معاناة الأشخاص من اضطراب ما بعد الصدمة قد تكون تجربة صعبة ومؤلمة. في هذا المقال، سنلقي نظرة على كيفية تقديم الدعم والمساعدة لأحبائك أو أصدقائك الذين يعانون من هذا الاضطراب.
وفقًا للمركز الوطني الأمريكي لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، يعاني حوالي 6% من الأفراد من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي يصيب الأشخاص الذين سبق لهم أن تعرضوا لأحداث نفسية صادمة، أو مؤلمة، أو مخيفة في إحدى مراحل حياتهم، مثل: ضحايا الحروب، والكوارث الطبيعية، والأشخاص الذين شهدوا على جرائم عنيفة.
ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟
تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مباشرة بعد بالحادث الأليم، أو بعد مضيّ أشهر أو سنوات منه، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
- تذكر الحادث الأليم واستحضاره باستمرار: بحيث يرى المصاب باضطراب ما بعد الصدمة كوابيس مزعجة عن الحادث، أو يستحضر الحادث أو ذكريات أخرى مرتبطة به كما لو أنه يعيش التجربة الصادمة مرة أخرى.
- تجنب الأشياء التي تذكره بالحادث: إذ يحاول الشخص الابتعاد عن الأماكن، أو الأصوات، أو الروائح، أو الأنشطة التي تذكره بالحادث الصادم.
- اضطرابات في المزاج أو الذاكرة: يصعب على العديد من المصابين باضطراب ما بعد الصدمة تذكر تفاصيل الحادث، ومن الشائع أيضاً أن يشعروا بالاكتئاب، أو الذنب، أو العار بسبب ما مرّ بهم.
- الشعور بالقلق أو التوتر: يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة أن يجعل الشخص في حالة دائمة من التيقّظ والحذر، فلا يستطيع الاسترخاء أو الشعور بالراحة، وقد يدفع هذا الشعور الشخص إلى اتخاذ سلوكيات خطرة أو ضارة.
كيف يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
إذا كنت تعتقد أن أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك يعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة فعليك تشجيعه على مراجعة الطبيب النفسي ليتمكن من تشخيصه ووصف العلاج المناسب له، وتشمل العلاجات المفيدة لاضطراب ما بعد الصدمة ما يلي:
العلاج النفسي والسلوكي: وتوجد عدة أشكال للعلاج النفسي فيمكن أن يكون من خلال التحدث فقط مع الطبيب النفسي والتعبير عن الأفكار والمشاعر، ويمكن أن يستعين الطبيب بتقنيات متخصصة في تقليل أثر الصدمة مثل: تقنية (EMDR)، والتي يتم خلالها توجيه المصاب لتحريك عينيه أو يديه بطريقة معينة وبشكل مستمر، وفي نفس الوقت استحضار الذكرى الأليمة والتفكير بها، إذ تشير الدراسات إلى أن اتباع هذه الطريقة من العلاج تساعد الدماغ على إعادة معالجة الذكريات وجعلها أقل قوة وأقل إيلامًا.
تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق.
كيف يمكنك دعم شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة؟
1- دعه يعلم أنك موجود من أجله!
أهم وأول خطوة لمدّ يد العون للمصاب باضطراب ما بعد الصدمة أن تعلمه أنك موجود من أجله؛ تنتظره، وتراه، وتهتم لأمره، وأنّك حاضر وجاهز لدعمه بالشكل الذي يريده وفي أي وقت.
وإن قابل دعمك بالرفض، وأعلمك برغبته بالبقاء وحده لفترة من الوقت، هنا يجب عليك احترام رغبته ومنحه المساحة التي يحتاجها، مع التأكيد على أنك مستعد لسماع شكواه في الوقت الذي يكون فيه مستعداً للكلام.
2- اطلب دعم الأهل والأصدقاء المقربين
يمكن للشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أن يستفيد بشكل كبير من وجود دائم للأصدقاء والعائلة الذين يحبونه ويشعر بالراحة معهم. لذا، لا تتردد في طلب المساعدة من هؤلاء المقربين، بالتخطيط معهم لأنشطة جماعية ممتعة، أو لممارسة الرياضة، أو تبني عادة صحيّة جديدة.
3- تشجيع البحث عن مساعدة محترفة
إلى جانب الدعم النفسي عليك تشجيع المصاب على الاستعانة بطبيب نفسي متخصص، وإيصاله إلى مواعيد الجلسات إذا سمح لك بذلك.
ومن الجدير بالذكر أنه حتى مع العلاج، قد تستمر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لسنوات، لذا احرص على الاستمرار في دعم المصاب وتفهمه حتى تنقضي هذه الفترة الصعبة، ويعود المريض لطبيعته.