قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك، إنه من المتوقع أن يدخل مفاعل الماء الخفيف النووي التجريبي في كوريا الشمالية في مرحلة التشغيل الكامل في الصيف المقبل، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يُستخدم لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة النووية.
وأدلى “شين” بهذه التصريحات للصحافيين، في أعقاب تجديد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي مخاوفه الأسبوع الماضي، بسبب رصد علامات على وجود نشاط في المفاعل في مجمع “يونغبيون” النووي الرئيسي في كوريا الشمالية، وفقاً لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية اليوم الجمعة.
وقال “شين”، إن سول رصدت علامات على تصريف مياه التبريد من المفاعل منذ الصيف الماضي، وقدر أن كوريا الشمالية تحتاج نحو عام منذ ذلك الوقت لتشغيل المفاعل بكامل طاقته.
وأضاف، أن “المفاعل يخضع حالياً للتشغيل التجريبي لإجراء تحسينات على معداته ومنشآته”.
ومن المتوقع أن يتم تشغيله بشكل طبيعي بحلول الصيف المقبل”.
ومع ذلك أعرب “شين” عن شكوكه في إمكانية استخدام المفاعل لإنتاج البلوتونيوم، مشيراً إلى أن مفاعلات الماء الخفيف تستخدم عادة لتوليد الكهرباء.
وأضاف، “من الممكن أن يقوم الشمال باختبار تشغيل المفاعل لتزويد منطقة يونغبيون بالطاقة”. وقال، “بالنسبة للأغراض عسكرية، يحاول الشمال صنع غواصة تكتيكية (تعمل بالطاقة النووية) ويمكن استخدام مفاعلات الماء الخفيف في اختبارات تطوير مفاعل صغير”.
وقال أيضاً، إنه يمكن استخدام المفاعل في إنتاج التريتيوم، وهو أحد مكونات القنابل الهيدروجينية.
وتابع “شين” أيضاً، أنه من المتوقع أن تنفذ كوريا الشمالية “استفزازات استراتيجية” في العام الجديد للتأثير على الانتخابات الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مضيفاً أن هناك علامات على وجود نشاط لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب وصواريخ باليستية متوسطة المدى.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي قد أعلن، أن وكالته رصدت علامات على تشغيل كوريا الشمالية للمفاعل، مثل التدفق القوي للمياه من نظام التبريد منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما يشير إلى قدرة المفاعل التجريبي على إنتاج البلوتونيوم، -وهو وقود رئيسي يُستخدم للأسلحة النووية-، مثل أي مفاعل نووي آخر.
وبدأت كوريا الشمالية في بناء المفاعل التجريبي قبل أكثر من عقد من الزمان، ومن المعروف أن سعته تتخطى 7 مفاعل “يونغبيون” البالغة 5 ميغاواط، الذي يستخدمه النظام لإنتاج البلوتونيوم.
وقد فرض مجلس الأمن عدة عقوبات على الشمال لتطويره أسلحة نووية وقيامه بالأنشطة ذات الصلة.
كان جيفري لويس الخبير النووي المستقل المقيم في الولايات المتحدة قد ذكر مؤخراً، إن قيام كوريا الشمالية بإدخال مفاعل الماء الخفيف النووي الخدمة قد يسمح للبلاد بإضافة 10 كيلوغرامات، أو 20 كيلوغراما من البلوتونيوم، أو أكثر، سنوياً من أجل الأسلحة النووية لكوريا الشمالية (على حسب السيناريو)”.
يشار إلى أنه تمت في سبتمبر (أيلول) الماضي الموافقة على تعديل دستور كوريا الشمالية بالإجماع “لضمان حق البلاد في الوجود والتنمية، وردع الحرب وحماية السلام الإقليمي والعالمي من خلال تطوير الأسلحة النووية بسرعة إلى مستوى أعلى. يأتي ذلك التعديل بعد عام من تبنى النظام قانوناً جديداً يسمح بالاستخدام الوقائي للأسلحة النووية.