بفريق عمل متكامل يعمل على مدار 24 ساعة لتقديم الخدمات الجراحية للحالات المعقدة والطارئة للاطفال في كل المستشفيات العامة والمراكز التخصصية التابعة لوزارة الصحة يبذل قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا جهودا مضنية لتحقيق أسمى رسالة في رعاية وعلاج فلذات أكبادنا.
وإذ أثبت الواقع أن نتائج العمليات لدى القسم تضاهي أفضل المراكز على المستوى العالمي لكثير من الأمراض التي يتم التعامل معها جراحيا فإن لغة الأرقام تبرز صفحات من هذا العمل بإجراء القسم أكثر من أربعة آلاف عملية جراحية سنويا للأطفال من عمر يوم واحد وحتى 12 عاما ونسبة 70 بالمئة منها لأطفال كويتيين.
وأما الحالات فيتم التعامل معها وفقا للبروتوكولات المعمول بها منها على سبيل المثال معالجة جميع أنواع الأورام لدى الأطفال التي تظهر في جدار البطن أو الأمعاء أو الكلى والكبد.
وقال رئيس قسم جراحة الاطفال في مستشفى ابن سينا واستشاري جراحة الأطفال الدكتور إسماعيل تقي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد “لدينا فريق عمل متكامل يعمل على مدار 24 ساعة لتلبية الخدمات الجراحية المناطة به في جميع المستشفيات العامة والمراكز التخصصية التابعة لوزارة الصحة للتعامل مع الحالات الطارئة”.
وأوضح تقي أن ذلك يتم من خلال فريق الخفارة لزيارة ومعاينة الأطفال المرضى الذين يتطلب علاجهم خدمات قسم جراحة الاطفال سواء في تلك المستشفيات أو يتم نقلهم إلى مستشفى ابن سينا حسب الظروف المحيطة لكل حالة ونوعية المرض الذي نتعامل معه وفقا للبروتوكولات المعمول بها.
وذكر أن قسم جراحة الأطفال يتولى معالجة جميع أنواع الأورام لدى الأطفال والتي تظهر في جدار البطن أو الأمعاء أو الكلى والكبد ولديه تعاون وتواصل مستمر مع الأطباء في مستشفى بنك الكويت الوطني لحالات أمراض الدم وأمراض السرطان المختلفة وزراعة النخاع التي تحتاج للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي من خلال تركيب وإزالة القساطر الطبية طويلة الأمد بمختلف أنواعها ولدينا تنسيق متبادل مع وحدة جراحة الكبد بمستشفى الأميري.
وأضاف أن قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا يجري أكثر من 4 آلاف عملية سنويا للأطفال من عمر يوم وحتى 12 عاما موضحا أن نسبة عمليات الأطفال الكويتيين تفوق 70 في المئة ونجري العمليات الطارئة والاختيارية خلال الفترتين الصباحية والمسائية بشكل يومي.
وأشار إلى علاج بعض الحالات المعقدة التي تكون ناتجة عن عيوب خلقية “إذ أجرينا العديد من العمليات ومنها على سبيل المثال لا الحصر عملية إعادة ترتيب وضع الأمعاء وإزالة الالتصاقات الخلقية لأطفال رضع يعانون عيبا خلقيا سبب التفافا بالأمعاء حول الشرايين التي تغذي الأمعاء مما يسبب انسدادها و بالتالي اختناقها”.
وبين تقي أنه تم إنقاذ حياة العشرات من هؤلاء الأطفال بفضل سرعة تشخيص المرض من أطباء الأطفال في أقسام الطوارئ بمستشفيات المناطق الصحية المختلفة والخبرة الواسعة لأطباء الأشعة في مستشفى ابن سينا التي ساهمت بسرعة التعامل مع هذه الحالات قبل حصول تلف دائم بالأمعاء.
ولفت أيضا إلى أنه تم إجراء عمليات تصريف العصارة الصفراوية لرضع يعانون من تليف القنوات المرارية حيث تم استئصال هذه القناة وعمل قناة مرارية بديلة باستخدام الأمعاء.
