يعد السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، وتعمل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على زيادة الوعي بأعراض السرطان، في محاولة للمساعدة في التعرف المبكر على المرض.
وأوضح الدكتور حسين عبده، المدير السريري والمشرف الصيدلي “Medicine Direct”، أن إحدى العلامات الأقل شهرة في الحلق قد تشير إلى السرطان.
وفي عام 2006، وجدت دراسة إيرلندية صغيرة تعتمد على عينة من 99 مريضا مصابا بسرطان المريء، أن 27% منهم أبلغوا عن نوبات الفواق المستمرة. ومع ذلك، ما يزال سبب تعرض هؤلاء المرضى لهذه الهجمات غير واضح.
وفي وقت الدراسة، أوضح الباحث الرئيسي، توماس والش، أن الفواق كان عرضا لم يتم التعرف عليه سابقا لسرطان المريء ويستدعي مزيدا من التحقيق.
وأشار إلى أن الفواق المستمر – في إشارة إلى النوبات التي تستمر عادة أكثر من 48 ساعة – لم تكن أكثر الأعراض شيوعا التي أبلغ عنها أثناء الدراسة.
وأظهرت النتائج أن 68% من المشاركين أفادوا بفقدان الوزن و82% يعانون من صعوبة في البلع، كما حدد الخمول كأعراض شائعة.
وينجم الفواق عن تشنج مفاجئ في الحجاب الحاجز – العضلة التي تفصل البطن عن الصدر. وبحسب الدكتور عبده، فإنها “مشكلة شائعة تؤثر على الجميع من وقت لآخر.
وعادة ما يكون سببها الأكل أو الشرب بسرعة كبيرة أو الإفراط في تناول الطعام. ومع ذلك، قد تكون هناك علامة على الإصابة بالسرطان إذا توقفت معدتك عن العمل بشكل صحيح ولاحظت أنها منتفخة دون سبب واضح.
وأوضح حسين عبده أنه إذا ضغط الورم على الحجاب الحاجز، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تشنجات. وكررت فرضية والش هذه النظرية في عام 2006.
واقترح أن الفواق في مرضى سرطان المريء يمكن أن يكون مرتبطا بالعصب الحجابي، الذي يتحكم في الحجاب الحاجز.
وأضاف عبده: “إذا كان الشخص يعاني من الفواق المستمر، فعليه التحدث إلى طبيبه. إذا لم يجد الطبيب سببا واضحا له، فيجوز له إحالة المريض لإجراء فحوصات مثل التنظير الداخلي أو تصوير الصدر بالأشعة السينية أو تخطيط القلب أو اختبارات الدم. وخلال هذه الاختبارات يمكن اكتشاف السرطان”.
ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لسرطان المريء، 90% عند علاجه في المرحلة الأولى بعد الاكتشاف المبكر.
وعلى الرغم من أن الفواق قد يشير إلى المرض، إلا أنه يعتبر من الأعراض النادرة نسبيا.
وتقول مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “الفواق مشكلة شائعة نواجهها جميعا من وقت لآخر. ولكن عندما يكون الفواق من أعراض السرطان أو أحد الآثار الجانبية لعلاج السرطان، فيمكن أن يستمر لفترة أطول”.