كورونا يعصف بـ «هوليوود» 17 مليار دولار خسائر سينمائية

بعيدًا عن الآثار الصحية الناجمة عن تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فقد ألقى الفيروس التاجى المدمر بظلاله على الاقتصاد العالمى لا سيما قطاع الترفيه، الذى يُعد ركيزة أساسية لعدد من دول العالم، حيث تشير التقديرات المبكرة إلى تلقى هوليوود ضربة قاسية، قد تكون الأقوى في تاريخها، وستظل تعانى من تبعاتها طيلة الأشهر- أو السنوات المقبلة- إذا استمر الفيروس في رحلة غزوه.

 

فقد ألغى العرض الأول لـفيلم المغامرة «Mulan» للمخرج نيكى كارو، بعد أن كان مخططًا عرضه، في 12 مارس الجارى، بالعاصمة الإنجليزية؛ واتخذ المسئولون التنفيذيون في لوس أنجلوس قرارًا بسحب الفيلم من الأسواق، لم تأت الخطوة مفاجأة، فبعد أقل من يوم واحد، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن حظر جديد على المسافرين القادمين من أوروبا، بهدف وقف انتشار الفيروس التاجي، وأدى حظر السفر هذا إلى نسف أى خطط للترويج للفيلم، الذى تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، في السوق الأوروبية المربحة، ومع وجود قرابة 70 ألف صالة سينما مغلقة في الصين والترقب الدقيق للوضع من جانب مالكى السينمات الأمريكية، لم يكن لدى «ديزنى» أى بديل سوى وقف المشروع تجنبا لخسائر ضخمة محتملة.
وتشير الأرقام الواردة عن محللى شباك التذاكر العالمى إلى تعرضه لخسائر هائلة، لا تقل، حتى الآن، عن 7 مليارات دولار، وإذا تم تضمين ما تبقى من الإصدارات المؤجلة لمارس وأبريل ومايو، فإن الخسائر الإجمالية سترتفع إلى نحو 10 مليارات دولار، ما يجعل الخسائر الإجمالية تقدر بنحو 17 مليار دولار، وإذا استمرت الأزمة بعد شهر مايو، فإن جميع الرهانات لا تزال قائمة.

 

وكلفت إزالة مواعيد عرض الأفلام واسعة النطاق وذات الميزانيات الضخمة عن الجدول الزمنى المخطط لها، استديوهات هوليوود مبالغ طائلة؛ وإعادة جدولة موعد طرح النسخة الأحدث في سلسلة أفلام جيمس بوند «No Time To Die» سوف يكبد استديوهات «مترو جولدوين ماير» خسائر تترواح بين 30 إلى 50 مليون دولار، تتمثل في مصاريف إضافية للحملة التسويقية الجديدة.
حيث تقرر طرح الفيلم في 12 نوفمبر المقبل بالمملكة المتحدة، ويصل إلى دور العرض الأمريكية في 25 من الشهر نفسه، ويتم تحديد مواعيد إطلاقه في باقى أنحاء العالم بالتتابع.
وكان من المفترض أن يتم عرض الفيلم دوليًا في 2 أبريل المقبل، حيث فضلت الشركة المنتجة تأجيل طرحه بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا، والذى أدى إلى إغلاق المسارح في الأسواق الرئيسية، مثل إيطاليا وكوريا الجنوبية والصين واليابان، وتوقع الخبراء أنه يتسبب ذلك بضربة كبيرة للفيلم، الذى تخطت تكلفته الإنتاجية 200 مليون دولار، وبالنظر إلى هذه الميزانية الضخمة، سيحتاج الفيلم إلى أداء جيد في الأسواق الدولية إذا كان يريد تحقيق الأرباح.

 

لإلغاء المفاجئ للنسخة الثانية من سلسلة الرعب «A Quiet Place» للنجمة إيميلى بلانت، قبل ثمانية أيام من الإصدار سيكلف استديوهات «باراماونت» نحو 30 مليون دولار، ويركز الجزء الثانى من الفيلم على قصص الناجين الآخرين إلى جانب عائلة أبوت (إيميلى بلانت وولديها)، الذين يتعرضون للترهيب والرعب مِن قِبَل أشباح وكائنات مخيفة، لبعض الوقت، وعلى هذه اﻷسرة أن تظل طوال الوقت في صمت تام ودون إصدار أدنى صوت، ﻷن هذه الكائنات تصطاد ضحاياها من خلال اﻷصوات التى تحدثها أو تصدرها.

 

ومن المتوقع أن يؤدي التغيير العشوائي لعرض فيلم Fast and Furious 9 من 22 مايو/أيار إلى 2 أبريل/نيسان 2021 إلى تكبد الشركة المنتجة الملايين من عمليات إعادة التسويق، فضلا عن أخذه مكان عرض النسخة رقم 10 التي كان مزمعا طرحها في ذلك التوقيت.

وقالت استديوهات «يونيفرسال» إن القرار جاء على خلفية تأثير الفيروس التاجى على حركة الاقتصاد العالمى وعملية التوزيع، حيث لا تزال صالات السينما مغلقة في إيطاليا وكوريا الجنوبية والصين، هناك أيضًا شعور متزايد بأن بعض أماكن العرض ستغلق في الولايات المتحدة مع استمرار تفشى المرض.

