تحت رعاية عميد كلية التربية الأساسية في الهية العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أ.د. طلال إبراهيم المسعد نظّم قسم الأصول والإدارة التربوية صباح اليوم فعالية جماهيرية توعوية عن القضية الفلسطينية من منظور تربوي باعتبارها من أبرز الأحداث الجارية التي يتعين التفاعل معها، والاستفادة منها تربويا، ولأن القضية الفلسطينية تمثل قضية مفصلية في السياسية الكويتية والضمير الإنساني.
والجدير بالذكر أن المنتدى بإشراف لجنة البحوث والمؤتمرات في القسم والذي يشارك فيها كل من أ.د. علي اليعقوب، أ.د لطيفة الكندري، د. بشاير العيسى، د. صفاء السهيل حيث قامت اللجنة بجهود مواصلة خلال الأسابيع الماضية لعقد هذا المنتدى الجماهيري بصورة مشرفة فلهم جزيل الشكر، والشكر موصول للأستاذة إسراء سالم المجمد التي قامت بجهود تنسيقية مثمرة مع الجهات المشاركة في الملتقى.
ولقد قامت عريفة المنتدى د. صفاء السهيل بإدارة الفعاليات بصورة موفقة ومتألقة.
يتناول التقرير التالي تغطية إعلامية للمنتدى التربوي الأول في كلية التربية الأساسية وذلك عبر عرض توثيقي لأهداف المنتدى ومحتوياته وتوضيح أبرز الأفكار المطروحة والإشارة للفعاليات المصاحبة له وبيان إسهامات المشاركين فيه سواء من الأساتذة أو الطلبة. وفي ختام هذا التقرير مجموعة صور فوتوغرافية تقدم لنا بعض جوانب الملتقى الذي حضره عدد كبير من الجمهور الكريم الذي تجول في أركان المعرض المصاحب للملتقى.
يتضمن التقرير الراهن على أهداف المنتدى وإبراز ما جاء في أوراق المتحدثين والمعرض المصحب للمنتدى. وأخيرا فإن الهدف من هذا المنتدى إبراز جهود الجهات التطوعية التي تناصر القضية الفلسطينية.
وجاءت أهداف المنتدى في النقاط التالية:
1. إبْراز أهمية القضية الفلسطينية تربويا وتنمية وعي الطلبة والطالبات في الوسط الأكاديمي بهذا الشأن الجاري.
2. مناقشة الأبعاد التعليمية والقومية والإنسانية للقضية الفلسطينية في المناهج الدراسية.
3. بيان الدور المجتمعي نحو القضية الفلسطينية.
4. إبْراز الدور التربوي والمجتمعي لدولة الكويت اتِّجاه القضية الفلسطينية.
5. التأكيد على أن قضية فلسطين قضية مصيرية كبرى، وإنسانية عادلة.
6. توجيه وسائل الاعلام لنشر الوعي الممنهج والمنظم عن القضية الفلسطينية.
7. التعريف بمصادر ومراجع تخص القضية الفلسطينية كي يرجع إليها ويستفيد منها المجتمع التربوي في الكلية وخارجها.
8. تشجيع الطلبة على المشاركة في نقاشات هادفة وفتح أبواب الحوارات الأكاديمية.
وبدأ المنتدى بالسلام الوطني ثم قام الطالب عمر حبيب بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من سورة الإسراء ثم تم عرض فلاش مسرحي من إعداد أ. نصار النصار من جامعة الكويت وكان الفلاش يحكي ويجسد المأساة الإنسانية في غزة خاصة وفلسطين عامة. بدأ النصار التمثيل ليكشف الوجه الأليم في حياة الناس في فلسطين وعمق تجاهل العالم لقضيتهم العادلة. نال العرض استحسان الجمهور الكريم وأبدع فيه الأستاذ نصار.
