عقد بيت التمويل الكويتي (بيتك) المؤتمر التحليلي لأداء المجموعة للنصف الأول من 2024، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيتك» بالتكليف عبدالوهاب الرشود، ورئيس الاستراتيجية للمجموعة م.فهد المخيزيم، ورئيس المالية للمجموعة بالتكليف ومدير عام الرقابة المالية والتقارير الرقابية جمال الحميري.
وخلال كلمته بالمؤتمر التحليلي، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيتك» بالتكليف عبدالوهاب الرشود إن «بيتك» حقق صافي أرباح للمساهمين للنصف الأول من 2024، قدرها 341.2 مليون دينار، بنسبة نمو 2.3% وبلغت ربحية السهم 20.73 فلسا، بزيادة قدرها 2.6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأضاف ان البيانات المالية أظهرت متانة القاعدة الرأسمالية ونسب السيولة الكبيرة والأداء التشغيلي القوي الذي نتج عنه تسجيل نمو في جميع المؤشرات المالية الرئيسية.
خطوات إستراتيجية
ولفت الرشود إلى أن «بيتك» يتصدر جميع البنوك والشركات الكويتية المدرجة في بورصة الكويت من حيث القيمة السوقية والتي تجاوزت قيمتها 12 مليار دينار، بالإضافة إلى حصول «بيتك» على المركز الثالث بين أفضل 20 بنكا في الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث القيمة السوقية وفقا لأحدث تحليل عن S&P غلوبل ماركت انتلجنس.
وقال ان «بيتك» اتخذ خطوات استراتيجية مهمة تتعلق بتعزيز القدرة المالية والنظرة التوسعية وتطوير الأعمال ومواكبة التطور التكنولوجي والصيرفة المالية الرقمية، وكذلك أتمت مجموعة «بيتك» عملية بيع بيتك – البحرين إلى بنك السلام بمقابل نقدي.
وأوضح أن «بيتك» يعتبر الشريك الاستراتيجي الأول في تمويل جميع المشاريع التنموية الحيوية ويتمتع بسجل حافل في تمويل المشاريع في قطاعات مختلفة في الكويت والمنطقة، على رأسها البتروكيماويات، والنفط والغاز، والطاقة والمياه، والطاقة المتجددة والبنية التحتية، إلى جانب الشركات الصغيرة والمتوسطة.
خدمات رقمية فائقة الجودة
وأكد ان «بيتك» يواصل طرح الخدمات والحلول المالية الرقمية فائقة الجودة، ونجح في تحويل عدد كبير من العمليات من النظام التقليدي إلى الآلي باستخدام العمليات الروبوتية RPA، الأمر الذي ساهم في تعزيز سرعة الكفاءة الإنتاجية، وتجربة العملاء، وتحقيق أعلى مستويات رضا العميل.
ولفت إلى تميز جهود «بيتك» في الاستثمار في منتجات التمويل الأخضر وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة SDG، وترسيخ مبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في جميع أعماله، حيث تم إدراج «بيتك» في مؤشر «فوتسي 4 جود» (FTSE4Good).
وأطلق «بيتك» أيضا تقرير البصمة الكربونية الأول من نوعه على مستوى القطاع المصرفي الكويتي، وتقرير الاستدامة، بالإضافة إلى ذلك وقع «بيتك» اتفاقية تحالف التكافل العالمي مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP، بهدف توفير عقود تكافل إسلامي إلى 100 مليون مزارع حول العالم.
وأضاف الرشود: «علاوة على ذلك نجح بيتك في تحقيق أهدافه الاستراتيجية الرئيسية بالتغلب على تحديات البيئة التشغيلية، حيث إن بيتك حافظ على تصنيفه الائتماني طويل الأجل من وكالة فيتش عند درجة (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة، وتصنيفه من وكالة موديز عند درجة (A2) مع نظرة مستقبلية مستقرة».
البيئة التشغيلية بالكويت
من جانبه، تحدث رئيس الاستراتيجية للمجموعة، م.فهد المخيزيم، عن أبرز ما يتعلق بالبيئة التشغيلية في الكويت مع إلقاء نظرة عامة على «بيتك» واستراتيجيته، إضافة إلى استعراض نتائج النصف الأول للسنة المالية 2024.
وقال المخيزيم ان بنك الكويت المركزي حافظ خلال العام 2024 على سعر الخصم عند مستوى 4.25% بعد رفعه 75 نقطة أساس في 2023، مشيرا الى أن مستويات التضخم تشهد اعتدالا، إذ من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم في الكويت بناء على متوسط أسعار المستهلكين إلى 3.2% في 2024 مقارنة بـ 3.6% في 2023 بحسب آخر توقعات صندوق النقد الدولي.
