أعلنت فيس بوك أنها شكّلت فريقاً يتولى العمل على إنشاء ما يسمى الـ”ميتافيرس” أو “الكون الماورائي”، حيث يمتزج فيه العالمان الحقيقي والافتراضي إلى حد الاندماج، وهي رؤية نابعة من الخيال العلمي قائمة في مجال ألعاب الفيديو.
واعتبر مؤسس فيس بوك مارك زاكربرغ أن الـ”ميتافيرس” يمثّل مستقبل هذه الشبكة الاجتماعية.
وقال في مقابلة مع موقع “ذي فيرج” الأسبوع الفائت: “آمل أن ينظر الناس إلينا في غضون خمس سنوات كشركة ميتافيرس قبل كل شيء”.
وسيتولى هذه المهمة قسم الواقع الافتراضي والواقع المعزز “فيس بوك رياليتي لابس” الذي يديره أندرو بوسوورث، وهو الوحدة المسؤولة راهناً عن خوذ “أوكولوس” المستخدمة خصوصاً لأغراض ترفيهية…حتى الآن.
واستعانت “فيس بوك” بأشخاص يعملون في تطبيق “إنستغرام” وفي قسم ألعاب الفيديو “فيس بوك غيمينغ” وفي “أوكولوس”.
وقال زوكربيرغ إن الميزة الرئيسية لـ”ميتافيرس” ستتمثل في الوجود- الشعور بالوجود فعلاً مع الناس، مشيراً إلى أن فيس بوك رياليتي لابس تعمل منذ سنوات على ابتكار منتجات توفر حضوراً في مساحات رقمية مختلفة.
أصل مفهوم “ميتافيرس”
والـ”ميتافيرس” مفهوم طوره نيل ستيفنسون في رواية الخيال العلمي “الساموراي الاقتراضي” عام 1992، وهو عبارة عن فضاء إلكتروني موازٍ للواقع المادي، يستطيع المستخدمون التلاقي فيه بهدف التفاعل أو المناقشة أو حتى الترفيه، ويتخذون لذلك شكل صور رمزية تمثلهم، أو ما يعرف بالـ”أفاتار”.
وأقامت بعض ألعاب الفيديو “أكواناً ماورائية” محدودة الحجم للاعبيها، ومنها منصة “روبلوكس” التي تضم عدداً كبيراً من الألعاب التي يبتكرها الصغار والمراهقون، ولعبة “فورتنايت” التي يبلغ عدد مستخدميها 350 مليوناً.
فعلى سبيل المثال، أقيمت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي سلسلة من خمس حفلات موسيقية افتراضية ظهر خلالها مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت عبر “فورتنايت” على شكل صورة رمزية، وتابعها أكثر من 12 مليون مستخدم.
“ميتافيرس”.. خليفة الإنترنت
وشرح زاكربرغ أن الشاشات والصور المجسمة وخوذات الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز يُفترض أن تتيح تدريجاً “تحركات” من الأكوان الافتراضية إلى الأماكن الفعلية، أشبه بـ”النقل مِن بُعد”.
واعتبر زوكربيرغ في حديثه إلى “ذي فيرج” أن الـ”ميتافيرس” بمثابة “خليفة” استخدام الإنترنت بواسطة الأجهزة المحمولة.