ساعات تفصلنا عن انطلاق حفل توزيع الجوائز الأضخم في تاريخ السينما العالمية، وهو حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2020 في دورته الـ92، المقرر إقامته منتصف الليل بتوقيت القاهرة، على خشبة مسرح “دولبي” بولاية لوس أنجلوس الأمريكية.
يعد الحصول على جائزة “الأوسكار” العالمية، شهادة تقدير فنية كبيرة، يسعى مشاهير الفن حول العالم للحصول عليها كل عام، حيث يشارك في لجان تحكيمها عدد من مبدعي الفن من مختلف أرجاء المعمورة.
كواليس أول حفل أوسكار في التاريخ
وكان أُقيم حفل توزيع جوائز الأوسكار الأول، في الـ 16 من مايو عام 1929، حيث تجمع بالحفل نحو 270 ضيفًا، من بينهم نجوم سينمائيون بارزون ومخرجون ومنتجون مؤثرون، وذلك في فندق هوليوود بوليفارد، حيث استغرق حفل توزيع الجوائز 15 دقيقة، وفقًا لموقع “دويتشه فيلا” الألماني.
والممثل الألماني إميل جانينجس، هو أول من حصل على جائزة الأوسكار، حيث فاز بجائزة أفضل ممثل في السنة الافتتاحية للجوائز، عن دوره في الفيلمين الصامتين “The Last” الذي أنتج في عام 1928، و”The Way of All Flesh” الذي أنتج في عام 1927، كما حصل فيلم “Wings” على جائزة أفضل صورة، والذي جرى تصويره خلال الحرب العالمية الأولى.
سر تسمية أوسكار بهذا الاسم
بعد فترة قصيرة من تأسيس أكاديمية العلوم وفنون الصورة عام 1927، عقدت المنظمة حفل عشاء في مدينة لوس أنجلوس لتحديد أفضل طريقة لتكريم الأعمال السينمائية المميزة، واتفقت الأكاديمية على منح جائزة سنوية لتكريم أبرز الأفلام المنتَجة، وقررت تصميم تمثال مهيب يليق بالتكريم، من إبداع المصمم سيدريك جيبونز لفارس يقف على بكرة فيلم وهو يحمل سيفا، واستعانت الأكاديمية بالنحات جورج ستانلي لتنفيذه ليولد تمثال الأوسكار الشهير.
أٌطلق اسم “ميريت” على التمثال في البداية، إلا أن قصة طريفة كانت السبب في تغيير الاسم إلى “أوسكار”، بحسب موقع الجائزة.
على الرغم من أن مصدر التسمية ما زال غير محسوم، فإنها تعود إلى قصة طريفة بطلتها أمينة مكتبة الأكاديمية، مارجريت هيريك، وهي القصة الأكثر شيوعًا.
يٌقال إن مارجريت عندما شاهدت التمثال لأول مرة، صرخت ولفتت النظر إلى وجه التشابه بينه وبين عمها الذي يدعى “أوسكار”، إلا أن الأكاديمية لم تعمل بالاسم رسميًا حتى عام 1939، لكنه كان متداولًا في الأوساط الإعلامية والفنية، بدليل استخدام الكاتب الصحفي سيدني سكولسكي في إحدى مقالاته لتهنئة الممثلة كاثرين هيبورن بفوزها بأفضل ممثلة لأول مرة.
بما تتسم الجائزة؟
وجائزة الأوسكار هي عبارة عن إنجاز مهني، وتتويج لكل مخرج أو ممثل أو ممثلة أو ملحن أو أي شخص آخر، يتميز في المشاركة في صناعة الأفلام، وهي عبارة عن تمثال ذهبي يبلغ طوله 34 سم فقط (13 بوصة)، مغلف بطبقة رقيقة من الذهب عيار 24 قيراطًا، بينما يبلغ وزنها 8.5 رطل (3.8 كجم) من داخلها من البرونز الصلب.
بسبب نقص المعادن خلال الحرب العالمية الثانية، تم تصنيع تماثيل الأوسكار من الجص المطلي لمدة 3 أعوام، وبعد انتهاء الحرب دعت الأكاديمية الفائزين لتغيير التماثيل الذهبية بتماثيل الجص المطلي.
يذكر أن عدد فئات الجوائز الموزعة نحو 25 فئة، وعلى الرغم من معرفة الأكاديمية مسبقًا بعدد الفئات، فإن عدد التماثيل الموزعة يظل مجهولًا حتى فتح أظرف الفائزين ليلة حفل الأوسكار.
أوسكار 2020: من سيفوز بالجائزة وما أسرار اختياره
من سيفوز بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأوسكار (جائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية) هذا العام؟
بالتأكيد سنعرف الفائز عند إعلانه في حفل توزيع الجوائز في التاسع من فبراير/شباط في لوس أنجلس، ولكن ثمة بعض الدروس المستخلصة من احتفالات إعلان الجوائز في الأعوام السابقة يمكن أن تقدم لنا بعض التلميحات في هذا الصدد.
