يعيش الفنان التونسي ظافر العابدين حالة من النشاط الفني حالياً، بحيث يُعرض الجزء الثاني من مسلسله اللبناني الشهير “عروس بيروت”، كما طرح منذ أسابيع فيلمه السينمائي “خط دم” عبر منصة شاهد الإلكترونية. ظافر اعترف في حوار مع مجلة “لها” بأن نجاح الموسم الثاني من مسلسل “عروس بيروت” فاق توقعاته، وأنه لم يجد صعوبة في التمثيل باللهجة اللبنانية. كما تحدث عن الانتقادات التي طاولته عقب عرض فيلم “خط دم”، وكشف حقيقة مشاركته في عمل عالمي جديد. إلى نص الحوار.
ما تقييمك لردود فعل المشاهدين حول الجزء الثاني من مسلسلك اللبناني “عروس بيروت”؟
ردود الفعل كانت أكثر من رائعة، وهو ما لم أكن أتوقعه، فالمسلسل تتوافر فيه كل عوامل النجاح، لكن أن يتخطّى الحدود الجغرافية، ويحقق نجاحاً على امتداد الوطن العربي، هو فعلاً أمر مدهش، فحلقات المسلسل التي تُعرض يومياً كانت الأكثر تداولاً في عدد كبير من الدول العربية، وهذا مدعاة فخر لجميع المشاركين في المسلسل، هذا فضلاً عن نِسب المشاهدة التي سجّلها، وكل طاقم العمل يشكر المشاهدين والجماهير على مساندتهم ودعمهم له، فهم أحد أسباب نجاح العمل.
هل واجهتم مشاكل خلال تصوير المسلسل بسبب جائحة كورونا؟
بكل تأكيد وجدنا صعوبة بالغة في التصوير، فظللنا نعمل على تصوير حلقات المسلسل لأكثر من 11 شهراً، حيث استمر التصوير لثمانية أشهر، وتوقف من ثم مدة ثلاثة أشهر بسبب إغلاق المطارات.
هل ترى أن الثنائي الذي يجمعك بالفنانة اللبنانية كارمن بصيبص هو الأفضل عبر مشوارك الفني؟
أنا محظوظ دوماً في الثنائيات التي جمعتني بكل نجمات الوطن العربي، سواء في مصر أو لبنان، وكارمن قريبة جداً الى قلبي، وهناك كيمياء متبادلة بيننا، وهي ليست حديثة، بل تعود الى عام 2018 حين قدّمنا معاً مسلسل “ليالي أوجيني”، وربما تجد قصته مختلفة تماماً عن “عروس بيروت”، لكن تركيبتنا الفنية منذ ذلك الوقت ناجحة جداً، والجمهور المصري والعربي أحبّها كثيراً.
من هي أكثر فنانة أحببت تكوين ثنائي فني معها؟
لا أفضّل فنانة على أخرى.
ألم تخف من فكرة تقديم جزء ثانٍ من مسلسل ناجح؟
لا أنكر أنني أخاف دائماً من فكرة نجاح الجزء الثاني من أي عمل درامي، لكن مسلسل “عروس بيروت” تتوافر فيه عوامل النجاح الكافية، كما أن جزءه الثاني شهد تطورات رائعة بالنسبة الى كل شخصيات العمل، وليس فقط شخصية “فارس” التي أقدّمها، فحين قرأت الجزء الثاني من المسلسل، لمست من اللحظة الأولى أنه يتحمّل أن يكون له جزء ثانٍ، والنتيجة كانت تصدّر الجزء الثاني قوائم المشاهَدة والتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ما هي أوجه الشبه بين شخصية “فارس” الرومانسية في “عروس بيروت” وظافر العابدين؟
هناك أوجه شبه كثيرة بيني وبين “فارس”، وعلى رأسها حبّه الشديد لعائلته، فأنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعائلتي، ودائماً أفكر فيهم، كما يشبهني “فارس” لناحية العصبية، فأنا دوماً أكون عصبياً في المشاكل والأزمات، وبالطبع هو مثلي في ما يتعلق بالرومانسية.
هل تعلّمت اللهجة اللبنانية أثناء تصوير “عروس بيروت”؟
تدرّبت على اللهجة اللبنانية قبل تصوير “عروس بيروت”، فعلى الفنان أن يتمكّن من التحدّث بأي لهجة قبل التمثيل، لأنه سيجد صعوبة في التركيز أثناء التمثيل بين إتقان دوره، ولفظ الكلمات بالشكل الصحيح، وأنا كنت قد اعتدت على اللهجة قبل التصوير، لأنها ليست تجربتي الأولى باللهجة اللبنانية.