كما تم تعليق تصوير عدد من الأفلام لمنع انتشار الفيروس، حيث اتخذت استديوهات «وارنر بروس» قرارًا بوقف تصوير فيلم الأكشن المنتظر «The Batman» للنجم روبرت باتينسون، لمدة أسبوعين، حيث كان من المقرر طرحه في 25 يونيو 2021.
وقالت الشركة في بيان إن فريق الفيلم الذى يجرى تصويره في لندن منذ يناير الماضي، كان يخطط لتصوير عدد من المشاهد في مدينة ليفربول، لذلك فضلوا التوقف بشكل مؤقت لمراقبة الوضع، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان سيؤثر القرار على تاريخ إصدار الفيلم.

 

كما قررت شبكة «نتفليكس» الرقمية إيقاف تصوير فيلم الأكشن «Red Notice» للنجم دواين جونسون، بشكل مؤقت، وتعليق إنتاج مسلسل «Stranger Things» وعدد من المشاريع التليفزيونية والسينمائية الأخرى.
وقامت استديوهات «يونيفرسال» الترفيهية بوقف إنتاج عدد من مشاريعها السينمائية الجارية، وضمت أفلام: «Jurassic World: Dominion» و»Flint Strong»، والمشروع الجديد غير المعنون للنجم بيلى إيشنر. وسوف يستمر الاستديو في مراقبة الوضع عن كثب وسيحدد موعد استئناف الإنتاج في الأسابيع المقبلة.
وأعلنت استديوهات ديزنى الترفيهية وقف إنتاج 8 أعمال سينمائية جديدة بشكل مؤقت، وضمت أفلام: «The Last Duel»، و«The Little Mermaid»، و«Shang-Chi»، و«The Legend of the Ten Rings»، و«Home Alone»، و«Nightmare Alley»، و«Peter Pan & Wendy»، و«Shrunk».

 

الانتشار الواسع للفيروس لم يلحق الضرر بشركات الإنتاج السينمائى أو أصحاب دور العرض وحسب، بل ألقى بظلاله على عدد من المهرجانات السينمائية ذات المستوى المتوسط بسبب قرار حظر التجمعات، الذى صدر في العديد من دول العالم بجانب قرارات حظر السفر في العديد من البلدان، وقد تقرر إلغاء مهرجانات «تريبيكا» السينمائى للأفلام المستقلة، «Hot Docs» للأفلام الوثائقية.

وقالت مجلة “فارايتي” الأمريكية، في تقرير بعنوان “هوليوود تستعد للضربة المالية الفيروسية التي يمكن أن تغير الصناعة إلى الأبد”، إن هناك خسائر مباشرة يخلفها كورونا نتيجة تعطل أعمال موظفي الخطوط الأمامية.

 

وأضافت أن هذا يحدث في المتنزهات المغلقة التي تديرها ديزني وNBCUniversal، أو مهرجان SXSW السينمائي في تكساس الذي ألغي بسبب كورونا.

 

ورأت أنه مع إغلاق دور السينما في المدن الكبرى مثل لوس أنجلوس ونيويورك، فإن المزيد من الوظائف ستكون في خطر، إذ تراجع شباك التذاكر بأمريكا الشمالية إلى 55.3 مليون دولار، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2000.

 

وقالت: “هناك خوف واسع النطاق بين المطلعين على الصناعة من احتمال حدوث تسريحات كبيرة للعمال في هوليوود، إذا استمر تأثير الفيروس في تعطيل الأعمال التجارية لفترة طويلة”.

وفقا للتقرير، فإن التهديد الحاد للوباء عندما يتلاشى سيكون التحدي الهائل الآخر لهذه الصناعة هو إعادة تشكيل الجوائز السنوية والأحداث، مثل “سوق هونج كونج السينمائي والتلفزيوني الدولي”، وحفلات فرقة الروك الشهيرة AFI، وجائزة “جرامي” التابعة لأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم.

 

وذكرت المجلة أن كثيرين يتوقعون إلغاء مهرجان “كان” السينمائي، الذي كان مقررا 12 مايو/أيار، أو إعادة جدولته بالنظر إلى قيود التجمعات التي فرضتها الحكومة الفرنسية مؤخرا.

 

ومن الأفلام التي تكبدت خسائر فادحة “Bloodshot” لفان ديز، وهو عمل كان مفترضا أن يكون الأول في سلسلة أفلام تسعى للاستفادة من جاذبية النجم في الصين، لكنه طرح 13 مارس/آذار، وهو ذروة توقيت الحجر الصحي وإغلاق المسارح في بكين.

 

ومن المحتمل أن تكون النقطة المضيئة الوحيدة لهذه الشركات مع زيادة حظر التجمع على مستوى المدينة، والمزيد من الأشخاص الذين يعملون من المنزل، هي حصول خدمات البث الأحدث: Disney Plus وHBO Max وPeacock، على المزيد من الاستيعاب.

Exit mobile version