كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة من أطباء الأسنان في إسبانيا التأثير المدمر لأدوية مضادات الاكتئاب على الأسنان وإجراءات جراحة زراعة الأسنان.
وتوصل الأطباء إلى أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون مضادات الاكتئاب، وبخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في وقت جراحة زراعة الأسنان أو لمدة عام قبل الجراحة، كان لديهم زيادة في خطر فشل عمليات الزرع بأكثر من 4.5 مرة، حسبما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأشار الأطباء إلى أن 170 مريضًا من المشاركين في الدراسة كانوا يتناولون بعض أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل سيتالوبرام وإسيتالوبرام وفلوكسيتين وفلوفوكسامين وباروكسيتين وسيرترالين.
وتعد جراحة زرع الأسنان هي عملية تُستبدل فيها جذور الأسنان التالفة أو المفقودة بدعامات معدنية شبيهة بالبراغي المعدنية، وتعد الجراحة فاشلة إذا سقطت الغرسة أو تحركت أو حدوث فقدان العظام أو الألم أو تشكل القيح.
وبناءً على ذلك، أشار الباحثون في جامعة كومبلوتنسي في مدريد، إلى أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قد تؤثر على إنتاج العظام أو انهيارها، حيث عادة ما يضع الجسم عظامًا جديدة مباشرة على سطح الغرسة، مما يجعلها آمنة وهذا لا يحدث مع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
وقال الباحثون أيضًا إن هذه الأدوية يمكن أن تسبب صرير الأسنان، مما قد يضغط على الزرعات، كما يمكن لهذه الأدوية أن تغير مستويات الدوبامين الكيميائي في الدماغ، والذي يشارك في التحكم في العضلات.
وقال البروفيسور جوستين دورهام، كبير المستشارين العلميين في جمعية طب الأسنان البريطانية، إن هذه النتائج “مثيرة للاهتمام”، مشيرًا إلى أن طريقة تأثير مضادات الاكتئاب على زراعة الأسنان والغرسات بعظام الفك معقدة ويجب اكتشافها وفهمها بشكل كامل.
وعلى الرغم من النتائج المذهلة، إلا أن هناك بعض العوامل الأخرى التي ينبغي وضعها في الاعتبار، حيث يمكن أن تساعد المستويات المرتفعة من هرمون الإجهاد الكورتيزول لدى المصابين بالاكتئاب في الإصابة بالالتهاب وأمراض اللثة، بالإضافة إلى أن الأعراض السلوكية المتنوعة للاكتئاب تسبب عدم وجود دافع الاهتمام بالأسنان، مما قد يؤثر على قدرة الأشخاص على الحفاظ على صحة الفم، وبالتالي زيادة مخاطر الإصابة بأمراض اللثة.
ولا تعد هذه الدراسة هي الأولى التي تسلط الضوء على كيفية تأثير الأدوية المختلفة على الأسنان، حيث تبين سابقًا أن عقار البايفوسفونيت الذي يستخدم لعلاج هشاشة العظام وكذلك بعض أنواع السرطان، يمكن أن يمنع الفم من التعافي بشكل صحيح من علاجات الأسنان مثل جراحات الزرع أو علاج اللثة.