هل اللهجة اللبنانية أصعب بالنسبة إليك في التمثيل من المصرية؟
كل اللهجات ستكون صعبة على أي إنسان ما لم يدرسها أو يحاول تعلّمها، أما بالنسبة الى اللهجة المصرية فقد اعتدتُ عليها منذ سنوات طويلة، وقدّمت عشرات الأعمال بهذه اللهجة، وأصبحت أستمتع في التمثيل بها.
لماذا قدّمت فيلم “خط دم” رغم فشل غالبية أفلام مصّاصي الدماء؟
أحبّ تقديم الأفكار الجديدة والجريئة، بل وأبحث عنها لأن من الضروري أن ننوّع في أفكار الأفلام العربية، ولا نحصرها في الكوميديا والتراجيديا والأكشن فقط. وحين عُرضت عليَّ فكرة فيلم “خط دم”، وافقت فوراً عليها، نظراً لاختلاف القصة عن أي عمل قدّمته من قبل، وأنا بطبعي أحب أن أغيّر جلدي كل فترة، علماً أن الفيلم لا يندرج في خانة أفلام الرعب، لأنه ليس فيلم رعب كالأفلام التي نشاهدها في الأعمال الأميركية، بل يُصنَّف في إطار الدراما الاجتماعية التي تدور في سياق مختلف وغير معتاد، فالفيلم يحكي قصة أسرة مكوّنة من زوج وزوجة ولهما طفلان يتميزان بظاهرة خارقة.
هل كنت تتمنّى لفيلم “خط دم” أن يُطرح في دور العرض؟
بالطبع، لأنه في النهاية فيلم سينمائي، وأتمنى أنه يُعرض في دور السينما ويراه المشاهدون على الشاشة الكبيرة مع المؤثرات الصوتية، وسيكون هذا مختلفاً عن المنصة، إذ يتيح للناس فرصة الذهاب إلى السينما لحضور الفيلم، لكن كورونا فرضت على الناس متابعة الأفلام عبر المنصّات الالكترونية.
كيف وجدت العمل مع نيللي كريم؟
نيللي كريم فنانة رائعة، وأحب العمل معها دوماً، وهذه ليست المرة الأولى التي نتشارك فيها بعمل درامي، فسبق لنا أن قدّمنا معاً مسلسل الدراما الرمضاني “تحت السيطرة”، وحقق وقتها نجاحاً كبيراً.
كيف تعاملت مع الانتقادات التي طاولتك عقب عرض الفيلم؟
“خط دم” فيلم مختلف وجريء، وهو الأول من نوعه في الدراما العربية، ومن الطبيعي أن تنقسم الآراء حوله ما بين مؤيد ومعارض، وأنا بطبعي أتقبّل كل الآراء وأحترمها حتى لو كانت سلبية، لأنني أحب أن أتعلّم من أخطائي، وأكثر ما أحببته بعد قراءة ردود فعل الجمهور الإيجابية والسلبية، هو أن المشاهدين كانوا متفاعلين بدقة مع كل مشاهد الفيلم.
ما حقيقة تقديم جزء ثانٍ من الفيلم؟
ليس هناك جزء ثانٍ، فحين عُرض عليَّ الفيلم، كان عبارة عن جزء واحد.
ماذا عن دورك في فيلمك الجديد “العنكبوت”؟
هو من الأدوار التي أنتظر عرضها بلهفة، لأنني استمتعت كثيراً في تصويره، حيث أجسّد شخصية تحمل صفات الخبث والغموض والشر، كما أن الفيلم تشارك فيه نخبة من كبار فنّاني مصر، أمثال أحمد السقا ومنى زكي ويسرا اللوزي، وهو من تأليف محمد ناير وإخراج أحمد نادر جلال.
هل ستطل على الجمهور في دراما رمضان 2021؟
للأسف، لن أطل عليهم هذا العام، فبعد المجهود الكبير الذي بذلته طوال عام 2020 في تصوير مسلسل “عروس بيروت” وفيلم “العنكبوت”، أنا في حاجة لأخذ قسط من الراحة مع أسرتي التي ابتعدت عنها كثيراً بسبب ظروف التصوير.
بعد مشاركتك في المسلسل العالمي The Eddy مع الكاتب جاك ثرون، هل ستكرر التجربة مرة أخرى؟
هناك عمل عالمي جديد قيد التحضير لكن مع شخصيات أخرى، يصعب عليَّ في الوقت الحالي التحدّث عنه.
ما الأعمال التي شاهدتها خلال فترة كورونا؟
شاهدت العديد من الأفلام الوثائقية، منها فيلم عن قصة حرب فيتنام، وأفلام كثيرة لم يسعفني الوقت لمشاهدتها في الأيام العادية.
المصدر: بتجرد