فنان من طراز خاص استطاع أن يسطّر اسمه بأحرف من نور مع نجوم الساحة الفنية العربية من خلال ما قدّم من أعمال على مدار سنوات كانت بمثابة منارة اهتدى بها كل من يطمح لصياغة عمل كوميدي مختلف يبقى في الأذهان لسنوات. هو النجم السعودي عبد الله السدحان الذي يطلّ في رمضان المقبل للمرة الأولى في الدراما الكويتية من خلال مسلسل «كسرة ظهر». ويبدو أن هذا العام يشهد نشاطاً فنياً كبيراً للسدحان في الكويت حيث شارك قبل أيام في عروض مسرحية «الثمن» التي وثّقت عودته للمسرح عقب غياب ناهز الـ30 عاماً حيث استطاع السدحان أن يخطف الأنظار في هذه التجربة المختلفة. حول نشاطه الفني وقضايا عدة.
كيف ترى ثراء الأنشطة في موسم الرياض؟
ما تشهده المملكة العربية السعودية حالياً نقلة رائعة، وسبق أن تطرقنا لها في أعمالنا الفنية السابقة، جهود جبارة بذلها معالي المستشار تركي آل الشيخ. ويبقى أن موسم الرياض نقلة مهمة وناجح.
كيف ترى واقع الدراما الكويتية حالياً؟
الدراما الكويتية تحقق طفرة ووصلت لمكانة كبيرة والكويت أرض خصبة لتقديم أعمال ومسلسلات، وذلك من خلال التسهيلات الموجودة والشباب من ناحية فريق الإنتاج أو الطاقم الفني، إضافة لوجود شركات إنتاج متميزة، لذلك أنا أراقب بعيني كمنتج وممثل.
البعض فسر تغريدتك على «تويتر» بأن «الإنتاج في المملكة مثل الجمعية التعاونية» بأنه هجوم، ما ردك؟
ربما أساء البعض فهم المغزى من التغريدة. وكنت أقصد بذلك، فريق الإنتاج كثير العدد في أي عمل سعودي، مقارنة بالأعمال في الكويت. وأعني هنا أننا قد نحتاج فقط من 10 إلى 15 شخصاً، ولكن نتفاجأ بأنهم 30 أو 40، علماً بأن كثرة الأشخاص والمشاركين في فريق العمل بموقع التصوير يعطّل العمل أكثر مما يساعد، وقد يكون السبب في ذلك «طاش ما طاش» حيث كانت الطواقم الفنية والإنتاجية بأعداد كبيرة. فأخذنا نفس المسار في الأعمال التي جاءت فيما بعد، ربما لأنه لم يسبق لنا الانتقال إلى دولة أخرى سواء في مصر أو الكويت والتعرف على تجارب الإنتاج هناك. ولكن، عندما جئنا إلى الكويت شاهدنا كيف تدار الحركة الإنتاجية فيه. هذه وجهة نظري، أننا نعمل بأعداد كبيرة تعطّل ولا تخدم العمل. وفي النهاية، تكتشف أن الإنفاق مبالغ به مقارنة بالمردود.
رجل أعمال
لنتوقف عند تجربتك في الدراما الكويتية بمسلسل «كسرة ظهر»؟
العمل تنتجه شركة «كنوز الخليج» للمنتج محمد المعوشرجي ويخرجه البحريني أحمد المقلة، تشارك في بطولته نخبة من الزملاء الذين أعتز بهم منهم: هنادي الكندري ومحمد العجيمي وأحمد العونان وأميرة محمد وشيلاء سبت والعديد من الفنانين. بينما كتب أحداثه عبد الله السعد.
وماذا عن طبيعة الشخصية التي تجسدها؟
أتحرر هذا العام من عباءة الكوميديا في تجربة تعني لي الكثير. وأجسد دور رجل أعمال ناجحاً يمر بنقلات عدة في حياته، إلى أن يحدث له أمر ما يقلب واقعه رأساً على عقب. والدور ذو طابع تراجيدي بحت.
انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لزيارة الفنانة سعاد عبد الله لكم في كواليس المسلسل…
بالفعل، أم طلال من الفنانات الراقيات. وكانت حريصة على زيارتنا في سوق المباركية حيث كانت تصور بعض مشاهدها في المنطقة نفسها ودار بيننا حديث ودّي باسم.
كيف تقيّم تجربتك على صعيد الإنتاج الدرامي؟
هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة العربية السعودية وقفت إلى جانبي ودعمتنا من خلال نظام المنتج المنفذ، ولكننا نعاني مشكلة وهي ضيق الوقت وسلاسة الإنتاج. أن تحلم بالإبداع والصورة الجميلة، ولتحقيق ذلك، يجب أن تستثمر مساحة أكبر من الوقت. والعمل الدرامي إذا ما أتيح تنفيذه في فترة زمنية أطول، كلما أصبح أفضل ويجد الفنان مساحة كبيرة للإبداع.
وماذا عن مسلسل «بدون فلتر»؟
العمل ملك للتلفزيون السعودي وأتطلع لأن يتم تسويقه عبر المحطات الأخرى ليحقق الانتشار خصوصاً وأنه إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة.