وأضاف المخيزيم: «تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للكويت قد يصل إلى 39.7 مليار دينار في 2024 على أن يرتفع في الأعوام المقبلة بحسب أحدث تقارير صندوق النقد الدولي. بالمقابل، بلغ سعر الخام الكويتي 87.9 دولارا للبرميل في نهاية يونيو 2024، بارتفاع نسبته 13% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي».
وتابع بالقول: «أكدت وكالة موديز في تقريرها الأخير التصنيف الائتماني السيادي للكويت بالعملتين المحلية والأجنبية على المدى الطويل عند (A1)، مع نظرة مستقبلية مستقرة، كما أكدت وكالة ستاندرد آند بورز في يونيو التصنيف السيادي للكويت عند (A+) مع نظرة مستقبلية مستقرة، ونطمح لأن تشهد الكويت ازدهارا اقتصاديا طويل الأجل في ظل مؤشرات استقرار البيئة المحلية بالمضي قدما في مسار التنمية».
استقطاب الاستثمار الأجنبي
وأشار المخيزيم إلى أن الكويت طبقت جملة من الإصلاحات الاقتصادية بهدف تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على إيرادات النفط، من بين هذه الإصلاحات على سبيل المثال التنويع الاقتصادي، وجذب الاستثمار الأجنبي، والإصلاحات المالية، والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ولفت إلى أن هذه الإصلاحات تهدف إلى جعل الاقتصاد أكثر تنوعا ومرونة، واستقطاب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، على الرغم من بعض التحديات المتعلقة بهذه الإصلاحات، إضافة إلى عوامل خارجية مثل تقلب أسعار النفط وإنتاجه، والتداعيات غير المباشرة للنزاعات الإقليمية.
وأوضح ان الكويت تملك أساسيات اقتصادية قوية بفضل تحسن الأرصدة المالية إضافة إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتتوقع المزيد من الفرص الاقتصادية في 2024 لاسيما المتعلقة بالتنويع والاستثمارات الاستراتيجية والتغيرات الهيكلية والمالية. ويشير تحسن الأرصدة المالية والخارجية للكويت إلى أن آفاقها المالية لاتزال مشجعة بشكل عام.
وأشار إلى أن «بيتك» حصد 5 جوائز مرموقة من (Euromoney)، وذلك ضمن جوائز التميز المصرفي للعام 2024. ومنحت المجلة أيضا شركة «بيتك كابيتال» للاستثمار، الذراع الاستثمارية لمجموعة «بيتك»، جائزة صفقة التمويل الإسلامي عن صفقة إصدار صكوك بقيمة 2.5 مليار دولار لجمهورية تركيا.
ويعتبر الفوز بهذه الجوائز تقديرا يضاف إلى سلسلة الإنجازات والنجاحات التي يحققها «بيتك» في ظل سعيه لأن يصبح بين أكبر 100 بنك في العالم، وأن يترك بصمة واضحة في دعم التطور والنمو الاقتصادي في الكويت.
الأداء المالي للمجموعة
بدوره، قدم رئيس المالية للمجموعة بالتكليف ومدير عام الرقابة المالية والتقارير الرقابية، جمال الحميري، الأداء المالي لمجموعة «بيتك» للنصف الأول من 2024، حيث أشار إلى أن مجموعة «بيتك» حققت صافي ربح للمساهمين (بعد الضريبة) لفترة الأشهر الستة الأولى المنتهية في 30 يونيو 2024 بمبلغ 341.2 مليون دينار بزيادة وقدرها 7.8 ملايين دينار، ما يمثل زيادة بنسبة 2.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي التي بلغت 333.4 مليون دينار.
وذكر الحميري ان السبب الرئيسي في ارتفاع الأرباح يعود إلى الزيادة في إجمالي الإيرادات التشغيلية وانخفاض المخصصات، وقد قابل ذلك جزئيا زيادة صافي الخسائر النقدية الناتجة عن تطبيق معيار (IAS-29) «التقرير المالي في الاقتصادات ذات التضخم المفرط» على البيانات المالية لـ «بيتك – تركيا» أو (KTPB)، بالإضافة إلى زيادة المصروفات التشغيلية.
وأضاف ان إيرادات التمويل شهدت زيادة بمبلغ 424.6 مليون دينار أو 42.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث يرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الزيادة في العوائد.
وبلغ صافي إيرادات التمويل 558.8 مليون دينار، بزيادة قدرها 100.3 مليون دينار أو 21.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الزيادة في إيرادات التمويل بمبلغ 424.6 مليون دينار والتي قابلها زيادة في تكلفة التمويل والتوزيعات إلى المودعين بمبلغ 324.3 مليون دينار.
