من كتابة هبة مشاري حمادة، وإخراج علي العلي، وبطولة كوكبة من النجوم الخليجيين والعرب، تدور أحداث الدراما الاجتماعية “دفعة بيروت” على MBC في رمضان. يرصد العمل حياة مجموعة من الطلاب والطالبات العرب الذين يدرسون ويعيشون في بيروت خلال حقبة الستينات من القرن الماضي.
وفي بيوت للطلبة والطالبات، يحمل كل شخص معه أفكاره ومعتقداته وأحلامه إلى العاصمة اللبنانية، وتحديداً شارع الحمرا الذي كان يعج بأهل السياسة والشعراء والأدباء والمثقفين والفنانين. وخلال دراستهم في الجامعة الأميركية في بيروت، تتصاعد الخطوط الدرامية بين الطلاب والطالبات لتتلاقى مصائرهم ويومياتهم وتتقاطع ما بين الدراسة والحب والسياسة والمؤامرات..
الكاتبة هبة مشاري حمادة: العمل جريء ويناقش أفكاراً جدلية
تصف الكاتبة هبة مشاري حمادة “دفعة بيروت” على أنه “عمل جريء ومثير للجدل”، مشيرة إلى أن “أحداثه مباشرة، وأبطاله ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة من الشباب والشابات الذين عاشوا في بيروت خلال فترة الستينات من القرن الماضي، منهم من انتمى إلى تيارات فكرية وسياسية مختلفة من قوميين عرب، وبعثيين، ومناضلين، ونهضويين، وشيوعيين، وإسلاميين وغيرهم. كما نسلّط الضوء على الجدلية العالية بين الدين والليبرالية آنذاك، وقاعات المحاضرات في كلية الحقوق وما يحدث فيها من نقاشات محتدمة بين طلبة مليئين بالشغف للأفكار المتعلقة بالنهضة والحضارة، وآخرين منغلقين تحكمهم ثوابت معينة.. مروراً بقاعة كلية الطب التي تشهد دخول المرأة الخليجية مُعترك الدراسة الجامعية في بلدٍ غريب عنها، والتابوهات التي كانت تحكم ذلك الزمن”. وتضيف حمادة: “أحد أبرز أسباب القوة في هذه الدراما أنها تجمع بين عناصر سعودية، بحرينية، تونسية، فلسطينية، لبنانية، عراقية، كويتية وجنسيات عربية أخرى، إضافة إلى الحبكة الدرامية القائمة على الاحتكاك في ما بين الطلاب والطالبات، في خضمّ اندماج هؤلاء جميعاً في البيئة الحاضنة لهم وهي الجغرافية اللبنانية”. وحول قصص الحب وجدليات السياسة التي يقدمها العمل، تقول حمادة: “لدينا قصة حب افتراضية بين شابة كويتية وشاب عراقي، نبيّن تبعاتها وتراكماتها وأفقها التاريخي وإسقاطاتها على الواقع اليوم، إضافة إلى الحركات الإسلامية المتشددة وطريقة تفكيرهم وحضورهم السياسي في ذلك الوقت، ومحاولة تجنيدهم لمجموعة من الطلاب والطالبات واستخدام أدوات دينية خارح إطار الجامعة، كإمام المسجد، والجريدة”.
تؤكد حمادة أن “كثرة الشخصيات قد تكون متعبة للكاتب تحديداً، لكن النتائج في معظم الأحيان تكون أجمل”، وتضرب أمثلة على ذلك: “سنتوقف عند موضوع الحرب النفسية وظهورها وكيفية تطور مفهوم الحرب الأهلية، إلى جانب طرحنا لمجموعة من قصص الحب، إحداها بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، وحب آخر يجمع بين شاب سوري وشابة خليجية، وأخرى والدتها راقصة تحب شاب سعودي، وعلاقة الأخيرة بأختها غير الشقيقة كويتية الأم. كل ذلك إلى جانب انتقادنا لمفاهيم كانت ومازالت حاضرة في مجتمعاتنا كالعنصرية والطبقية والتمييز العرقي الذي نوقِش كثيراً في الأعمال الأجنبية وكان مسكوتاً عنه في أعمالنا العربية. كما لدينا حضور في العمل للشعراء الراحلين على غرار محمود دروش ونزار قباني، وأدباء وشعراء ذلك الزمن”. وختمت حمادة: “التعايش هي الفكرة الرئيسية في العمل، فالآخر هو شريك في الأرض واللغة والهواء والماء والمحتوى الثقافي”.
المخرج علي العلي: لطالما كان الفنان الخليجي قادراً على تقديم مادة درامية مميزة
يوضح المخرج علي العلي: “هذه التجربة الثانية لي مع الكاتبة هبة حمادة بعد “دفعة القاهرة”، وعملنا اليوم مختلف تماماً عن سابقه”. ويضيف العلي: “لطالما كان الفنان الخليجي قادراً على تقديم مادة دراميّة مميّزة لجهة نوعية العمل، والنص والكتابة والإنتاج والإخراج والتمثيل، ويأتي هذا العمل ليشكل إضافة إلى الأعمال الخليجية والعربية المشتركة.” وحول الصعوبات التي واجهها من الناحية الإخراجية أثناء تقديم تلك الحقبة الزمنية، يقول العلي: “سيتفاجأ الجمهور من كيفية تقديمنا للعمل بهذه الجودة، علماً أن معظم الديكورات صنعناها بأنفسنا، إذ ما من استديوهات مجهزة لتصوير عمل درامي يتناول تلك الحقبة الزمنية”.
