هل تشعر بسعادة بالغة عند التسوق؟ هل تشتري أشياء لا تحتاج إليها؟ هل تخفي أكياس المشتريات عن عائلتك ثم تشعر بالندم بعد الشراء؟ هل ترى أن التسوق هو المخرج الوحيد لك من القلق والتوتر؟
هل حاولت التغلب على مشاعر الخوف والعزلة جراء وباء كوفيد-19 بالإفراط في الشراء والتسوق الإلكتروني؟ وهل انتهزت فرصة تخفيف إجراءات العزل وتسوقت كثيرا من المحلات التجارية؟
إذا كانت معظم إجاباتك بنعم، فأنت شخص يعاني من إدمان التسوق، وربما كان كورونا سببا في تعزيز إدمان التسوق لديك.
ماذا يعني “إدمان التسوق”؟
هو إدمان سلوكي يتضمن الشراء القهري كوسيلة للشعور بالرضا وتجنب المشاعر السلبية، مثل القلق والاكتئاب. وحسب إليزابيث هارتني، الكاتبة والطبيبة النفسية ومديرة مركز القيادة والبحوث الصحية في جامعة رويال رودز بكندا؛ فإن إدمان التسوق يبدأ -عادة- أواخر سن المراهقة، ويتزامن غالبا مع اضطرابات أخرى، بما في ذلك اضطرابات المزاج والقلق، وتعاطي المخدرات، واضطرابات الأكل، وصعوبة السيطرة على الانفعالات.
يمكن التمييز بين “التسوق الطبيعي” و”إدمان التسوق” -كما تشير إليزالبيث في مقال على موقع “ڤيري ويل مايند” (Very well mind)- بأن الإدمان يصبح الطريقة الرئيسية للتعامل مع التوتر إلى الحد الذي يستمر فيه الشخص في التسوق بشكل مفرط حتى عندما يكون له تأثير سلبي واضح على مجالات أخرى من الحياة كالأمور المالية والاجتماعية.
كورونا ينعش التسوق
العزلة التي فرضتها إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا والقدرة على الوصول إلى المتاجر عبر الإنترنت والتطبيقات وخدمة التوصيل للمنازل عززت إدمان التسوق لدى البعض.
فوفقا لبيانات أدوب أناليتكس (Adobe Analytics)، التي تعتمد على قياس وتحليل بيانات المبيعات عبر الإنترنت؛ زادت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 55%، أي بنحو 66.3 مليار دولار في يوليو/تموز 2020، مقارنة بالشهر بنفسه عام 2019، كما ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 76% على أساس سنوي مقارنة بيونيو/حزيران 2019.
وتتوقع الشركة البحثية أن مبيعات العام الحالي، الذي يشهد الوباء، عبر الإنترنت ستتجاوز إجمالي المبيعات عبر الإنترنت في 2019 بحلول 5 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
حلقة مفرغة
يتجه بعض الناس إلى الشراء والتسوق كآلية من آليات التكيف، خاصة في الأوقات التي يشعرون فيها بعدم القدرة على السيطرة والتحكم في الظروف المحيطة.
تقول مديرة علاج الإدمان في مستشفى بريوري ووكينغ في بريطانيا باميلا روبرتس إنه بسبب الإغلاق أصبح التسوق فجأة ظاهرة طقسية تتضمن قوائم انتظار وتعليمات أمنية وصحية، ويعتقد المرء نتيجة لذلك أن إدمان التسوق سيتراجع لكن العكس هو الصحيح.
وتوضح باميلا في مقال على موقع “هيبوكراتيك بوست” (Hippocratic Post) أنه بالنسبة لمدمني التسوق فإن ذلك يعد الدواء، وعادة ما يكون بمثابة راحة مؤقتة من التوتر والقلق والوحدة والخوف في الأوقات الصعبة، ومن ثم يطاردهم الشعور بالذنب والخزي، ويحتاج هذا الشعور إلى “الراحة” مع المزيد من “الأدوية” أي التسوق، بما يعني أنه حلقة مفرغة لا تنتهي.