وانتقل المنتدى إلى فقرة الشعر العربي حيث قام الدكتور الشاعر: فالح بن طفلة بإلقاء قصيدة بعنوان “رجال الأقصى” وقد جاء في مطلع القصيدة الأبيات التالية:
وحَوْلَ المسجد الأقصى رجالٌ *** تمنُّوا الموت كي يبقى الأذانُ
همُ الحقُّ الذي لا شكَّ فيهِ *** وهم للدِّين والدنيا الأمانُ
تكالَبَ كلُّ جبَّارٍ عليهمْ *** فما خفَضُوا الجباهَ ولا استكانوا
إذا ماتَ الكريمُ الحرُّ منهمْ *** يموتُ لكي يضيءَ بهِ الزمانُ
وإنَّ الموتَ يُكْرَهُ .. غيرَ موتٍ *** نهايتُهُ الشهادةُ والجِنانُ..
وختم الشاعر ابن طفلة قصيدته بالأبيات التالية:
ما للصهاينةِ اللئامِ أمانةٌ *** وعهودهم كذبٌ علينا يُفترى
أمَّا كفوفُ سلامهِمْ فخديعةٌ *** وغداً ستصبحُ كلُّ كفٍّ خنجرا
ومن الأبيات الصادقة التي تصف آلام الطفل الفلسطيني في سياق (البراءة المؤلمة..) قال فلاح بن طفلة:
كأنَّ الدميةَ الصماءَ تدركُ سرَّ لوعتِها..!
فيا الله كم ذاقتْ.. جراحاً في طفولتِها
ويا الله كم ذابتْ.. قلوبٌ عند رؤيتِها
وفي المنتدى أُلقيت محاضرات عديدة. من جانبه تحدث د. خالد الشطي رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني عن دور الكويت تجاه القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر. وأكد د. خالد على أن الكويت منذ تاريخ تأسيسها في عام 1613م إلى يومنا هذا تقوم بأعمالها الإنسانية والتطوعية حكاما ومحكومين، وقدمت المساعدات الكثيرة للمحتاجين داخل وخارج الكويت، وحصلت على أوسمة عديدة من الدول والشعوب تكريما لعطائها الإنساني، وإن حصولها على لقب مركز عالمي للعمل الإنساني من منظمة الأمم المتحدة في التاسع من سبتمبر 2014 جاء ليؤكد على هذا العطاء الإنساني المتميز قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل. ولا تزال حكومة الكويت بكل مؤسساتها الحكومية تسخر كافة إمكاناتها لنصرة قضية فلسطين، واستمر دعم حكومة الكويت إلى يومنا هذا، فقد شارك سلاح الطيران الكويتي مؤخرا في نقل المواد الطبية والغذائية والإيوائية لمطار العريش في مصر لإيصالها إلى غزة عبر معبر رفح الواقع بين مصر وغزة. ومن المنظور التربوي بين د. خالد مساهمة المدارس الأهلية في مطلع القرن العشرين في دعم فلسطين واتخاذ المواقف الداعمة وجمع التبرعات، فقد تفاعلت المدرسة المباركية والمدرسة الأهلية في جمع التبرعات في عام 1936 أثناء الثورة الكبرى بفلسطين. وضرب الشطي عدة أمثلة رائعة تجسد التراحم بين الكويت وفلسطين منها قصة شاهة الصقر، وموقف الشيخ الراحل صباح الأحمد.
ومن جانبها ناقشت أد. تغريد القدسي-غبرا في ورقتها المعنونة: فلسطين في المناهج التربوية قضية تسييس التعليم، خطورتها وماذا تعني! وما هي مظاهرها الملموسة آخذة بعين الاعتبار ملامح تسييس التعليم التي قد تبدو للعيان طبيعية. كما تحدثت عما يدور من حرب شعواء بغزة موضوع جاري حاليا يمكن استخدامه كمثال في التربية والتعليم. أي كيف أعاد طوفان الأقصى القضية الفلسطينية للأمام ولأهم اهتمامات شباب الأمة العربية. ثم تناولت د. تغريد الخرافات التي صدتها المقاومة الفلسطينية عربيا ودوليا بعد طوفان الأقصى والتي قد كبلت مقدرات العالم العربي والإسلامي لعقود طويلة. ثم تطرقت د. تغريد لأهم ما يجب أن نعرفه من أسماء، تواريخ وأحداِث تعتبر أساسيات في تعلم القضية الفلسطينية وكيف يمكن أن تُطرح ضمن المنهج الدراسي لدراسة قضية فلسطين وقضايا الصراع في العالم العربي والإسلامي.