ويختم العلي: “برأيي، دفعة بيروت هو أحد أضخم الإنتاجات الدرامية، وقد استمتعنا بتصويره رغم الظروف الاستثنائية التي مررنا بها خلال التصوير، والتي حتّمت علينا التأجيل مراراً وتكراراً، وهو ما وضعنا أمام تحدٍّ حقيقي ومزدوج”.
شخصيات العمل تدور في فلك العلاقات المتشابكة والقصص المعقدة
– بدايةً يتوقف مهند الحمدي عند ما يسميه: “تحدي تقديمي شخصية الشاب السعودي ضمن حقبة الستينيات في بيروت”، يتكتم مهند عن تفاصيل الدور الذي يتمحور حول شاب يوضع في موقف صعب عندما يُضطر للارتباط بشقيقة الفتاة التي يحبها.
– تشرح نور الغندور من جانبها الشخصية التي تقدمها: “ألعب دور شابة والدها كويتي وأمها مصرية، وقد أعطاني استخدام اللهجة المصرية ثقة وجرأة في الأداء”، مؤكدة أن “قصة الحب بين جميلة ومنصور ستكون مؤثرة ومختلفة عن كل التوقعات، بسبب خطوط درامية ترتبط بشخصيات موازية”.
– يقدم حمد أشكناني شخصية جدلية لشاب يدعى مبارك، ينتمي إلى عائلة ثرية، فضلاً عن كونه عبقري في الدراسة. يعتبر أشكناني أن: “مبارك، شخصية لها خصوصيتها، فهو يملك مكانة اجتماعية مرموقة، فضلاً عن كونه عبقري في الرياضيات ومصاب بالتوحد، لذا يرى العلاقات الاجتماعية كمسائل رياضية، الأمر الذي يجعل منه شخصية معقّدة لكنها مؤثرة اجتماعياً بمن حوله”.
– تختار فاطمة الصفي كعادتها شخصيات مركّبة، وتوضح: “ألعب دور شاهة، الشابة الكويتية التي تقع في حب شاب عراقي لطيف ودمث الأخلاق هو عبد الكريم” وتضيف الصفي: “أطلّ في خط شائك، لامرأة ترفض الارتباط بسبب أحداث أليمة مرّت في حياتها، وخلقت لديها نفوراً من الجنس الآخر وعدم ثقة بالرجال عموماً”.
– من جانبه يشرح ذو الفقار خضر الجانب الآخر من قصة الحب تلك: “أقدم شخصية الشاب العراقي عبد الكريم، وهو قيادي لمجموعات حزبية في الستينيات، خلال مرحلة غليان سياسية، وفترة تكوين ايديولوجيّات المنطقة العربية”.
– تنضم بدورها روان مهدي إلى هذا الخط الدرامي في شخصية ناعسة التي تصفها: “هي شابة تؤمن بفكرة القومية العربية وأمنيتها أن تتحقق هذه الوحدة في يوم من الأيام، وهي تشغل منصب أمين سر قائمة القوميين العرب في الجامعة الأميركية في بيروت، لكنها على الصعيد الإنساني تخشى أن تُظهر أحاسيسها لأيّ كان، وفي الوقت نفسه فهي عملية ومجتهدة”.
– أما علي كاكولي فيطلّ بدور شاب ينتمي إلى حزب إسلامي يحمل أفكاراً متطرفة، ويحاول أن يتذاكى على الجميع فارضاً قيوده على الآخر”. يؤكد كاكولي أن “شخصية ابراهيم التي أقدمها مليئة بالتقلّبات وثمة تصاعد درامي كبير ستشهده تلك الشخصية بطريقة خطيرة، وأعتقد أن المشاهد سيتفاجأ من كيفية تعامل ابراهيم مع الآخرين وطبيعة أفكاره المتشدّدة.. لكن يبقى السؤال، هل سينجح هذا الشاب في التعايش مع الآخر أم لا؟”
– يوضح خالد الشاعر أنه يقدم شخصية شاب بحريني يدعى عيسى، يدرس الحقوق في الجامعة الأميركية في بيروت وهو شاب حسّاس وقاسٍ في وقت واحد، لافتاً إلى أن “عيسى شخصية متناقضة لحد كبير، فمن جانب نراه يحمل التزاماً كبيراً بالدراسة، ومن جهة نراه مستهتراً على صعيد الحياة الاجتماعية والشخصية.”
– بدورها تقدم نور الشيخ شخصية لطيفة، التي تصفها بقولها: “هي شابة بحرينية الجنسية تأتي إلى بيروت بهدف متابعة قضية ابنة عمها التي توفيت ضمن ظروف غامضة، وستحاول بشتى الوسائل أن تكتشف الألغاز المحيطة بالقضية”.
– أخيراً وليس آخراً، يقول كارلوس عازار: “ألعب دور مازن، وهو شاب لبناني متزوج من امرأة كويتية ويعيش على حساب والدها، ولديه فكر متحجّر يدفعه إلى منع زوجته من الخروج من المنزل، فيما يعطي لنفسه الحق بالخروج والتعرف على نساء أخريات”.
يُعرض “دفعة بيروت” على MBC في رمضان.
المصدر: بتجرد