وقال “إنه تم عرض نتائج هذه الحالات في مؤتمر الكويت لطب الأطفال الذي أقيم أخيرا إذ أشاد الأطباء الضيوف من خارج الكويت بالنتائج الموفقة مقارنة بالمراكز المرموقة عالميا لمثل هذا المرض وقد أرجعنا ذلك إلى الخبرة التراكمية لأطبائنا إذ نعمل في مركز واحد يغطي جميع المرضى المحتاجين لمثل هذه العمليات في الكويت”.
وأفاد تقي بأن إنشاء وحدة للعناية المركزة لجراحة الأطفال ساهم في تقليص المضاعفات بشكل كبير من خلال العمل المتفاني للكادر الطبي والتمريضي سواء داخل العناية المركزة أو بأجنحة القسم في مستشفى ابن سينا.
وتابع أن ذلك تم من خلال التحضير السليم للحالات قبل العملية ورعاية المرضى بعد إجراء العملية وأيضا من خلال التواصل الدائم مع الزملاء أطباء التخدير ذوي الخبرة الكبيرة بالتعامل مع الأطفال بمختلف أوزانهم وأمراضهم مما جعل نتائج العمليات لدينا تضاهي أفضل المراكز على المستوى العالمي لكثير من الامراض التي يتم التعامل معها جراحيا.
وأشار إلى التطوير المستمر لمهارات وجاهزية الطاقم الطبي وإدخال خدمات جديدة وأجهزة جراحية متطورة للارتقاء بالخدمة المقدمة من أجل الوصول لأفضل النتائج إذ يتولى القسم من خلال التواصل مع الهيئة التمريضية تطوير مهارات فريق التمريض بشكل مستمر كما يشرف معظم استشاريي وأطباء القسم على تدريب أطباء البرامج الطبية والجراحية بمختلف التخصصات وتدريس طلبة الطب.
وذكر أن قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا أجرى العديد من الدراسات والبحوث تم نشرها بمجلات عالمية تعنى بتخصص جراحة الأطفال حيث تم نشر إحصائيات ونتائج إجراء عمليات فك التصاقات الغشاء البروتوني عن طريق المنظار مقارنة بإجرائها عن طريق الجراحة التقليدية والتي رسخت بروتوكول إجراء هذه الحالات عن طريق المنظار الجراحي.
وبين تقي أنه تم توثيق تجربة القسم بفصل توأم سيامي خديج ملتصق عند منطقة البطن حيث تم التركيز بالدراسة على أهمية التنسيق المتواصل والدقيق بين الأقسام المختلفة للوصول إلى النتائج المرجوة وتم نشر الدراسة قبل أربعة أشهر في المجلة الأوروبية لجراحة الأطفال.
وأكد أن “نشر خبراتنا العلمية والفنية والتواصل المستمر مع زملائنا الأطباء خارج الكويت عن طريق المجلات العلمية والمؤتمرات الطبية ساهم في تطوير وصياغة البروتوكولات المناسبة لعلاج المرضى كما أن تبادل الخبرات يعتبر ضرورة لفتح آفاق وطرق جديدة لإيجاد حلول ناجعة خصوصا في مجال العمل بتخصصات مشابهة لتخصص جراحة الأطفال والتعامل مع الحالات النادرة”.
وقال تقي “إننا نترقب بالمستقبل القريب أن يرى النور مشروع مستشفى الكويت التخصصي للأطفال مما يتيح فرصة إنشاء عيادات متعددة التخصصات تعتني بالأطفال ذوي الأمراض المعقدة أو الحالات التي تحتاج أكثر من تخصص طبي يتولى متابعتها في نفس المكان حيث يختصر الكثير من الوقت والجهد ويسرع باتخاذ القرارات المطلوبة مما يخفف من معاناة الاطفال المرضى وذويهم”.
وبين أن وجود هذا الصرح سوف يضيف وبشكل كبير للعملية الأكاديمية والتدريبية والبحثية من خلال توفير بيئة عمل مثالية تستقطب أفضل الخبرات العالمية لتجعل من الكويت مركزا يقصده المرضى من شتى أنحاء العالم.