عادة ما يكون تخمين الفيلم الذي سيفوز بأهم جوائز الأكاديمية وأكثرها اعتبارا نوعا من الاختبار لعشاق السينما ونقادها، بل وقد يطال حتى الناشرين والأكاديميين وعلماء الرياضيات، الذين قد يسهمون في دراسات أكاديمية عن توقعات جوائز الأوسكار.
بيد أن بعض الخلاصات المقدمة هنا بشأن الطرق التي يُعزز بها الفيلم حظوظه للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم قد تبدو مفاجئة تماما.
أَطِل زمن الفيلم
يميل المرشحون لجائزة أفضل فيلم والفائزون بها إلى أن يكون زمن عرض أفلامهم أطول من المعتاد.
لقد جمع موقع “كولايدر” بيانات من الأكاديمية عن الأفلام الفائزة ووجد أن 59 فيلما من بين 91 فيلما فازت بجائزة أوسكار أفضل فيلم كان زمن عرضها لا يقل عن 120 دقيقة.
وكشف الموقع أيضا عن أن أطول فيلم من قائمة الأفلام المرشحة كل عام هو الأكثر ترجيحا لنيل الجائزة.
النجاح الجماهيري في شباك التذاكر لا يُترجم بالضرورة إلى ترجيح للفوز
إن أداء الفيلم الجيد في حساب شباك التذاكر لا يعني بالضرورة ثناءً نقديا للفيلم، أو يؤدي إلى فوزه بالأوسكار.
فاختلاف الذائقة الفنية بين الجمهور والأكاديمية يُمكن تلمسه في هذا المثال الإحصائي البسيط: خلال الثلاثين عاما الماضية، لم تتصدر إيرادات شباك التذاكر سوى ثلاثة أفلام فقط من الأفلام الفائزة بجائزة أفضل فيلم، وهي رجل المطر (أوسكار 1989) تيتانيك (1998) و سيد الخواتم : عودة الملك (2004).
في الواقع، لم يتمكن أي من الأفلام الفائزة بالأوسكار منذ عام 2004 أن يكون ضمن قائمة أكثر عشرة أفلام إيرادا في سنة عرضه.
ولعل الفيلم الوحيد في هذا العام الذي من الممكن أن يكون في قائمة أعلى الإيرادات هو فيلم “الجوكر” الذي أنهى عام 2019 متربعا في المرتبة السابعة من قائمة أعلى الأفلام إيرادا هذا العام.
إجعل فيلمك دراميا
تعد أفلام الدراما من أكثر الأنواع الفنية (الجنرات) نجاحا في تاريخ جوائز الأوسكار.
ووفقا لتحليل في قاعدة بيانات الأكاديمية، كانت الأفلام المصنفة تحت النوع الدرامي 47 فيلما من بين 91 فيلما توجت بتمثال جائزة أوسكار أفضل فيلم في تاريخ الجائزة، واحتلت الأفلام الكوميدية المرتبة الثانية بفارق كبير عن الأولى، إذ فاز 11 فيلما كوميديا فقط بالجائزة.
ميزانية فيلمك لا تشتري لك جائزة أوسكار هذه الأيام
يمكن للأفلام ذات الميزانيات الإنتاجية الكبيرة أن تكون أفلاما ضخمة وتتوج بالجوائز لكنها هذه الأيام لم تعد كذلك في الغالب.
لقد كان فيلم “بن هور” أغلى فيلم في تاريخ السينما في زمنه، وقد قطف 11 جائزة أوسكار (بضمنها جائزة أفضل فيلم) في عام 1960.
وتقدر ميزانية الفيلم، بعد حساب فرق التضخم، بنحو 130 مليون دولار، أي أكثر بـ 25 مرة من ميزانية فيلم “ضوء القمر” الذي فاز بجائزة الأوسكار العام الماضي.
وهيمنت أفلام ذات ميزانيات منخفضة في الأعوام الأخيرة على الفوز بالجائزة : فمنذ عام 1991 لم يفز بالجائزة من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة سوى ثلاثة هي تيتانيك (1998) و المجالد (2001) و المغادرون (2007).
من الضروري أن تقطف عددا من الجوائز الأخرى قبل الأوسكار
ويرافق موسم جوائز الأوسكار عدد من الجوائز، التي يحلو للبعض أن يسميها “جوائز الإحماء”، ومن بينها جوائز الكرة الذهبية (غولدن غلوب) وجوائز أخرى تقدمها مختلف النقابات والروابط في صناعة السينما. وكل هذه النقابات السينمائية قد يكون لديها أعضاء يشاركون في التصويت على جوائز الأوسكار.
لذا غالبا ما يُعد الفوز بمثل هذه الجوائز مؤشرا على إمكانية نجاح الفيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار النهائي.