وفيما يخص إيرادات التشغيل، قال الحميري ان مساهمة صافي إيرادات التمويل إلى الإيرادات التشغيلية زادت من 62.4% في النصف الأول من 2023 إلى 67.9% في النصف الأول من 2024 بسبب زيادة صافي إيرادات التمويل وانخفاض إيرادات الاستثمار.
وتعود الزيادة في إيرادات الأتعاب والعمولات بمبلغ 22.3 مليون دينار بشكل رئيسي إلى الزيادة في إيراد رسوم المعاملات بسبب الزيادة في إيراد البطاقات وزيادة رسوم إدارة وترتيبات.
ولفت إلى أن صافي هامش التمويل للمجموعة للنصف الأول من 2024 عند 3.02% يعتبر أعلى بمقدار 40 نقطة أساس مقارنة بالنصف الأول من 2023. وتحسن متوسط العائد بمقدار 255 نقطة أساس بينما زاد متوسط تكلفة تمويل بمقدار 215 نقطة أساس. وجاء هذا نتيجة ارتفاع سعر العائد وإعادة تسعير الموجودات والمطلوبات خلال الفترة.
جوائز عالمية.. ومكانة رفيعة
قال عبدالوهاب الرشود إن مجموعة «بيتك» نالت العديد من الجوائز المحلية والعالمية تأكيدا للمكانة الرفيعة والقدرات المتنوعة في صناعة التمويل الإسلامي، وجودة العلامة التجارية والأداء التشغيلي القوي، حيث حصل «بيتك» على جائزة أفضل بنك في التمويل المستدام على مستوى الكويت من مجلة «غلوبل فاينانس» العالمية.
كما حصد «بيتك» جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية التي كانت تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وذلك عن فئة التميز في التحول الرقمي بالحلول المالية التقنية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز في مجالات مختلفة.
انخفاض المخصصات المحجوزة بالنصف الأول 19.5 مليون دينار
ذكر جمال الحميري أن إجمالي المخصصات وانخفاض القيمة المحمل على بيان الدخل للمجموعة انخفض بمبلغ 19.5 مليون دينار مقارنة بالنصف الأول من 2023، مشيرا إلى أن النهج الحذر الذي يتبعه «بيتك» تجاه المخصصات أسهم في أن رصيد مخصصات الائتمان الحالي يتجاوز الخسائر الائتمانية المتوقعة المطلوبة وفق معيار «IFRS9» (طبقا لمتطلبات بنك الكويت المركزي) بمقدار 544 مليون دينار كما في 30 يونيو 2024.
وفيما يتعلق بصافي الخسائر النقدية، فقد نتج عن تطبيق المعيار المحاسبي IAS-29 على البيانات المالية لـ «بيتك – تركيا» تكبد صافي خسائر نقدية بمقدار 86.8 مليون دينار في الفترة الحالية، بزيادة قدرها 77.6 مليون دينار مقارنة مع النصف الأول من 2023، ويرجع ذلك إلى زيادة التضخم وكذلك استحقاق الكثير من الصكوك المرتبطة بمؤشر أسعار المستهلك.
36.4 مليار دينار إجمالي الموجودات
قال الحميري إن إجمالي الموجودات بلغ 36.4 مليار دينار، وبلغ صافي أرصدة مديني التمويل 19 مليار دينار بانخفاض بنسبة 2.2%، ويرجع ذلك بصفة رئيسية إلى بيع «بيتك البحرين»، بالإضافة إلى أثر تقلب أسعار العملات الأجنبية خلال الفترة. وباستبعاد تأثير هذه العوامل، زادت أرصدة مديني التمويل بنسبة 4.5% في النصف الأول من 2024.
6.1 مليارات دينار رصيد الاستثمارات بأوراق الدين المالية
أشار الحميري إلى أن رصيد الاستثمارات في أوراق الدين المالية بلغ 6.1 مليارات دينار، بالإضافة إلى ذلك، بلغ رصيد الودائع 19.5 مليار دينار للنصف الأول من 2024.
كما بلغت مساهمة ودائع الحسابات الجارية وحسابات التوفير (CASA) في إجمالي ودائع المجموعة 42.8% حتى نهاية النصف الأول من 2024. وبشكل عام، واصلت المجموعة الاستفادة من حجم الودائع ذات التكلفة المنخفضة، وبلغت مساهمة ودائع العملاء في إجمالي التمويل 67.6% مقابل 71.7% في عام 2023.