بينما تمر الذكرى ال60 لتأسيس شركة النقل العام الكويتية غدا الثلاثاء فإن العقود الستة الماضية تحفل بحكايات وذكريات لا تنسى للكثيرين من المواطنين والمقيمين عن حافلات الشركة التي تجوب طرقات البلاد الرئيسية منذ عام 1962 دون توقف.
وطوال تلك السنوات تقدم الشركة خدمة النقل العام للوصول إلى المراكز الرئيسية في البلاد بأسعار رمزية كانت محط استخدام للكثير من المواطنين والمقيمين تركت في ذاكرة ووجدان الكويتيين صفحات باقية بكل صورها ولحظاتها ورحلاتها.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر فإن أشهر أغنية ظهر بها الفنان الكويتي عبدالله الرويشد ضمن أول عمل غنائي له كانت في إحدى حافلات الشركة التي تغنى فيها بأغنيته الشهيرة (بشارع الجهرا صادفوني) مع فرقته الغنائية (رباعي الكويت) في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
وأسست شركة النقل العام بمسماها القديم (شركة المواصلات الكويتية) استجابة لمواكبة تطورات النهضة العمرانية المتسارعة التي شهدتها البلاد في مرحلة ما بعد الاستقلال ولزيادة أعداد العمالة والفنيين من مختلف الدول الذين احتاجوا وسائل نقل عامة لنقلهم إلى مراكز أعمالهم.
وجاء تأسيس الشركة بمبادرة مجموعة من رجال الأعمال وبملكية مشتركة مع القطاع الحكومي استشعارا بضرورة تقديم خدمات النقل العام لتلك الفئة من العاملين وبنفس الوقت خدمة النقل العام للمواطنين مع محدودية السيارات الخاصة في تلك الفترة.
وبدأ التشغيل الفعلي لخطوط الشركة عام 1965 مع وصول أول دفعة من الحافلات التي بلغ عددها نحو 280 حافلة متزايدة خلال السنوات المتتابعة مع زيادة حجم الطلب على خدماتها ليصل حجم أسطولها الحالي بحدود ألف حافلة من مختلفة الأحجام.
واستمرت الملكية المشتركة إلى نهاية فترة السبعينيات من القرن الماضي ثم تحولت ملكيتها بالكامل للقطاع الحكومي لتصبح شركة حكومية كاملة ليتحول اسمها إلى شركة النقل العام عام 1985.
وتتميز الحافلات الحالية بمواصفات حديثة من أجهزة تكييف وواقيات أشعة الشمس وكاميرات داخلية وأخرى خارجية للأمن والسلامة مع تخصيص أماكن منفصلة للسيدات إضافة إلى تخصيص مقاعد ملائمة ومخارج ومداخل لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتطورت خدمات الشركة وتنوعت لتشمل خدمات تأجير الحافلات بمختلف الأحجام للرحلات داخل الكويت وخارجها وخدمات العمرة مع السكن وتأشيرة الدخول لمكة والمدينة إضافة إلى خدمات سحب المركبات على مدار اليوم بأسعار تنافسية وتخصيص حافلات لبعض المراكز السياحية مثل سوق المباركية.
وتقدم الشركة حاليا خدمة التوصيل من نقطة إلى نقطة (point to point) تبدأ من منطقة الفحيحيل نحو مناطق مثل (الخيران) و(الوفرة) (ميناء عبدالله) (صباح الأحمد البحرية) وخط خاص يبدأ من الشدادية إلى الجليب والفروانية وخيطان وينتهي بالمرقاب.
وتقوم الشركة بتأجير حافلات لمنفذ الحدود العبدلي إضافة لخدمات النقل الجماعي البحري إلى جزيرة فيلكا الكويتية وخدمات التأجير وشراء وبيع مختلف أنواع الحافلات أو أي وسيلة للنقل الجماعي البري منها والبحري.
في هذا السياق قال الرئيس التنفيذي لشركة النقل العام الكويتية منصور السعد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن حافلات الشركة تحمل ذكريات للعديد من المواطنين الذين استخدموها في عمليات التنقل خاصة مع بداية عملها التي وفرت خدمات مهمة وحلول كوسيلة نقل بالكويت.
وأضاف السعد أن الحافلات كانت تستخدم في التنقل سواء للمدارس أو الأسواق وغيرها من الأماكن الرئيسية التي يحتاج المواطن أو المقيم الوصول إليها خصوصا أن الشركة منذ بدايتها حاولت الوصول إلى أكبر عدد من الأماكن والمراكز الرئيسية لتسهيل عملية التنقل.
وذكر أن الشركة تحاول أن تعيد استخدام المواطنين لحافلاتها في بعض المراكز المهمة التي تعاني ازدحاما مروريا مثل منطقة المباركية بتوفير (باص المباركية) الذي يقدم خدمة النقل المجانية إلى المنطقة من مناطق محيطة بها بعيدا عن ازدحام المركز.
وأفاد بأن الشركة ستتوجه في المرحلة المقبلة إلى توفير حافلات صديقة للبيئة عن طريق استقدام حافلات تعمل بالطاقة الكهربائية تساهم من خلالها بالحد من التلوث البيئي.
وأشار إلى أن الشركة لديها حافلة تعمل بالطاقة الكهربائية كنموذج تجريبي لتقييم قدرتها وكفاءتها في العمل مؤكدا أن الحافلة سيتم اطلاقها خلال المرحلة المقبلة.