“عزاء النساء” يمتد ليصل إلى الأردن ودعوات للإضراب

عمان ـ انتقلت أصوات نساء أردنيات من العالم الافتراضي إلى الواقع، حيث تحولت حملة “عزاء النساء” إلى تظاهرة على الأرض، وتحديداً في الساحة المقابلة لمقر مجلس النواب.

نظمت مجموعات من النسويات والناشطين/ات في العمل الحقوقي، منها منظمة “تقاطعات” و”فيمينست ومن جودن”، وقفة احتجاجية بالتزامن مع الإضراب النسائي العام العابر للحدود، رفعت من خلالها لافتات استذكرت بعبارات قصيرة قصصاً لنساء سقطن ضحايا لجرائم العنف الأسري، ولا شك أن السبب الأبرز للوقفة هو الجرائم المتتالية البشعة التي راحت ضحيتها نساء من مصر والأردن والإمارات.

الداعيات للإضراب: لا نريد أن نكون الضحايا القادمات

المشاركات والمشاركين في الوقفة الاحتجاجية طالبوا السلطات بتطبيق أشد القوانين وأكثرها حزماً بحق مرتكبي جرائم القتل ردعاً للقتلة، قائلين “بتخاف من خدمة العلم؟ جرب يوم في حياة امرأة. الغربة هي إبعاد المرأة عن حقوقها في بلدها”.

وهتفت النساء خلال الوقفة الاحتجاجية “أنا امرأة مجهولة الاسم خنقني زوجي حتى الموت ثم وضع جثتي في برميل وغمرها بالإسمنت”.

كما تأتي هذه الوقفة بالتزامن مع دعوات لإضراب نسائي عام حول الدول العربية تمت الدعوة له من قبل ناشطات حقوقيات ومؤسسات تعنى بحقوق المرأة في العالم العربي، وتشمل فعاليات الإضراب الامتناع عن العمل والوقفات والتظاهرات والحداد وفعاليات أخرى.

أوقفوا قتل النساء… ضحايا كلمة “لا” كن حاضرات

“أوقفوا قتل النساء” كان الوسم الذي تم إطلاقه على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية مع بداية هذه الحملة لتوحيد أصوات النساء حول العالم.

إيمان إرشيد التي أوجعت قلوباً كثيرة على رحيلها، كانت روحها حاضرة في “عزاء النساء” اللواتي تعبن من استمرار العنف ضدهن وضد بنات بلدهن، تلك الطالبة الجامعية التي ذهبت ضحية تعبيرها عن رأيها بكلمة “لا” لشاب أراد الارتباط بها، فكان رده أن يعاقبها داخل حرم جامعتها بست رصاصات غدر حتى الموت.

لم تكن روح إيمان إرشيد وحيدة فكان معها روح نيرة أشرف ترفرف في المكان الذي قتلت ذبحاً على باب جامعتها لذات السبب أي قولها كلمة “لا”، وروح رانيا العبادي وشيماء جمال ولبنى المنصور وروح أكثر من ٤٠ فتاة قتلن بين عامي 2021 ـ 2022.

العنف يلاحق النساء في كل مكان… نسويات ضد العنف

وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية قالت العضوة المؤسسة في التقاطعات والمديرة التنفيذية بنان أبو زين الدين لوكالتنا “الوقفة هي جزء من حراك نسوي عابر للحدود تضامنت من خلاله المجموعات النسوية في الدول العربية، وهي جزء من الإضراب المقام عبر الدول وعلى المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي”.

ودعت كل من يقف ضد سلسلة جرائم القتل الأخيرة الحاصلة المشاركة في ما سمتها بالعاصفة الإلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت وسم “أنا مضربة”، مشيرةً إلى سبع محاولات وجرائم قتل ضد النساء، لافتةً إلى أن العديد منهن تلقين تهديدات بالقتل في كل مكان”.

وطالبت المتظاهرات “بمستقبل دون خوف واعتداء على مساحات النساء الشخصية ولا يحرض ضد النساء والحراك النسوي”.

ليس الجاني في جرائم قتل النساء من أقدم على القتل فقط، إنما التشريعات التي تخفف من عقوبته والمنظومة الاجتماعية التي تمجد أفعاله مع غياب منظومة الحماية ومؤسسات الخدمة الاجتماعية التي توفر الحماية للنساء للتحول قصص نساء إلى أرقام لا تعد ولا تحصى، وخوف النساء في مجتمعاتنا العربية أن تصبح الرقم القادم في عزاء النساء المستمر.

Exit mobile version