تحمل زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين طابعاً شخصياً للبحرينية نجلاء أوجي، إذ يعتزم الحبر الأعظم زيارة كنيسة “القلب المقدس” أول كنيسة شُيّدت في المملكة، التي ساهم والدها في تشييدها.
في بيتها في المنامة، تشعل أوجي الشموع عند زاوية للصلاة قبل أن تخرج مجلدات صور قديمة لا تزال تحتفظ بها مستذكرة والدها سلمان أوجي.
وتقول: “غادر والدي مسقط رأسه بغداد منذ زمن بعيد، جاء إلى البحرين واستقر فيها”. وحصلت العائلة في وقت لاحق على الجنسية.
وتتضمّن محطات البابا في البحرين زيارة كنيسة “القلب المقدس” في العوالي، أول كنيسة رسمية في البحرين وأول كنيسة شيدت في الخليج.
ووضع حجر الأساس لكنيسة “القلب المقدس” في 1939، بعدما منح أمير البحرين يومها الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة قطعة أرض لبناء الكنيسة.
وعمل والد نجلاء مقاولاً في البحرين قبل أن تُعهد إليه مسؤولية بناء الكنيسة.
قبل بنائها، اعتاد الكهنة، وفق نجلاء أن “يأتوا من العراق مرة واحدة في الشهر لأداء المراسم المختلفة للمسيحيين في البحرين والذين كانوا قلة في ذلك الوقت”.
وتتذكر “كانت الحياة في البحرين بسيطة، ترعرعنا بين جيران من عوائل مختلفة في المنامة. لم تكن الاختلافات الدينية، أو العرقية، أو اللغوية حاجزاً بيننا”.
وتضيف “خلال نشأتي في البحرين، كانت الأسر المسيحية معدودة. ولكن اليوم حين نحضر قداس الأحد نكون ضمن آلاف من المسيحيين في الكنيسة”.
ويقدر الفاتيكان وجود نحو 80 ألف كاثوليكي في البحرين، هم بشكل أساسي عمال من الهند والفيليبين.
تفتح نجلاء صندوقاً يحوي وساماً مشيرة إلى أن الكنيسة منحته لوالدها تقديراً لجهوده في بناء أول كنيسة في البلاد.
يتملك الحماس نجلاء لرؤية البابا، وتقول: “تملأني السعادة للقائه في البحرين. ذهبت للقائه عندما زار الإمارات”.
ويقيم في الخليج نحو مليوني مسيحي من الكاثوليك. ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم أجانب، في الإمارات.
وزار البابا فرنسيس الإمارات في 2019، في مستهل زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام.
وتتواصل الاستعدادات في المملكة لاستقبال البابا الذي من المقرر أن يحيي قداساً في ملعب المنامة يوم السبت.
ويتوقع الأب شربل فياض المقيم في البحرين، وهو كاهن الجالية العربية، حضور نحو 28 ألفاً القداس.
وحسب فياض، فإن 20 ألف مسيحي سيأتون من البحرين وغالبيهم يحملون الجنسيتين الهندية والفيلبينية.
ل
ويضيف “للزيارة بعد استراتيجي كبير تعزيز دور البحرين حاضنة لانفتاح الحوار الأخوي بين الأديان وبناء الجسور بين الشرق والغرب”.
وأوضح فياض أن جوقة من مئة شخص من جنسيات مختلفة العربية، والهندية، والفيلبينية ستنشد الترانيم للبابا بلغات بينها الهندية، والإنجليزية، والعربية.
من جانبها، تقول الأردنية منى جورج كورو التي تقيم في البحرين: “صدورنا تبتهج للزيارة الميمونة لقداسة البابا”.
وتضيف “بالتأكيد زيارة قداسة البابا وإتاحة الفرصة لنا المسيحيين في البحرين لأداء الصلاة وأن يترأس قداسة البابا القداس الإلهي فكرة عظيمة. نشعر أننا محظوظون”.