لمواجهة موجات الحر المتزايدة بوتيرتها وقوتها ومدتها باتت المدن أمام تحدي إدخال تغييرات في العمق بأسلوب تنميتها الحضرية، ما يستلزم اعتماد ألوان جديدة للمباني، وفق مهندسين معماريين ومسؤولين محليين فرنسيين.
المواد الداكنة والرمادية والسوداء هي أولى المواد التي ينبغي الاستغناء عنها بسبب قدرتها الكبيرة على حبس الحرارة. وهذه الألوان موجودة خصوصا على الطرق.
وبحسب “الفرنسية”، توضح كريستين لوكونت رئيسة المجلس الوطني للمهندسين المعماريين في فرنسا “لقد بنينا مدننا كثيرا من أجل السيارات. اليوم نستخدم كثيرا من الأسفلت والبيتومين اللذين يلتقطان الحرارة ويعملان كمصادر إشعاع حضرية”.
وتقول: إن الفرق في درجات الحرارة بين وسط المدن وخارجها يمكن أن يصل إلى ست درجات خلال النهار و12 درجة في الليل، “لأن هذه المواد السوداء تشع لفترة طويلة جدا”.
كما أن تقليص المساحة المعطاة للسيارات في المدن يتيح جعل الشوارع أضيق وبالتالي حمايتها أكثر من أشعة الشمس.
وبعض مواقف السيارات الكبيرة، المصطنعة بالكامل وبالتالي شديدة الحرارة، باتت على سبيل المثال في مرمى البلديات التي تدرس إمكان تقليل البيتومين فيها وإضافة الغطاء النباتي.
وهذا العمل يقام أيضا في ملاعب المدارس المسماة “واحات” كما في باريس حيث يستعاض عن البيتومين بالأرض الترابية، أو في حال تعذر ذلك يعاد طلاؤها بألوان فاتحة أكثر.
وتقول كريستين لوكونت “علينا أن نعمل على أنواع أخرى من المواد ذات كتلة حرارية وتكون لها القدرة على حبس هذه الحرارة لوقت أقل، على سبيل المثال الخرسانة الخفيفة على أجزاء معينة من الطرق أو في الساحات”.
وعندما تتعذر إزالة البيتومين يمكن استخدام مواد أخف تعكس مزيدا من الضوء والحرارة “ما يعرف بالوضاءة أو البياض”.
في باريس أيضا، أعيد طلاء أسطح صالة للألعاب الرياضية ومركب معرضين بشدة للشمس، بطلاء أبيض خاص يعكس الإشعاع.
وتعد الرافعة الرئيسة لإنعاش أي مدينة تكمن في التخضير، من خلال غرس الأشجار التي توفر الظل والنضارة.