حالة من القلق والترقب، يشهدها العالم، إثر إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، انهيار اتفاق “فض الاشتباك” مع سوريا بشأن الجولان، وهو الاتفاق الذى أبرم سنة 1974، والجولان تمتد على مساحة نحو 800 كيلو متر مربع، وهي موطن لنحو 20 ألف من الطائفة الدرزية ونحو 25 ألف إسرائيلي منتشرين في أكثر من 30 مستوطنة.
واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967 ثم ضمتها لاحقا في خطوة لم تعترف بها غالبية المجتمع الدولي.
واتفاقية فك الاشتباك أبرمت في 31 مايو 1974 بين سوريا وإسرائيل بجنيف، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق، بغرض الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة، وأنشأ الاتفاق منطقة عازلة، فضلا عن منطقتين متساويتين من القوات والأسلحة المحدودة للطرفين على جانبي المنطقة.
وتتولى المنطقة العازلة بعثة لحفظ السلام مفوضة بمراقبة الاتفاق الذي جاء بعد أشهر من القتال في حرب شنتها القوات المصرية والسورية على إسرائيل في أكتوبر 1973.
وأمر نتنياهو جنود جيش الاحتلال، بالانتشار على المنطقة العازلة الموجود عليها قوة الأمم المتحدة، الأمر الذى أثار تكهنات بشأن الهدف من هذه الخطوة، وقانونيتها في ضوء الوضع الراهن في سوريا .
وبرر نتنياهو، قراره بتصريحات قال فيها: في ضوء الأحداث في سوريا وبناء على تقييم الوضع وإمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة الفاصلة العازلة، نشر جيش الدفاع قوات في المنطقة الفاصلة العازلة، وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يخلق فرصًا جديدة ومهمة جدًا لدولة إسرائيل. لكنها أيضا لا تخلو من المخاطر.
وأضاف نتنياهو: نعمل أولا وقبل كل شيء لحماية حدودنا، وقد تمت السيطرة على هذه المنطقة منذ ما يقرب من 50 عامًا من خلال المنطقة العازلة التي تم الاتفاق عليها عام 1974، وهي اتفاقية فصل القوات (فك الاشتباك)”.
وبرر رئيس وزراء الاحتلال انتهاكه للاتفاقية، قائلًا: انهار هذا الاتفاق وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم، وبالتعاون مع وزير الدفاع، وبدعم كامل من الكابينيت، أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها، ولن نسمح لأي قوة معادية بأن تستقر على حدودنا.