مع المخاوف من تجدد التصعيد بين إيران وإسرائيل على خلفية القصف الصاروخي الإيراني، تستمر الجبهات بالاشتعال في لبنان وغزة وانضمت إليهما سورية التي أصبحت مسرحا يوميا للقصف الإسرائيلي.
وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لسلسلة واسعة من الغارات الاسرائيلية وصفت بعضها بأنها الأقوى التي تتعرض لها الضاحية حتى الآن.
وأعلنت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية أنها سجلت أكثر من 10 غارات متتالية، من أقوى الغارات على الضاحية .
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين هو المستهدف من الهجوم على ضاحية بيروت، وهو من الاسماء المطروحة لخلافة الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي استهدف بغارات مماثلة في الضاحية.
وقالت قناة “الجزيرة” من جهتها ان الغارات الإسرائيلية على الضاحية استهدفت مباني عدة دمرت بالكامل ونقلت رويترز عن مصادر أمنية أن الضربة الجديدة على ضاحية بيروت أكبر من الضربة التي قتلت نصر الله واستخدمت فيها قنابل خارقة زنة الفي رطل.
وأكد موقع “أكسيوس” نقلا عن مصادر إسرائيلية أن هاشم صفي الدين هدف الهجوم تواجد في أعمق مخبأ تحت الأرض، وان نتيجة الاستهداف لم تتضح فورا.
و نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن 3 مسؤولين إسرائيليين ان الغارات استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين، مع تجدد الغارات لتبلغ نحو 20 والتي دمرت احياء بكاملها حيث شوهدت النيران وألسنة اللهب تندلع في سبع مناطق تقريبا في الضاحية.
بدوره ، وجه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي إنذارا عاجلا إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في أحد المباني التي حددها في خارطة ارفقها بمنشور له على منصة “اكس” والواقع في حي الحدث والمباني المجاورة له. وقال: أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي .
وقبل ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ «حوادث خطيرة وغير عادية» على الحدود مع لبنان، وقالت إن مروحيات إسرائيلية توجهت إلى المنطقة لإجلاء جنود جرحى وقتلى.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن القتال «دار من مسافة صفر وطاقم المسيرات بوحدة الإيغوز هاجم آليات لتعزيز قوات الرضوان». في موازاة ذلك، واصل الطيران استباحة الأراضي اللبنانية قصفا وغارات، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع عدة لاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وأنذر سكان 20 قرية في الجنوب بإخلائها، وقال إنه استهدف «مقر استخبارات» حزب الله في بيروت، وأعلن أنه نشر فرقة ثانية لدعم القوات على الحدود.
في المقابل، قال الحزب إنه أحبط عدة محاولات توغل في عدة مناطق، معلنا استهداف تجمعات للجنود الإسرائيليين في عدة مستوطنات. وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض سقوط أكثر من 40 عامل إسعاف وإطفاء شهيدا بنيران إسرائيلية خلال ثلاثة أيام فقط.
وتسربت أمس في بيروت معلومات عن نية إسرائيلية بقطع الطرق التي تصل الجنوب بالبقاع وصيدا، لفرض حصار على مقاتلي «الحزب» في القرى والبلدات الحدودية.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني أنه رد على «مصادر النيران» الإسرائيلية بعد سقوط جندي ثان أمس.
هذا، وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة ستستأجر «عددا محدودا من الرحلات الجوية» في الأيام المقبلة لإجلاء «مئات الرعايا» من لبنان، فيما أعلنت الحكومة الروسية أنها قامت بإجلاء 60 من أفراد عائلات ديبلوماسييها من لبنان بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على هذا البلد. في غضون ذلك، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن ردا إسرائيليا على الهجوم الصاروخي الإيراني أمس وقال «لا شيء سيحصل».
وفي سورية، تعرضت عدة مواقع في محيط دمشق وعلى الساحل السوري لهجمات إسرائيلية عنيفة، منها مطار حميميم الذي تتخذه روسيا قاعدة عسكرية له. وأفادت تقارير بأن طائرات مسيرة وصواريخ من طائرات حربية إسرائيلية شنت ضربات جوية استهدفت أحد مستودعات الذخيرة بالقرب من مطار حميميم الذي يضم القاعدة الجوية الروسية، مما أدى إلى تدمير المستودع بالكامل وحدوث انفجارات ضخمة.
من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس عن مقتل ماجد ديواني أحد «المستشارين العسكريين» التابعين له في سورية، وذكر أنه أصيب في الهجوم الجوي الإسرائيلي على دمشق قبل أيام.