نظمت كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، مؤتمر المرأة في البحث العلمي، تزامناً مع الاحتفال العالمي بيوم المرأة، تحت إشراف وتنظيم رئيسة وحدة الحياة الطلابية وشؤون الخريجين الدكتورة رندا دياب بهمن.
وحضر المؤتمر نائب رئيس البعثة في السفارة البريطانية صاني أحمد، ولفيف من الشخصيات النسائية المؤثرة والمتميزة في مجال البحث العلمي، وافتتح المؤتمر مدير المجلس الثقافي البريطاني مايكل جوردان، معلناً أن إقامة المؤتمر تأتي ضمن التعاون المستمر بين KCST والمجلس، كما أشاد بدور المرأة في مختلف الأصعده حول العالم.
وأضاف «على الرغم من التقدم في المجالات، إلا أننا حقيقة ما زلنا مجتمعاً يهيمن عليه الذكور والتحيزات، ولكن من خلال تنظيم مثل هذا المؤتمر، يمكننا المساعدة في فهم النمط الحالي عن طريق تبادل الخبرات والإلهام، لذلك فإن مؤتمر المرأة في البحث العلمي هو فرصة للاستماع إلى هؤلاء النساء اللاتي حققن تقدماً مذهلاً في حياتهن المهنية».
ورحب رئيس الكلية البروفيسور خالد البقاعين، بصاني أحمد والباحثات المشاركات، وأعرب عن سعادته باستضافة المؤتمر داخل الحرم الجامعي، لتأكيد الدور الأكاديمي الفعال خصوصاً الحديث، لتذليل الصعاب التي تواجهها المرأة الباحثة وأن قيمة البحث العلمي يجب ألا يشوبها أي نوع من الفروق الديموغرافية، وإنما جودة البحث العلمي مرتبطة بجودة تجميع الأدلة والبراهين، وهو ما يؤكده التوجه العالمي الجديد، وأن الإسهامات المشرفة للمرأة في البحث العلمي محلياً تنافس الإسهامات العالمية بقوة.
وأضاف البقاعين «الندوة تبرز أفضل ما في الجميع، نحن كمؤسسة أكاديمية نؤمن بالعلم وبعالم البحث، وهذا ركن مهم جداً في الكلية التي تحتوي على فريق بحثي يبعث لنا الفخر دوماً، نحن نمثل ثقافة بحثية قوية في الكلية، وهو ما تبينه الإحصاءات باحتلالنا المركز الأول في الكويت، من حيث عدد المنشورات لكل عضو هيئة تدريس، ونظراً لأننا نحتفل باليوم العالمي للمرأة، نفخر أيضاً بأن نذكر أن عدد الطالبات في الجامعة يبلغ 60 في المئة إلى جانب العدد الكبير من الزميلات الأكاديميات والإداريات المنتجات».
وتكون المؤتمر من شقين أساسيين، بدأ الشق الأول بأربع كلمات تقديمية حاضرت فيها كل من: الدكتورة بهمن المختصة ببحوث الإدارة والريادة في الأعمال، والدكتورة ريم القناعي من كلية الكويت التقنية والمختصة في بحوث اللغويات، وشريفة حمادة من المعهد العربي للتخطيط، والمختصة بالبحوث المؤسسية، وريم الشمري من KCST التي بدأت مشوارها في البحث العلمي، منذ أن كانت طالبة في الجامعة نفسها.
وتناولت الباحثات جوانب مختلفة من ضوابط البحوث العلمية، وإيجاد حلول عملية مناسبة لتطبيق نظريات البحوث على أرض الواقع، للتطوير كل في مجاله.
أما الشق الثاني، فكان جلسة نقاشية وحوارية للتطرق إلى سبل تمكين المرأة، للحد من الضغوط والعقبات التي تحول بينها وبين نشر البحوث العلمية، بالإضافة إلى مجال المقارنات التحيزي والحركة النسوية، وأدارت النقاش الناشطة في حقوق المرأة رئيسة وحدة البحوث في الدراسات الاستراتيجية في جامعة الكويت سابقاً الدكتورة ندى المطوع، وبمشاركة كلٍ من الدكتورة فاطمة الموسوي، الدكتورة حنين شفيق غبرا والدكتورة أبرار العنزي.
واستنبطت الباحثات أمثلة من تجاربهن الشخصية، ليسلطن الضوء على العمل المبتكر الذي تقوم به مجموعة متنوعة من الإناث في مجالات البحث، والتأكيد على الآثار المترتبة على مساهمتهن في المجتمع ككل.
وعلقت الدكتورة بهمن بقولها «إننا اليوم لا نريد أن نتحدث عن احتياجات المرأة وحقوقها أو جميع المواضيع التقليدية الأخرى، إنما نهدف إلى التحدث عن هذه القضايا الأكاديمية بشكل طبيعي، والتي يتم التغاضي عنها، على الرغم من أنها مصدر قلق لكثير من الباحثات».
وأكدت بهمن أنها والباحثات لسن هنا لتقديم إحصاءات على الطاولة، وإنما لإحداث فرق أنه ورغم الصعوبات وقلة المصادر والأدوات البحثية، إلا أن الإسهامات النسائية وصلت إلى مرحلة أنها تتحدث عن نفسها.
وأضافت «تتعرض الباحثات إلى صعوبات للحصول على الإرشاد، وهو جزء مهم للغاية في اكتساب الخبرة الأكاديمية، من الصعب جداً على المرأة أن تكون جزءاً من أي بحث تعاوني، ومن الصعب جمع أي بيانات لأن لا أحد يريد المشاركة أو التعاون، لا يمكننا بسهولة طرق أبواب المؤسسات أو المنازل، لإجراء استطلاعات الرأي التي نحتاجها».
واختتم المؤتمر بتكريم جميع الباحثات المشاركات، وبدعوة كل من البقاعين وجوردان لجعل مؤتمر المرأة في البحث العلمي، حدثاً سنوياً لأهمية محتواه العلمي.