هل تعبّر الدراما الخليجية عن مشكلات المجتمع بصورة واقعية؟
من أهم أسباب قبولي مسلسل «كسرة ظهر» أنه نمط مختلف تماماً عما يقدم حالياً من أعمال. وأرى أن المجتمعات الخليجية تزخر بالعديد من القضايا التي تتطلب أن نسلط الضوء عليها غير التي استهلكت في أغلب الأعمال مثل الزواج والطلاق والخلافات، كما أن هناك قضايا أخرى موجودة في المجتمعات ولكنها ليست بالكثرة التي تستدعي أن يتم التطرق لها في عمل درامي كامل.
مقتنيات في المزاد العلني
وماذا في جعبتك من أعمال درامية أخرى؟
لديّ مشروعان دراميان أحدهما باسم «الترائب» للكاتبين عبد الله الحربي والحميدي المطيري. والثاني بعنوان «الديك الأزرق». وللأمانة، لم أقرأ منذ سنوات نصوصاً مثل نصيّ هذين العملين بهذه السلاسة. وهذا ليس تقليلاً من شأن الكتّاب الآخرين.
وهل هناك ثمة رابط بين ما يقدم من أعمال فنية وفئة الشباب؟
دعنا نتفق أن هناك فراغاً بين جيل الشباب ومن يسبقهم أو شرخاً سواء في الحوار أو اللغة أو الكلمات، يجب أن نركز بالدراما على التواصل بين هؤلاء الشباب ليحدث التناغم بينهم وبين أهلهم والمجتمع ككل.
ظهرت في «فيديو» تعرض بعض مقتنياتك للبيع في مزاد على غرار ما حدث في «موسم الرياض» من بيع عود الفنان راشد الماجد بمزاد؟
كانت من باب الدعابة ولكني أصدقك القول لديّ مقتنيات أتحدى أي فنان أن يملك مثلها، لديّ ملابس مثل «البشت» الذي أصور به شخصية «بومساعد» يتجاوز عمره الـ70 عاماً.
عودة للمسرح
لنتوقف عند عودتك للمسرح بعد غياب سنوات من بوابة مسرحية «الثمن» في الكويت؟
تلقيت دعوة للمشاركة في مسرحية «الثمن» من الكاتب المخضرم عبد العزيز السريع والعمل عن نص للكاتب الأميركي آرثر ميلر ومن إخراج يوسف الحشاش وبمشاركة الفنانين نصار كرماني وفاطمة الطباخ وشهاب جوهر، العمل عرض على مسرح الدراما بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وحقق أصداء طيبة. عندما قرأت النص للمرة الأولى وجدت أنه بالفعل يستحق أن أعود بعد هذا التوقف الطويل. أحببت الشخصية المكتوبة وروحها ومضمونها واستفزتني لخوض التجربة، من خلال ملصقات المسرحية. الكثير توقع أنها ملحمة تراجيدية، وإنما حقيقة الأمر أن العمل يطرح قيمة اجتماعية راقية يتخللها قالب كوميدي ذو مستوى عال دون إسفاف أو تهريج. وأنتهز الفرصة لأشكر فريق العمل وأثني على جهود المخرج يوسف الحشاش وجميع من شارك في ظهور المسرحية للنور. والشكر موصول لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
كان لك تصريح أن التهريج تسرب إلى الأعمال الفنية الخليجية.
مع الأسف، التهريج بدأ ينتشر في المسرح والدراما، وما يحدث في الوسط الفني أن الأغلب يسعى لأن يكون خفيف الدم، ما وصل بهم إلى مرحلة الإسفاف والتهريج. والفن أكبر وأرقى من هذا المستوى، أنا لا أقلل من زملائي. ولكن، إذا كان أحد منهم يعاني من هذا العيب، يجب أن يراجع نفسه كنصيحة لهم من أخ أكبر منهم.
السدحان والقصبي
السؤال الذي يطاردك دائماً ويشغل بال جمهورك: متى يعود التعاون بينك وبين الفنان ناصر القصبي؟
لا أضع الخلافات أساساً في رفضي لأي عمل، لأن الخلاف في الرأي يجب ألا يؤثر على المسيرة الفنية لأي فنان، قد أختلف مع أي شخص ولكن لا يعني ذلك ألا نتعاون معاً في عمل واحد.
اليوم، هل أنتما على وفاق أم خلاف؟
ليس بيننا أي خلافات وإذا التقينا في أي مكان نتبادل أطراف الحديث، نحن أكبر من هذه الأمور. لقد وصلنا من العمر والخبرة أن نتجاوز هذه المرحلة.
ماذا عن التعاون المرتقب مع الفنان المصري بيومي فؤاد؟
بالفعل، أستعدّ لتصوير عمل فني بين السعودية ومصر بمشاركة الفنان بيومي فؤاد يحمل الطابع الكوميدي بعنوان «الديك الأزرق» سيتم تصويره خلال الفترة المقبلة، بمشاركة كوكبة من نجوم الكوميديا في السعودية والخليج.
قرار تركي
ما رأيك في دخول ابنك تركي للمجال الفني؟
الأمر متروك له، لا أتدخل في ذلك بالتشجيع أو الاعتراض.
ولكن، هل تضمّه إلى أعمالك الفنية؟
قد أرشح اسمه للمخرج، ويبقى القرار الأخير له لأنه سيد العمل، وأنا على قناعة أن الدراما والفن لا تعترفان بالمجاملات.