الجيلاتين gelatin مشتق من الكلمة اللاتينية gelatus وهي تعني متجمداً أو متيبساً، وهو منتج بروتيني مشتق من الكولاجين له فوائد صحية مهمة بسبب تركيبته الفريدة من الأحماض الأمينية.
الكولاجين هو أكثر البروتينات الموجودة في البشر والحيوانات، ويوجد في كل مكان تقريباً في الجسم، ولكنه أكثر وفرة في الجلد والعظام والأوتار والأربطة، ويوفر قوة وبنية للأنسجة، وعلى سبيل المثال، يزيد الكولاجين من مرونة الجلد وقوة الأوتار، ومع ذلك، من الصعب تناول الكولاجين لأنه يوجد بشكل عام في أجزاء غير مستساغة من الحيوانات، ولحسن الحظ، يمكن استخراج الكولاجين من هذه الأجزاء عن طريق غليها في الماء، والجيلاتين المستخرج خلال هذه العملية عديم النكهة واللون، يذوب في الماء الدافئ، ويأخذ نسيجاً يشبه الهلام عندما يبرد، وفي بعض الأحيان، تتم معالجة الجيلاتين بشكل أكبر لإنتاج مادة تسمى هيدروزيدات الكولاجين، والتي تحتوي على نفس الأحماض الأمينية مثل الجيلاتين ولها نفس الفوائد الصحية.
مع ذلك، يذوب في الماء البارد ولا يشكل هلاماً، وهذا يعني أنه قد يكون أكثر استساغة كمكمل لبعض الناس.
استخدامات الجيلاتين المختلفة
يدخل الجيلاتين في تصنيع العديد من الأغذية بسبب صفاته الوظيفية، فعلى سبيل المثال، فإن الجيلاتين يدخل في صناعة الألبان كعامل مجلتن وبصناعة الآيس كريم كمادة مثبتة، كذلك فإن الجيلاتين يدخل في صناعة الأجبان، إضافة لاستخدامه في صناعة الحلويات المختلفة وصناعة الشوكولاته، كما يدخل في صناعة أنواع اللبان المختلفة لإعطاء الليونة للمنتج، ويدخل أيضاً في إنتاج زبدة المارجرين كمادة مستحلِبة بسبب قابلية الجيلاتين العالية للارتباط بالماء، كما أن الجيلاتين يدخل في صناعة السكاكر ومنتجات اللحوم وفي صناعة العصائر، ولا تقتصر أهمية إضافة الجيلاتين على صفاته الوظيفية، بل إن الجيلاتين يضاف للمنتج الغذائي كمصدر بروتيني، كما هو الحال في المشروبات الرياضية إضافة لاستخداماته المتعددة على سبيل المثال في صناعة السلامي أو السجق، حيث يستخدم الجيلاتين كطبقة خارجية لحماية المنتج من الجفاف إضافة إلى حمايته من الأكسدة.
الفوائد الصحية المحتملة من الجيلاتين
الجيلاتين غني بالبروتين، ويتكون من مجموعة مميزة من الأحماض الأمينية تمنحه العديد من الفوائد الصحية المحتملة:
- الجيلاتين قد يحسن صحة المفاصل والعظام
قد يقلل الكولاجين في الجيلاتين من آلام المفاصل المرتبطة بالالتهاب، وفي إحدى الدراسات، تم إعطاء 80 شخصاً مصاباً بهشاشة العظام مكملات جيلاتينية لمدة 70 يوماً، وشهد هؤلاء الأشخاص انخفاضاً كبيراً في الألم وتيبس المفاصل.
في دراسة أخرى، تم إعطاء 97 رياضياً مكمل الجيلاتين لمدة 24 أسبوعاً، وشهد هؤلاء انخفاضاً كبيراً في آلام المفاصل، سواء أثناء الراحة أو أثناء النشاط.
- الجيلاتين قد يحسن مظهر الجلد والشعر
يعطي الكولاجين البشرة مظهرها الصحي والشبابي، وقد يكون الجيلاتين طريقة طبيعية لتعزيز الكولاجين وتحسين مظهر البشرة. ووجدت دراسة أجريت عام 2016 أن استهلاك الكولاجين يحسن رطوبة الوجه ويقلل من التجاعيد، وفى إحدى الدراسات تناول النساء حوالي 10 غم من الكولاجين وهو المكون الرئيسي للجيلاتين، وشهدت النساء زيادة بنسبة 28% في رطوبة الجلد بعد ثمانية أسابيع من تناول الكولاجين.
كما تظهر الأبحاث أن تناول الجيلاتين يمكن أن يحسن أيضاً سمك ونمو الشعر، وفى إحدى الدراسات تم إعطاء مكملات الجيلاتين لمدة 50 أسبوعا لـ 24 شخصا يعانون من تساقط الشعر، وزادت أعداد الشعر بنسبة 29%، وفى دراسة أخرى تم إعطاء المشاركين 14 غم من الجيلاتين يومياً، وشهد أولئك زيادة متوسطة في سمك الشعر بنحو 11%.
- الجيلاتين قد يحسن وظيفة الدماغ والصحة العقلية
الجيلاتين غني جداً بالغلايسين، والذي يرتبط بوظيفة الدماغ، ووجدت إحدى الدراسات أن تناول الغلايسين أدى إلى تحسن كبير في الذاكرة.