وإذا كنت من محبي فيلم 1917، سيسرك ذلك كثيرا، فالفيلم حصد جائزة أفضل فيلم درامي في جوائز الكرة الذهبية، فضلا عن جائزة نقابة المنتجين.
ومن بين 14 فيلما حصلت على هاتين الجائزتين، ضَمنَ 11 فيلما منها الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم.
بيد أن ذلك قد يكون أيضا نذير شؤوم في جوائز هذا العام: ففيلم كوانتين تارانتينو “حدث ذات مرة في هوليود” مرشح أيضا هذا العام في جوائز الأوسكار وقد ربح جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز اختيارات النقاد.
ومنذ عام 2000 كانت الأفلام التي فازت بجائزة النقاد هي نفسها التي فازت بأوسكار أفضل فيلم في 13 مرة من 20 حفل لمنح جوائز الأوسكار في هذه الفترة.
لا تختر مخرجة
هذه حقيقة مؤسفة في جوائز الأوسكار. إذ لم يترشح في مجمل تاريخ الجائزة سوى 12 فيلما من إخراج مخرجات نساء لجائزة أفضل فيلم، من بين 560 فيلما رشحت لنيل الجائزة في تاريخ جوائز الأوسكار.
ولم يفز من هذه الأفلام المرشحة سوى فيلم واحد من إخراج امرأة، هو “هارت لوكر” في عام 2010، وكان من نصيب مخرجته كاترين بيغلو أيضا الفوز بجائزة أفضل إخراج للمرة الأولى لأمراة عن عملها في الفيلم نفسه.
في عام 2020، رشح فيلم المخرجة غريتا غيرويغ “نساء صغيرات ” لجائزة أوسكار أفضل فيلم، (سبق لغيروغ أن رشحت لنيل أوسكار أفضل إخراج عن فيلمها “ليدي بيرد” عام 2018)، بيد أنه باستثناء بيغلو، لم تحظ أي تجربة إخراجية نسوية أخرى باحتضان القائمين على هذه الجائزة والتتويج بها.
وقد أعطت تخمينات (المراهنين) للفيلم نسبة احتمال للفوز هي 150 /1 في حفل توزيع الجوائز المقرر في التاسع من الشهر الجاري.
تحدث الإنجليزية
يلفت الانتباه بين الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم هذا العام، فيلم “طفيلي” للمخرج الكوري الجنوبي يونغ جون ـ هو ، الذي ربما يحقق فوزا تاريخيا هذا العام، بعد الثناء النقدي الكبير الذي حصل عليه وفوزه بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي.
وقد رشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم فضلا عن جائزة أفضل مخرج، ويأتي الفيلم في المرتبة الثانية بعد فيلم 1917 في خيارات المراهنين على جوائز الأوسكار.
بيد أن العقبة التي تقف في وجه فوز هذا الفيلم أنه لم يسبق أبدا فوز فيلم ناطق بلغة أجنبية (غير الإنجليزية) بهذه الجائزة، ولم يترشح لنيلها في مجمل تاريخها سوى 10 أفلام فقط، في هذه الفئة بدلا من أن تصنف ضمن فئة جائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.
فهل تُكسر في هذا العام قاعدة أن يكون الفيلم الفائز ناطقا بالإنجليزية؟
اختر ممثلة مثل ميريل ستريب لفيلمك
قد تظن أننا نمزح هنا. لكن ستريب واحدة من نخبة من الممثلات الأحياء اللواتي كُنَّ نجمات في معظم الأفلام الفائزة بأوسكار أفضل فيلم.
وقد توجت خلال حياتها المهنية بثلاث جوائز أوسكار، وهي ضمن قائمة النجوم المفضلين في هوليود أو مايعرف بالقائمة أيه، من أمثال: مورغان فريمان وكولين فيرث ورالف فينيس وداستن هوفمان وجاك نيكلسون وبيث غرانت وبرنارد هيل وديان كيتون وشيرلي ماكلين وتاليا شير.
لذا يبدو أن اختيار أحد هؤلاء النجوم الكبار يُعزز فرص نجاح الفيلم.
وقد يرجع ذلك جزئيا إلى أن شريحة الممثلين هي الأكبر من بين جماعات المحترفين الذين يحق لهم التصويت في جوائز الأوسكار، لذا فإن اختيار شخصيات كبيرة أو ممثلين كبار أمر يهم كثيرا في هذا المجال دائما.
وثمة حقيقة مثيرة أخرى هي أنه من النادر جدا فوز فيلم بجائزة أوسكار أفضل فيلم من دون أن يكون أحد ممثليه مرشحا لجوائز التمثيل.
لقد حقق ذلك 11 فيلما فقط في تاريخ جوائز الأوسكار وكان آخرها فيلم “المليونير المتشرد” (سلامدوغ مليونير) في عام 2009.
لكن فيلم 1917 يبدو المرشح الساخن والأكثر تفضيلا لدى الكثيرين، وقد ينهي لعبة التوقعات هذه بالفوز في عام 2020.