يعتبر الماء أساس الحياة، للإنسان والحيوان، كما يمثل أساس بقاء النباتات، حيث يعد العنصر الأساسي في نموها، ومن دونه لا يمكن لأي كائن حي أن يستمر في العيش على سطح الأرض.
وعلى مر السنين، اختلفت الدراسات في توصياتها حول كمية الماء الموصى بشربها يوميًا للإنسان، لكن الاحتياجات الفردية من المياه تعتمد على العديد من العوامل في الواقع، ولا توجد صيغة واحدة تناسب الجميع، كما أن معرفة المزيد عن ما يحتاجه الجسم للسوائل يساعد على تقدير كمية الماء التي يجب شربها كل يوم، وفق ما جاء على موقع (روسيا اليوم).
ما هي كمية الماء التي يجب أن تشربها؟
يحتوي الجسم على حوالي 60% من الماء، وكل يوم نفقد الماء من خلال التنفس والتعرق والبول، ولكي يعمل جسمك بشكل صحيح، يجب عليك تجديد إمدادات المياه عن طريق تناول المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الماء.
وعلى الرغم من أهمية أن تشرب الكمية الموصى بها من الماء يوميًا (ثمانية أكواب من الماء، أو نحو لترين)، لا يهم مقدار ما تشربه فقط،، فهناك سؤال لا يقل أهمية عن الكمية التي تحتاجها يوميًا من الماء وهو: هل تشرب الماء بطريقة صحيحة؟
ويشرح كريس ساندرز، خبير الترطيب في (Radnor Hills)، قائلاً: “تستطيع كليتاك معالجة ما يصل إلى 800 مل من الماء في ساعة واحدة، وإذا كنت تشرب الماء بكميات زائدة عن ذلك، فسوف يمر ببساطة عبر كليتيك دون إعادة امتصاصه لاحقًا، وفي أسوأ الحالات، يمكن أن يؤدي إلى التورم”.
ولذلك، في حين تم التأكيد بحق أنك بحاجة إلى شرب نحو 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا، فإن شرب كمية كبيرة من الماء في تتابع سريع لن يفيدك كثيرًا، كما أن شرب أكثر من ذلك إما أنه لا طائل من ورائه أو يمكن أن يسبب بعض الضرر.
وهناك مقياس آخر جيد لمعرفة ما إذا كنت تشرب الكثير من الماء وهو عدد مرات التبول، حيث يوضح كريس أن المعدل الطبيعي للتبول من أربع إلى ست مرات في اليوم.
ما هي مخاطر الجفاف؟
يمكن أن يكون الجفاف هو السبب وراء العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك الصداع وانخفاض الطاقة، حيث يوضح كريس: “الجفاف يعني أن جسمك يفقد سوائل أكثر مما يستطيع تناوله، وإذا لم تشرب كمية كافية من السوائل، فقد تعاني من جفاف الفم أو تصاب بالصداع خلال المراحل المبكرة، وإذا استمر جسمك في فقدان الكثير من السوائل، فقد تواجه أعراضًا أخرى للجفاف مثل التعب أو خفة الرأس”.
وتابع: “في حالات الجفاف الخطيرة، ستحتاج إلى مراجعة الطبيب فورًا إذا كنت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو قيء أو إسهال”.
كيف يمكنك أن تحافظ على رطوبتك؟
يقول خبير الترطيب: “الحفاظ على رطوبة جسمك بالكامل بالماء يمكن أن يوفر العديد من الفوائد الصحية ويمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتعزيز وظائف الدماغ، وشرب كمية كافية من الماء سيساعد الجسم أيضًا على تنظيم درجة الحرارة وطرد السموم والحفاظ على عمل الأعضاء بشكل صحيح”.
فيما يلي أهم نصائح كريس للحفاظ على جسمك رطبًا:
– اشرب كوبًا من الماء أول الأمر في الصباح: “حتى لو لم تشعر بالعطش عند الاستيقاظ، فإن تجديد السوائل بعد ثماني ساعات من عدم استهلاك أي ماء هو الأمثل لغسل الجسم والحفاظ على استمرار عمل الأعضاء، إن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من الماء بشكل صحيح يساعد في تحريك الأمعاء السفلية بانتظام في الصباح”.
– تناول وجبة خفيفة من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء: بعض الأطعمة، وخاصة الفواكه، مليئة بالماء ويمكن أن تساعدك على تحقيق هدف الترطيب.
ويقول كريس: “بعض الأطعمة الغنية بالمياه تشمل البطيخ، والخس، والكرفس، والتفاح، والخوخ، والتوت، والفراولة، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء لا تحتوي فقط على الكثير من السوائل، ولكنها تحتوي أيضًا على الكثير من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي يمكنك استخدامها لتحسين صحتك”.
– اشرب الكهارل بعد التمرين: عندما تتمرن، تفقد كمية من الماء أكثر من المعتاد من خلال العرق، لذلك تحتاج إلى شرب المزيد لاستعادة مستويات الترطيب لديك، ويشرح كريس: “أثناء التمرين، تفقد الماء بسرعة، لذا عليك الاستمرار في شرب الماء قبل التمرين وأثناءه وبعده، وبالنسبة للرياضيين، تساعد المشروبات الرياضية التي تحتوي على كربوهيدرات وإلكتروليتات إضافية على ترطيب الجسم وتحسين الأداء”.
– قلل من المشروبات الغازية: المشروبات التي تحتوي على سكريات مضافة لا يتم احتسابها ضمن كمية السوائل اليومية، لذلك إذا كنت تفضل المشروبات السكرية على كوب من الماء، فينصح كريس باستخدام الماء الفوار أو المنكه بدلاً من ذلك، قائلاً: “المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن تسبب الجفاف أكثر، على الرغم من أنك قد لا تشعر بالعطش”.