إذا كان لديك طفل أو مراهق تعتقد أنه يعاني من الخجل الاجتماعي المبالَغ فيه فلا تتردّد من أخذ موعد لاستشارة المعالج النّفسي. إذ إنّ تجاهل الأمر قد يفاقِم من خجل الطّفل وتوتره وقلقه أمام الآخرين أو في المدرسة. كن متأكدًا وواثقًا أنّ المعالج النّفسي سيضع لطفلك خطّة علاجيّة ستساعده على تجاوُز المشكلة.
علاج الخجل الاجتماعي عند الأطفال
الخجل الاجتماعي عند الطّفل يُعزى لإصابته بالرّهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي، وإنّه قابل للعلاج وبشكلٍ فعّال. إذ يتم علاج الأطفال إما بالعلاج السلوكي وحده أو بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية. وفيما يأتي توضيح لذلك:
-العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعلّم الطّفل مهارات اجتماعية جديدة حتى يشعر بمزيد من الثقة في البيئات الاجتماعية. ويتم توجيه الطّفل من القبل المعالِج النّفسي المُختص نحو التّصرف والسّلوك الصحيح في حال حضر حفلة أو تحدث عبر الهاتف أو طلب المساعدة من أحد، ومن ثمّ تعويده على مواجهة هذه المواقف تدريجيًا باستخدام مهارات جديدة حتّى يعتاد.
-الأدوية: مثل أنواع معينة من مضادات الاكتئاب التي تسمّى (مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية – SSRIs). إذ تؤثر هذه الأدوية على الخلايا العصبية في الدماغ التي تحمل الإشارات المرتبطة بالقلق.
دور الأهل والمدرسة في خُطة العلاج
يحتاج الطّفل الذي يعاني من الخجل الاجتماعي إلى الدّعم من الأهل والمدرسين في المدرسة. وهناك العديد من التوصيات بشأن ذلك، وهذا الأمر يجب أن يكون باتّفاق مسبق بين الأهل والمعلّمين في المدرسة، تابع آتيًا:
-جهز الطفل للمواقف التي تجعله يشعر بالقلق أو الخوف، واشرح له بمشهد تمثيلي في المنزل كيف يتصرّف.
-شجع الطفل على “طريقة التفكير البوليسي”، على سبيل المثال قد يعتقد طفلك أن الجميع سوف يضحكون عليه إذا أجاب على سؤال الأستاذ في الصّف، ولكن يمكنك الالتفاف واستخدام الأسلوب البوليسي وسؤال طفلك: “كيف تعرف أنه سيضحك عليك؟”.
-أخبر الطفل عن الأوقات التي شعرت فيها بالقلق في المواقف الاجتماعية وكيف واجهت مخاوفك. فهذا الأمر سيشعره بالطمأنينة ويبدأ بالفضفضة لك والحديث عمّا يقلقه.
-شجع طفلك دومًا على الانضمام إلى المواقف الاجتماعية (ولكن انتبه لأسلوبك، فلا تجبره وإنّما تحدّث معه بلطف). ولا تشجّعه على تجنّب المواقف الاجتماعية، إذ يُمكن أن تتفاقم المشكلة لديه.
-لا تجبر الطفل على شيء ولا تعاقبه أو تأنبه.
-تجنب التحدث نيابة عن طفلك في المواقف الاجتماعيّة، بل أعطه حق الرّد على الآخرين والحديث بأريحيّة والتّعبير عن رأيه.
-شجّع الطفل واعترف بشجاعته بعد أن يتحدّث على الهاتف مع أحد، أو بعدما يُجاوب أسئلة الأستاذ في المدرسة. وأخبر طفلك أنك فخور بأنه يبذل قصارى جهده ليتحسّن اجتماعيًّا.
-تجنب وصف الطّفل بأنه خجول أمام الآخرين، بل شجّعه على أن يتحدّث وأخبره على سبيل المثال أن يقول وداعًا لصديق التقى به عدة مرات. وأن يقول: مرحبًا لشخص قابله للتو، وشجّعه على التّحدث مع الأطفال الآخرين في المدرسة.