الحالي، سيكمل ميسي عقد إنجازاته على مستوى الأندية والمنتخب.
وكان اللاعب احتفل في مباراته أمام أستراليا بخوض 1000 مباراة في مسيرته الاحترافية ويتطلع إلى قيادة الفريق للتتويج باللقب في النسخة الحالية بعدما أخفق سابقاً في أقرب محاولة ممكنة عندما خسر نهائي نسخة 2014 أمام ألمانيا.
وفي المقابل، وصل المنتخب الهولندي إلى نهائي المونديال 3 مرات سابقة لكن الحظ عانده في المرات الثلاث، والتي كان أحدثها أمام المنتخب الإسباني في 2010.