وجاءت ورقة د. عروب القطان لترسخ أهمية تعزيز قضية المسجد الأقصى لدى الطفل المسلم في تكوينه النفسي والعقلي. وأضافت د. عروب كيف نجعل من قضية المسجد الأقصى عقيدة للطفل المسلم. وختمت د. عروب بعرض أفكار علمية وعملية ناجحة في غرس حب المسجد الأقصى في قلوب الأطفال من واقع تجربة الشيخ أحمد القطان رحمه الله خطيب منبر الدفاع عن الأقصى.
هذا وقد شارك في فعاليات المنتدى قسم التربية الفنية، وإدارة مكتبة كلية التربية الأساسية بقيادة أ. فايز المطيري، وإدارة التنمية الأسرية في وزارة الأوقاف، وكذلك شاركت عدة جمعيات تطوعية في المنتدى منها رابطة القدس وفريق سنا القدس، خليجيون لدعم فلسطين، وفريق القدس في قلب الكويت، وملتقى القدس علما الأستاذ يوسف الكندري قام بجهد واضح في تنسيق العمل كما شاركت في فعاليات المنتدى المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات- تمكين برئاسة أ. ابتسام القعود. وتضمن المعرض على العديد من الصور والملصقات التي تخدم في طياتها نصرة القضية الفلسطينية وكذلك تم عرض بعض الفنون والعادات الفلسطينية في المأكل والملبس وكانت وسائل الإعلامية حاضرة في توثيق هذا الحدث الأكاديمي إذ قام برنامج مساء الخير يا كويت بتغطية إعلامية للمنتدى. وقام المجلس الوطني مشكورا بتزويد المنتدى بكمية متنوعة من اصداراتها الرصينة عن القضية الفلسطينية للعرض والتوزيع. كما تم توزيع كُتب بعنوان ما يحدث في فلسطين: دليل تمهيدي. ترجمة حسن شرف.
وفي صالة العرض على هامش المنتدى تألقت اللوحات المرسومة بريشة الطالبات (أكثر من 30 لوحة) ونالت استحسان الحضور وعكست عمق المأساة وبطش وبشاعة المحتل الصهيوني كما ركزت اللوحات على الطفل تحديدا والمرأة عموما. جميع اللوحات تدل على أن الطالبات شحذن مواهبهن وطاقاتهن لخدمة القضية الإنسانية في فلسطين وذلك بفكر يقظ وحاسة ذوقية رفيعة ومشاعر إنسانية نبيلة.
المنتدى في المقام الأول فرصة للطلبة لتدوين تعليقاتهم وتسليمها للأساتذة في المقررات ومناقشتها والتحاور فيها داخل القاعات الدراسية. عدد من الطلاب والطالبات قاموا برصد فعاليات المنتدى وكتابة تقارير عنه تمهيدا لمناقشتها في الفصول وهو أمر تعليمي وتربوية من الأهمية بمكان.
وأختم تقريري التوثيقي عن هذا المنتدى التربوي بشكر جميع من قام بالمشاركة إعدادا وحضورا ومساندة ولا شك أن من أهم غايات التربية الوطنية والعالمية تحقيق العدالة ونصرة المظلومين ورعاية الفقراء والمصابين والمحتاجين والأرامل والأطفال وعليه فإنه واجب علينا جميعا السعي الدائم والمنهجي نصرة للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية كل في مجال تخصصه وقدراته ونسأل الله سبحانه رفع البلاء، والفرج القريب، والنصر المبين لأهلنا في فلسطين.