كلية الصحة العامة في جامعة الكويت عقدت مؤتمرها السنوي الثالث تحت شعار “تأثير التلوث الهوائي والتغير المناخي على صحة الانسان”

نظمت كلية الصحة العامة في جامعة الكويت مؤتمرها السنوي الثالث تحت شعار «تأثير التلوث الهوائي والتغير المناخي على صحة الانسان» أمس.

وقال القائم بأعمال نائب مدير الجامعة للعلوم الطبية أ.د.عادل العوضي إن هذا المؤتمر يجسد روح التعاون بين جامعة الكويت ومؤسسات الدولة، متمنيا أن تكون نتائج وتوصيات هذا المؤتمر بمثابة خارطة طريق للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع وانطلاقا من مبدأ «الوقاية خير من العلاج» من خلال التوعية وتعزيز الصحة العامة للأفراد والمجتمعات، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتعاون الجهات المختصة بهذا الشأن.

واشار العوضي إلى اطلاق برنامجي الماجستير في الإدارة والسياسات الصحية، والصحة البيئية والمهنية في فبراير الماضي.

وفي الجلسة الأولى ببداية المؤتمر ذكر عميد كلية الصحة العامة أ.د.هاري فاينيو أن هواء الكويت يتسم بوجود تركيز عال من الجسيمات ذات الحجمين 2.5 و 10 والتي من شأنها تقليل جودة الهواء.

وأضاف د.فاينيو أن الزيادة السريعة في النمو السكاني وعدد المركبات وحرق الوقود الاحفوري في محطات توليد الطاقة ومصافي النفط ساهم في انخفاض نوعية الهواء ناهيك عن طبيعة الكويت الجغرافية المتمثلة بالصحراء والعواصف الرملية المتكررة، على غرار دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في المنطقة.

واشار إلى أن منظمة الصحة العامة أوصت بألا يزيد حجم جسيمات 2.5 عن 10 ميكرو غرام لكل متر مكعب، و 20 ميكرو غرام لكل متر مكعب لجسيمات 10، فيما تجاوز تركيز الجسيمات في الكويت هذا المستوى بنسبة 3 إلى 7 أضعاف، كاشفا أن تقليل التركيز جسيمات 10pm في هواء الكويت من 70 إلى 20 ميكروغرام من شأنه تقليل الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء بنسبة 15%.

وأشاد د.فاينيو بجهود الهيئة العامة للبيئة في التخفيف من حدة ارتفاع مستويات ملوثات الهواء التي يتم تصريفها بانتظام من السيارات، واتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ عمليات التفتيش الصارمة للحفاظ على الامتثال الصارم لمعايير جودة الهواء.

ومن جهته قال الأستاذ بكلية لندن الإمبراطورية بالمملكة المتحدة باولو فينيس أن ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يتزايد طرديا مع التنمية الاقتصادية، مبينا أن البلدان الغنية تساهم بارتفاع هذه النسبة بشكل أكبر بكثير من البلدان الفقيرة مثل بنغلاديش وغيرها والتي تعتبر الضحايا الرئيسية لتغير المناخ.

وأضاف أن تغير المناخ يتفاوت تأثيره من بطيء إلى الكارثي السريع كما حدث بعشرات آلاف الوفيات في أوروبا.

وذكر أن هناك أدلة تشير إلى انتشار الملاريا في مناطق جديدة في العالم، موضحا أن بعض الحروب والنزاعات ( كما حدث في دارفور ) والهجرة الجماعية والآثار على الصحة العقلية تعزى إلى تغير المناخ.

من جهته كشف المستشار بوزارة الصحة القطرية أ.د.روبرتو بيرتوليني أن الاحصائيات الأخيرة تبين أن الوفيات الناجمة عن التلوث والتغيرات المناخية تزيد عن الوفيات التي تسببت بها أمراض الايدز والسل والملاريا مجتمعة، الأمر الذي يجعله في المرتبة الخامسة عالميا من عوامل الخطر في عام 2015 مشيرا أن تأثيره على الأطفال يفاقم المشكلة.

وأوضح أن تلوث الهواء مشكلة واسعة الانتشار مع ارتفاع مستوى التعرض في العديد من المناطق الحضرية وفي الشرق الأوسط مبينا أن النتائج البحثية الجديدة تظهر أن التلوث البيئي يتفاعل مع العوامل الوراثية ونمط الحياة الأخرى كمسبب لعدد من الأمراض عالية الانتشار.

Exit mobile version