عبدالعزيز صفر: تقديم مسرح طوال العام يحتاج لجرأة
يرى أن بعض المنتجين والفنانين هم من حددوا المواسم التقليدية
أكد المخرج والفنان عبدالعزيز صفر انه لن يتجه للعمل في الإخراج الدرامي التفزيوني، رغم ان الكثير من زملائه المسرحيين حققوا نجاحات كبيرة في الدراما التلفزيونية، مبررا قراره “أجد نفسي متعلقا للغاية بسحر خشبة المسرح أكثر من أي شيء آخر، مشيرا الى أنه يشاهد الأعمال الدرامية والسينمائية ولكن توجهه مسرحي بالدرجة الأولى”.
عن زحام العروض التي يشهدها الموسم المسرحي بين الفنانين، الذين يعملون في المسرحين النوعي والجماهيري وخروج بعض الأعمال دون ان تحقق ايرادات، اوضح صفر أنه قدم بعض التجارب في المسرح الجماهيري حققت نجاحا جماهيرا، لكن على مستوى الإخراج وغيرها كانت متواضعة، لافتا الى انه قدم في الموسم المنتهي تجربة جادة ممثلة في مسرحية “مطلوب” مع الفنان خالد المظفر ومجموعة من الفنانين الشباب، ونجحت بشكل كبير على المستوى الكوميدي والدرامي والإضاءة والديكور وغيرها وسيستمر في تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال.
وفي رده على التوقيت الذي يقدم فيه عمل مسرحي بحيث يحقق ايرادات جيدة، شدد صفر، على انه لابد ان يكون هو منتج العمل، أو ان المنتج يدرك تماما قدرات المخرج، بل ويكون لديه ذوق مسرحي عال، حتى لا يكون هناك خلافات على اختيار الممثلين أو الإضاءة والديكور والموسيقى والأغنيات وغيرها، مشيرا الى أنه لاحظ أمورا ايجابية في السوق المسرحي خلال الفترة القليلة الماضية لا سيما في الأعمال الجادة مثل مسرحية “موجب”، التي يقدمها محمد الحملي، مسرحية “التابعة” التي قدمها عبدالله الرميان وحققت جماهيرية حلوة رغم أن غالبية المشاركين فيها ليسوا نجوما تقليديين في المسرح.
واضاف صفر: ان الكلام على ان المسرح في الكويت موسمي وان الجمهور لا يذهب إلا للأعمال المعروفة بالنكات والكوميديا فقط غير صحيح، ومع الأسف الذي جعل الأمر هكذا هم بعض المنتجين والفنانين، الذين يكتبون عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويرددون في مقابلتهم الإعلامية انهم لم يعرضوا في هذا التوقيت أو ذاك، لأن هذا توقيت امتحانات أو ان الناس مسافرة، لذلك نجحوا في ان يجروا بقية المسرحيين والعاملين في المسرح ليتوقفوا عن تقديمهم عروض في هذا التوقيت، الذي اختاروه لتوقيف العروض، منوها إلى أن الأعمال التي تم تقديمها بعيدا عن موسم المسرح التقليدي وكانت تحمل مزيدا من الجودة في كل تفاصيلها نجحت وحققت إيرادات جيدة.
ودعا صفر الى ضرورة ان يمتلك المنتج والفنان المسرحي الجرأة ليقدم عروضه في أي وقت من العام، لأن الجمهور في الكويت متذوق للمسرح ويدرك تماما قيمة الأعمال الجيدة ويذهب اليها، مشيرا الى ان المسرح في الكويت غير مدعوم من قبل المؤسسات الخاصة، التي تمتلك الدعم مثل البنوك وشركات الاتصالات وغيرها، كما يحدث في الدول العربية مثل مصر وغيرها.
واضاف صفر: ان الكويت تمتلك أجيالا متميزة في المسرح وحققت إنجازات رائعة وكتبت تاريخا لا يستهان به منذ تأسيس الرواد له، بالإضافة الى أن الجيل الجديد يمتلك كل مقومات الإبداع والاطلاع على أحدث ما وصلت اليه علوم المسرح، فضلا عن المؤسسات الأكاديمية الموجودة في الكويت، التي تقدم برامج علمية متميزة من خلال خبراء وباحثين لهم باع كبير في هذا المجال، مبينا أن السنوات المقبلة تحمل للمسرح الكويتي الكثير من الازدهار، لأن هناك حالة من التقدم تسير بشكل كبير وتزدهر عاما بعد آخر.
