فازت الناشطة الإيرانية المسجونة المدافعة عن حقوق المرأة، نرجس محمدي، اليوم الجمعة، بجائزة نوبل للسلام لعام 2023.
وقالت اللجنة التي تمنح الجوائز: “لجنة نوبل النرويجية قررت منح جائزة نوبل للسلام لعام 2023 لنرجس محمدي، تكريماً لنضالها ضد قمع النساء في إيران، ومحاربتها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع”.
جائزة مستحقة
ورددت رئيسة لجنة نوبل النرويجية بيريت ريس أندرسن، في بداية حديثها كلمات “نساء.. حياة.. حرية” بالفارسية، وهي من بين شعارات الاحتجاجات السلمية التي خرجت ضد الحكومة الإيرانية، وأشادت بمحمدي ووصفتها بأنها “مقاتلة في سبيل الحرية”.
وقالت إنه “عندما اندلعت الاحتجاجات من أجل حصول المرأة على المساواة في إيران العام الماضي، أعربت محمدي عن دعمها للمتظاهرات من السجن”. وذكرت أن “محمدي امرأة، ومدافعة عن حقوق الإنسان ومحاربة من أجل الحرية”، وأضافت ريس- أندرسن أن “الجائزة تقدر أيضاً مئات الآلاف من الأشخاص الذين تظاهروا ضد النظام الإيراني”.
وأعربت لجنة نوبل النروجية، عن أملها في أن تطلق إيران سراح الحائزة على الجائزة السجينة نرجس محمدي، حتى تتمكن من حضور حفل توزيع الجائزة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وأوضحت بيريت ريس أندرسن، في مؤتمر صحافي بعد الإعلان عن فوز محمدي “إذا أرادت السلطات الإيرانية اتخاذ القرار الصحيح، فستطلق سراحها. يمكنها حينئذ الحضور لتلقي هذا التكريم، وهو ما نأمله في المقام الأول”.
إشادة وفخر
وبدورها، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن “منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي، يسلط الضوء على شجاعة وتصميم المرأة الإيرانية”.
وأضافت المتحدثة باسم المفوضية إليزابيث ثروسيل “لقد رأينا شجاعتهن وتصميمهن على مواجهة الأعمال الانتقامية والترهيب والعنف والاعتقال”.
وأوضحت “لقد تعرضن للمضايقة بسبب ما يمكنهن ارتداؤه وما لا يمكنهم ارتداؤه. هناك إجراءات قانونية واجتماعية واقتصادية صارمة بشكل متزايد ضدهن. هذا حقاً أمر يسلط الضوء على شجاعة وتصميم النساء في إيران، وكيف أنهن أصبحن مصدر إلهام للعالم”.
ومن جهتها، قالت عائلة نرجس محمدي في رسالة خطية إن “منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية المسجونة، يمثل لحظة تاريخية ومهمة للنضال من أجل الحرية في إيران”. وأضافت “إننا نهدي هذه الجائزة لجميع الإيرانيين، وخاصة للنساء والفتيات الإيرانيات اللاتي ألهمن العالم أجمع بشجاعتهن وكفاحهن من أجل الحرية والمساواة”.
من هي نرجس؟
وتعد نرجس محمدي من أبرز ناشطات حقوق الإنسان الإيرانيات، وتدافع عن حقوق النساء وتدعو أيضاً إلى إلغاء عقوبة الإعدام. كما أنها نائبة رئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية تترأسها شيرين عبادي التي فازت هي الأخرى بجائزة نوبل للسلام في 2003.
وتعتبر محمدي المرأة الـ 19 التي تفوز بالجائزة التي تمنح منذ 122 عاماً، والأولى منذ فوز الفلبينية ماريا ريسا بالجائزة في 2021، بالمشاركة مع الروسي دميتري موراتوف.
وتقضي الآن أحكاماً متعددة في سجن إيفين في طهران، ومجمل العقوبات يصل إلى 12 عاماً تقريباً، وذلك وفقاً لمنظمة (فرانت لاين ديفندرز) المعنية بالدفاع عن الحقوق. وهي واحدة من الفترات العديدة التي احتُجزت فيها خلف القضبان، وتشمل الاتهامات نشر دعاية ضد الدولة.
ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام، وقيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون دولار) في أوسلو في 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو تاريخ يتزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل الذي أسس للجائزة في وصيته عام 1895.