على الرغم من أنه من غير الواضح تماماً أسباب الفصام، إلا أن الباحثين يعتقدون أن اختلالات الأحماض الأمينية قد تلعب دوراً، والغلايسين هو أحد الأحماض الأمينية التي تمت دراستها لدى الأشخاص المصابين بالفصام، وقد ثبت أن مكملات الغلايسين تقلل من بعض الأعراض، وقد وجد أيضاً أنه يقلل من أعراض اضطراب الوسواس القهري.
- الجيلاتين قد يساعد على فقدان الوزن
قد يساعد الجيلاتين في تعزيز فقدان الوزن بسبب مستويات البروتين المرتفعة ومحتوى السعرات الحرارية المنخفض؛ إذ يساعد البروتين الأشخاص على الشعور بالشبع، مما يجعلهم أقل عرضة للإفراط في تناول الطعام.
في إحدى الدراسات تم إعطاء المشاركين إما الجيلاتين وإما الكازين، وهو بروتين موجود في الحليب، باعتباره البروتين الوحيد في نظامهم الغذائي لمدة 36 ساعة، ووجد الباحثون أن الجيلاتين يقلل من الجوع 44% أكثر من الكازين.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض مصادر الجيلاتين، مثل الحلوى على نسبة عالية من السكر، لذا يجب على الناس اختيار مصادر الجيلاتين الصحية منخفضة السكر حيثما أمكن ذلك.
- الجيلاتين قد يساعد على النوم
وجدت إحدى الدراسات أن تناول 3 غم من الغلايسين قبل النوم أدى إلى تحسن كبير في نوعية النوم لدى الأفراد الذين يعانون من صعوبة في النوم، وساعد أخذ الغلايسين قبل النوم المشاركين على النوم بشكل أسرع، والحفاظ على نوم أعمق والاستيقاظ مرات أقل طوال الليل.
وجدت هذه الدراسة أيضاً أن الغلايسين يقلل من النعاس أثناء النهار، ويحسن الوظيفة العقلية والذاكرة.
حوالي 1-2 ملاعق كبيرة (7-14 غرام) من الجيلاتين سيوفر 3 غرام من الغلايسين.
الجيلاتين يمكن أن يساعد في مرض السكري من النوع 2
يمكن أن تكون قدرة الجيلاتين على المساعدة في إنقاص الوزن مفيدة لأولئك المصابين بداء السكري من النوع 2، حيث تعد السمنة أحد عوامل الخطر الرئيسية، وعلاوة على ذلك، وجدت الأبحاث أن تناول الجيلاتين قد يساعد أيضا الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 على التحكم في نسبة السكر في الدم.
في إحدى الدراسات، تم إعطاء 74 شخصا مصابا بداء السكري من النوع الثاني 5 غم من الغلايسين كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، وشهدت الدراسة انخفاضاً في الجلوكوز التراكمي HbA1C وهو مقياس لمتوسط مستويات السكر في الدم لدى الشخص بمرور الوقت، لذا فإن القراءات الأقل تعني التحكم في نسبة السكر في الدم بشكل أفضل، ومع ذلك، فإن بعض المنتجات التي تحتوي على الجيلاتين، مثل الحلوى، تحتوي على نسبة عالية من السكر، وهذه ليست مصدراً مناسباً للجيلاتين للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
- الجيلاتين قد يحسن صحة الأمعاء
قد يلعب الجيلاتين أيضًا دورًا في صحة الأمعاء، ويحتوي الجيلاتين على حمض الجلوتاميك، وهي مادة قد تساعد في تعزيز بطانة المخاطية في المعدة، وقد يساعد ذلك في عملية الهضم، وقد يساعد أيضا على الهضم عن طريق تحفيز إنتاج عصائر المعدة، ويرتبط الجيلاتين أيضا بالماء، مما قد يساعد الطعام على الحركة عبر الجهاز الهضمي.
- الجيلاتين يمكن أن يقلل من تلف الكبد
حققت العديد من الدراسات في التأثير الوقائي للغلايسين على الكبد، وقد ثبت أن الغلايسين، وهو أكثر الأحماض الأمينية وفرة في الجيلاتين، يساعد الفئران المصابة بتلف الكبد المرتبط بالكحول، وفي إحدى الدراسات، كان لدى الحيوانات التي أعطيت الغلايسين انخفاض في تلف الكبد.
- الجيلاتين قد يبطئ نمو السرطان
تشير الدراسات المبكرة على الحيوانات والخلايا البشرية الى أن الجيلاتين قد يبطئ نمو بعض أنواع السرطان، وفي دراسة أجريت على خلايا سرطان الإنسان في أنابيب الاختبار، قلل الجيلاتين من نمو خلايا سرطان المعدة، وسرطان القولون، وسرطان الدم، ووجدت دراسة أخرى أن الجيلاتين قد يطيل من عمر الفئران المصابة بالأورام السرطانية.
علاوة على ذلك، وجدت دراسة أجريت على الفئران الحية أن حجم الورم كان أقل بنسبة 50-75% في الحيوانات التي تمت تغذيتها بنظام غذائي عالي الغلايسين، ومع ذلك، يجب البحث في هذا كثيراً قبل تقديم أي توصيات.
أضرار استخدام الجيلاتين
هناك بعض القلق بشأن سلامة الجيلاتين لأنه يأتي من مصادر حيوانية، فمن المحتمل أن يؤدي تلوث منتجات الجيلاتين بأنسجة حيوانية مرضية إلى انتقال مرض جنون البقر، وهذا من الحالات النادرة.
قد يكون لبعض الناس رد فعل تحسسي من تناول الجيلاتين.
آخر تعديل بتاريخ 9 أغسطس 2020