علامات الإدمان
هناك علامات يوردها موقع “موني توكس نيوز” (Money talks news) تشير إلى إدمان التسوق، أو السير في طريق إدمانه، ومنها:
1- شراء أشياء لا تحتاج إليها
قد تغريك بسهولة أشياء لا تحتاجها أو لا تريدها، مثل ديكورات البيت الإضافية، وقد تكون في مرحلة معقدة إذا كنت مهووسا بشراء أشياء شخصية، مثل الأحذية أو حقائب اليد، التي لا حاجة إليها.
2- الشراء من أجل الشعور بالراحة
التسوق القهري هو محاولة لملء الفراغ العاطفي، مثل الشعور بالوحدة أو عدم السيطرة أو عدم الثقة بالنفس.
وكثير من مدمني التسوق يعانون أيضا من اضطرابات المزاج واضطرابات الأكل ومشاكل تعاطي المخدرات؛ لذلك إذا كنت تميل إلى الإفراط في تناول الطعام بعد يوم سيئ، تشير الدراسات إلى أنك قد تكون أكثر عرضة للانغماس في التسوق أيضا.
3- تكديس علب المشتريات في خزانتك دون فتحها
تخزين المشتريات التي اخترتها بنفسك ولم تفتحها يعني أنك نسيت بعض هذه المشتريات، كصناديق من الأحذية في خزانتك، أو سترات لم تر النور مطلقا.
4- شراء يتبعه ندم
الشعور بالذنب بعد التسوق ليس شيئا يقتصر على عمليات الشراء الكبيرة فقط، بل ينجذب مدمنو التسوق في كثير من الأحيان إلى عمليات الشراء الأصغر، وقد يندمون على ذلك نظرا لتراكم الكثير من عمليات الشراء، رغم أنهم بارعون في تبرير أي عملية شراء تقريبا.
5- الشعور بالقلق بسبب عدم الشراء
القلق والتوتر في الأيام التي لم تتسوق فيها، إحدى علامات إدمانك التسوق.
6- التسوق بما يتجاوز إمكاناتك
مدمن التسوق قد يتجاوز الحد الأقصى من بطاقات الائتمان، ويفتح بطاقات جديدة من أجل الاستمرار في شراء الأشياء، وقد يدفعه الدين المتزايد إلى الكذب أو السرقة.
7- محاولة إخفاء عادات التسوق
إذا كنت تخفي أكياس التسوق عن عائلتك، أو تتجنب زملاءك في العمل وأنت تتسوق عبر الإنترنت، فقد تكون هذه علامة على أنك تنفق المال على حساب عائلتك.
خطوات التعافي
في حال ملاحظتك أيا من العلامات السابقة، يمكنك اتباع بعض الخطوات للتعافي من إدمان التسوق أو تجنب الانخراط فيه.
1- ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة
قد يكون السبب الرئيسي للتسوق هو تقليل الضغوط والشعور بالراحة، يمكنك إيجاد بدائل أخرى أقل ضررا ماديا، ولها نفس التأثير المريح مثل ممارسة الرياضة، والاستماع إلى الموسيقى، والتأمل، وقراءة كتاب، ومشاهدة التلفزيون.
2- ابتعد عن المحفزات
تجنب التجول بجانب متجرك المفضل، ولا تذهب إلا للضرورة القصوى، وإذا كنت من محبي التسوق الإلكتروني قاوم الرغبة في تصفح مواقع المتاجر المفضلة لديك وقم بإزالة تطبيقات التسوق.
3- احمل نقودا كافية فقط لشراء ما تحتاجه، واترك بطاقات الخصم والائتمان الخاصة بك في المنزل.
4- اطلب المساعدة سواء من أحد أفراد أسرتك، صديقك أو انضم لإحدى مجموعات الدعم للسيطرة على إدمان التسوق، أو حتى ابحث عن دروس إدارة الأموال كشكل من أشكال التعافي.
المصدر: الجزيرة نت