بين قطع حلوى الماكارون الوردية وألواح التزلج على الماء من اللون نفسه، تغوص روندا ولويس وفيليس بحنين في أحلام طفولتهن في معرض “عالم باربي” بولاية كاليفورنيا الأميركية، قبل أقل من شهر على بدء فيلم عن الدمية الفاتنة يتوقع أن يستقطب حضوراً جماهيرياً كبيراً.
وتقول لويس إنها وصديقتيها الخمسينيتين عدنَ “فتيات صغيرات”، فيما كنّ يقفنَ أمام مزلقة من اللون الفوشيا تصبّ في بركة الكرات، وهي أبرز نقاط الجذب في هذا المنزل الواسع المكوّن من طبقة واحدة والمخصص لواحدة من أشهر الألعاب في العالم.
في سانتا مونيكا، بالقرب من شواطئ لوس أنجليس، أعاد المنظمون تكوين عالم باربي على مساحة 2000 متر مربع تشكّل عالماً مطلياً باللون الوردي.
واستقبل هذا المعرض منذ افتتاحه في نيسان/أبريل نحو 50 ألف زائر، غالباً ما يرتدون الملابس الوردية المزينة بالترتر.
ويساهم هذا المعرض في إحياء الشغف بالدمية قبيل طرح فيلم “باربي” في 21 تموز/يوليو الجاري في دور السينما الأميركية.
ويؤكد منظّمو المعرض أنه ليس مرتبطاً مباشرة بالفيلم الهوليوودي الذي أخرجته نجمة السينما المستقلة غريتا جيرويغ وتؤدي فيه مارغو روبي دور الفاتنة الشقراء الشهيرة، فيما يجسّد راين غوسلينغ دور صديقها كِن.
وتلاحظ لوسي تريدواي من شركة “كيلبورن لايف” التي تنظم المعرض بالتعاون مع شركة “ماتيل” للألعاب لوكالة فرانس برس أن “باربي شكلت مصدر إلهام طوال عقود”.
وأثمر قرب بدء عروض الفيلم في بلورة أفكار تسويقية كثيرة تتوجه إلى البالغين الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي.
فعلى سبيل المثال، توفر “إير بي إن بي” فرصة الفوز بليلة في منزل باربي بالحجم الطبيعي في ماليبو، فيما أُبرمت شراكات عدة لبيع حقائب باربي، وطُرحت أجهزة تحكم لألعاب الفيديو “إكس بوكس باريي”، وفرشاة أسنان كهربائية، ومستحضرات تجميل من وجي باربي، وسوى ذلك.
وتحوّلت باربي التي رأت النور عام 1959 رمزاً لثقافة البوب العالمية خلال أكثر من 60 عاماً من وجودها.
وضمن معرض سانتا مونيكا، يتناول متحف صغير تاريخ اللعبة، من ظهور أول دمية باربي بثوب سباحة أبيض وأسود، إلى أحدث ألعاب باربي التي تراعي التنوع المجتمعي، كتلك التي تستخدم كرسياً متحركاً.
ويصطف الزوار داخل غرفة الملابس الضخمة لالتقاط صور “سيلفي” ذاتية بين الملابس المتنوعة الألوان، من الوردي إلى الأصفر الكناري أو الفيروزي. ولكن بالنسبة إلى الفتيات الصغيرات اللواتي رحن يجلن في هذا الكون، شكلت بركة الكرات محطة أساسية.
وقالت الشقيقات مورغان وتايلور وكريستين اللواتي جئنَ للاحتفال بعيد ميلادهن السابع مع والديهن: “إنها الأكثر إثارة”.
وفي غرفة أخرى تشهد إقبالاً شديداً، يمكن للزوار أن يلتقطوا لأنفسهم صوراً يكونون فيها تارة باربي المخرجة، وتارة أخرى باربي المتزلجة أو المستكشفة أو حورية البحر، مع شعار: “يمكنك أن تكون ما تريد”.
وتعلّق تريدواي قائلة: “أعتقد أن باربي كانت طليعية في الكثير من الجوانب، ولكن أهمها هو أن يحب المرء نفسه، ألا تخاف مما هو عليه”.